الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحكيم وبليغ








اعترف اننى منعزلة الى حد ما عن المسرح منذ فترة طويلة وتحديدا منذ وفاة ابنى امجد لأنه كان يحب المسرح ويصر على أن احضر معه كل المسرحيات الاستعراضية والغنائية لأنه كان يحب العود والتحق ببيت العود وتتلمذ على يد نصير شمة الذى كان يتوقع لابنى مستقبلا مرموقا فى عالم العزف ، ولكن إرادة الله خيبت توقعات شمة واخذت امجد الى دار الخلد والأبدية. 

وتمضى السنوات واتابع منذ فترة ما يكتب عن مسرحية سيرة حب للكاتب الصحفى الزميل المبدع ايمن الحكيم، ويأخذنى الحنين الى العودة الى ارتياد المسارح ومشاهدة المسرحيات وانتهزها فرصة الا اكون بمفردى ويكون معى صديقى المغترب منذ عمر طويل والعائد الى مصر فى اجازة قصيرة الدكتور ميشيل جورج وحرمه الجميلة عايدة ، وبينما اعد العدة لحجز تذاكر لهذه المسرحية اذ بالصديق ايمن الحكيم مؤلف المسرحية يرد على تعليقى على المسرحية بأن يدعونى ومن أحب الى مشاهدتها ، وبالفعل لبيت الدعوة وكلى فرح وكذلك صديقاى وفى مسرح البالون العريق استقبلنا المؤلف بابتسامة راقية وبترحيب زادنا سعادة وغبطة ، وبدأ العرض المسرحى الذى لاتوجد كلمات توفى اعجابى به وبأبطاله والاصوات الجميلة التى اخذتنى من عالم بيكا وشطه والكينج وكل مافى هذا العصر من غبار سمعى الى عالم الفن الجميل المبهر ، وللحق اؤكد اننى انبهرت بالاصوات التى سمعتها والتى تبشر بأن مصر بقدر مافيها من اصوات ظلامية الا ان اصوات الجمال والرقى والنقاء اكثر وابقى وانقى . على مدى ساعتين او اكثر حلقت فوق السحاب مع الاداء المتكامل بدءا بالنص الذى اعده ايمن بحب وبسلاسة فى انتقاء مفرداته التى عكست حبه للملحن الخالد سابق عصره وزمانه بليغ حمدى ، ففى كل جملة سردها الحكيم عن بليغ يظهر لك مدى حب الحكيم لبليغ الفنان العبقرى ، العمل كان اكثر من رائع وبخاصة مزج التكنولوجيا الحديثة مع الاداء المسرحى مع فن الباليه الذى كان يؤديه فتيان وفتيات قمة فى الروعة والإخلاص فى عملهم ، المايسترو الذى كان يتقدم فرقته كان اعجوبة لوحده فترى تحركاته وانفعالاته مع النغمات يقول لك من خلالها وبكل اللغات انه عاشق لفنه ومحبا للعظيم بليغ حمدى ، الممثلون كلهم نرفع لهم القبعة فقد ابدعوا فى اداء ادوارهم التاريخية، موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب ، وام كلثوم ، ووردة ، عبد الحليم حافظ، والخال الابنودى ، ومحمد رشدى ، حتى من قام بدور المبتهل النقشبندى كان مميزا ومندمجا. عمل ناجح بكل المقاييس واداء رائع ومؤلف عبقرى فى كتاباته وتناوله للفكرة من الاساس فهو كان متفردا فى هذا النهج الذى لم ينتهجه احدا قبله ، فقد اخذنا كلنا وعاد بنا الى عالم بليغ وحبه ومغامراته وابتعاده عن وطنه قسرا ، وجدعنته التى كلفته الكثير وكانت سببا فى تعرضه للمحاكمة واقترابه من السجن ، بالفعل استطاع الحكيم بهذا العمل الراقى ان يقول للجميع لاتخافوا على مصر فهى ان اعتلاها السيىء فالجيد قادر لامحالة ان يمحوه محوا ويعيدنا الى الحب وسيرته واعلامه لنعيش مع الحكيم وبليغ فى سيرة حب عايشها جمهور كبير صفق بحب واعجاب لهذا العمل الرائع الذى التقطت عينى قامات كبيرة تحضره على رأسها وزير الشباب والرياضة السابق خالد عبد العزيز. الحب دوما يقول انه جامع لمحبيه ورافعا قيمة عاشقيه ومحتويهم فى سيرة حب حكاها لنا المبدع ايمن الحكيم مصورا لنا جوانب ومواقف خالدة فى حياة صاحب النغمات الخالدة والمؤلفات الفريدة الموسيقار بليغ حمدى...


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط