(أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ)!

هذا التلوث الذي أصاب الحياة بسبب ممارسات بشرية بعيدة عن تعاليم الدين،:(وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) البقرة 205.

ومعالجة الفساد يكون بإعادة التوازن الطبيعي للبيئة بالعدل وهو أحد أهداف الرسالات السماوية: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ..) الحديد25.

ويربط تعالي بين خلق السماوات والأرض بتوازن دقيق وبين ضرورة أن يتعامل البشر مع بعضهم بميزان العدل: (وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ . أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ . وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ) الرحمن 9-7.
وكلمة الميزان تعبر عن التوازن البيئي وبقاء العناصر الطبيعية كما خلقها تعالى بدون التدخل لتغييرها، والتوازن موجود في حركات الكواكب والنجوم،وفي خلق المادة وأوزان العناصر والذرات: (..وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ) الحجر19، ويجب عدم التدخل فيه حتى لا يفسد النظام ويختل التوازن البيئي فيحدث انقراض لبعض الأحياء، وتتلوث المياه، وينتشر التصحر، وترتفع نسبة الغازات السامة في الهواء.

والإنسان المؤمن مفروض عليه أن يقوم بحماية الأرض والمحافظة على البيئة من التلوث: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ..) ص28، لأنه مسئولًا عن المحافظة على ما استخلفه الله عليه: (ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) يونس 14.