يتمتع نبات التين الشوكي بمكانة خاصة دوليا في أنظمة الإنتاج الغذائي المستدامة في المناطق الجافة، بما فيها نظم الإنتاج الحيواني، نظرا لما تعاني منه الكثير من دول العالم من تغيرات مناخية، وموجات الجفاف، وتدهور الأراضي، مما جعله ينال اهتماما واسعا على المستوى العالمي نظرا لتعدد استخداماته ومرونته العالية في التكيف مع آثار التغيرات المناخية وكفاءته العالية في استخدام المياه وقدرته على النمو في التربة الفقيرة والمتدهورة حيث تفشل النباتات الأخرى في النمو.
مما يوفر فرصا جيدة لتحسين توافر الأعلاف المنتجة من ألواح نبات التين الشوكي في هذه المناطق خاصة في فترات الجفاف أو في فترات نقص الأعلاف التقليدية، خاصة و أن الإنتاجية من الألواح سريعة و تبدأ بعد أشهر قليلة من الزراعة، والإنتاج السنوي للفدان الواحد من ألواح نبات التين الشوكي تحت الزراعة المكثفة يصل إلي 80 طنا تنقسم إلي حوالي 8 أطنان من المادة الجافة بالإضافة إلي 72 طنا من المياه الجيدة والطازجة المخزنة بالألواح، والتي تكفي لتوفير الأعلاف اللازمة لتربية 4 ‒ 5 أبقار سنويا مما يقلل الاعتماد على الأعلاف التقليدية، ويسمح بتربية قطعان الماشية في المناطق الجافة والنائية الغير متوافر بها الأعلاف التقليدية أو المياة اللازمة لزراعتها، حيث يحتاج إلي 250 لتر من المياة لإنتاج كيلو جرام من الوحدة الجافة والتي تمثل 10% من المياه التي تحتاجها زراعة أنواع الأعلاف الأخرى التقليدية الشرهة للمياة مثل البرسيم (محصول الأعلاف الرئيسي في مصر).
ونظرا لكون هذه الألواح غنية بالمياه بنسبة تصل إلي 90%، مما يجعلها أيضا مصدرا هاما لتوفير المياه للحيوانات وللإنسان في المناطق الجافة، فالذي يعيش في محيط هذا النبات لا يهلكه جوع ولا عطش، حيث يمكن أن تصل نسبة التخفيض في إستخدام المياة إلي أكثر من 90% عند تغذية الحيوانات بنسبة 60% من الألواح. وبجانب ذلك تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدات (60%) والفيتامينات (A و C) والبروتين (3 ‒ 5%) والتي تزداد إلي 10% عند استخدام أسمدة الأمونيا والفوسفات.
و لهذه الأهمية الكبيرة لنبات التين الشوكي فإننا نعرض في سلسلة مقالات عن زراعة و إنتاج الأعلاف الحيوانية من ألواح نبات التين الشوكي و منتجات أخرى مكملة للمشروع و تقديمه كمشروع قومي، حيث تحدثنا في الجزء الأول عن التحديات التي تواجهها مصر من فقر في المياة و العجز في إنتاج الغذاء للإنسان والحيوان و المشاكل الإجتماعية و الإقتصادية المترتبة عليها و عرضنا الحل المقترح لمواجهة هذه التحديات بإقامة مشروع قومي لزراعة وإنتاج الأعلاف من نبات التين الشوكي و عرضنا الفوائد التي تعود منها و الإستخدامات المختلفة لأجزاء هذا النبات و الأماكن المقترحة لإنشاء مثل هذا المشروع و عرضنا أيضا التجارب التي تم إجراءها لتغذية الطيور والماشية بأعلاف الواح نبات الشوكي التي قامت بها الشركة المصرية لتنمية وتطوير الأعمال (إبداع) بالإستعانة بفريق بحثي من المتخصصين كأول تجربة رائدة لذلك في مصر (رابط المقال: https://www.elbalad.news/3878802).
و عرضنا في الجزء الثاني مقترح تفصيلي بخطوات تنفيذ مشروع لزراعة وإنتاج الأعلاف من ألواح نبات التين الشوكي في مدينة أسوان ومخطط مستقبلي لتنويع الأنشطة التحويلة من هذا النبات الذي يلقب بالـ "الذهب الأخضر" لتعظيم الإستفادة و الأرباح منه و عرضنا المميزات التي تتميز بها هذه المنطقة والضامنة لنجاح و إستمرارية هذا المشروع (رابط المقال: https://www.elbalad.news/3896639).
و في الجزء الثالث سوف نستعرض تجارب الدول الأخرى و التي يجب أن تكون نقطة البداية لأي مشروع سوف نقوم به في مصر. وذلك حيث يزرع نبات التين الشوكي في أكثر من 30 دولة بالأمريكتين وآسيا وأفريقيا وأوروبا وأستراليا وتختلف الإستخدامات من دولة إلي أخرى.أولا: تجارب دول العالم في إنتاج الأعلاف الحيوانية من ألواح نبات التين الشوكي:
إهتمت الكثير من دول العالم بزراعة نبات التين الشوكي و تكثيف إنتاجية ألواحه لإستخدامها في إنتاج الأعلاف الحيوانية الرخيصة الثمن والعالية الجودة والأقل إستهلاكا للمياة، حيث وصلت إنتاجية الفدان من الألواح في البرازيل إلي 75 طن بينما وصلت الإنتاجيه تحت الزراعة المكثفة إلي 168 طن، بينما في المغرب يتراوح بين 59 طن إلي 84 طن، وبالمقارنة بإنتاجية البرسيم في مصر التي تصل إلي 21 طن، بينما البرسيم الحجازي تترواح بين 34 إلي 59 طن للفدان وبالتالي ترتفع إنتاجية ألواح بنات التين الشوكي مقارنة بالبرسيم وخاصة مع استهلاك البرسيم لأضعاف كميات المياه التى يحتاجها التين الشوكي، و أيضا زراعة البرسيم تحتاج إلي الأسمدة و المبيدات الكيماوية بكثافة على عكس زراعة نبات التين الشوكي.
وتحتاج الألواح لإستخدامها في تغذية الحيوانات إلي إضافة مكون غني بالبروتين مثل الصويا أو أي نوع أخر من الحبوب و إضافة مصدر للألياف مثل التبن و ذلك حتى لا تفقد الوزن و لا تصاب بالإسهال، و اظهرت الدراسات أنه عند خلط الألواح بالمخلفات النباتية مثل الأتبان و القش مع مصدر للنيتروجين يعلي من القيمة الغذائية لهذه المخلفات و يزيد من معدل التحويل لدى الحيوانات عند تغذيتها بهذا المخلوط، نظرا لإحتواء الألواح على نسبة عاليه من الكربوهيدرات التي توفر طاقة تمثل 75% من الطاقة التي توفرها الذرة (بينما إنتاجية الألواح في البيئة الجافة 20 ضعف إنتاجية الذرة). و أنه عند الإستغناء نهائيا عن الذرة و جزئيا بنسبة 40% عن الأتبان وإستبدالهم بالألواح لم يؤثر ذلك على إنتاج الألبان من الابقار، وأن خليط الألواح و المركزات الغنية بالبروتين تحل محل سيلاج الذرة بدون التأثير على معدل التحويل للحيوانات.
يعتبر نبات التين الشوكي من المحاصيل دائمة الخضرة ويمكن استخدامه على مدار السنة على عكس المحاصيل العلفية والأعلاف الأخرى التي تحتاج إلى تخزينها كعلف مجفف أو سيلاج ، حيث يمكن قطع الألواح وتغذية الحيوانات مباشرة مما يجعله الوسيلة الأسهل و الاقل تكلفة عن القيام بعمليات التجفيف أو إنتاج السيلاج والتي تعتبر تكلفة إضافية من مناولة وطاقة وعمالة ومعدات واماكن للتخزين.
تستخدم ألواح نبات التين الشوكي طازجا في تغذية الابقار في البرازيل بالرغم من أن البرازيل منتج رئيسي للحبوب نظرا لإرتفاع أسعارها في مقابل الألواح، أما في جنوب أفريقيا ترتكز صناعة الأعلاف على التجفيف الشمسي للألواح مما يزيد من مدة صلاحيته و إستعماله كمركزات و يعطي صناعة الأعلاف خيار إستخدامها كعنصر تغذية في إنتاج الأعلاف المركبة و إنتاج السيلاج لتغذية الأبقار و الأغنام، و يتم إضافة الثمار المهدرة التي تساعد على تحسين جودة السيلاج لوجود السكريات بها.
زراعات التين الشوكي في تونس والمغرب تستخدم كمراعي لتربية الأغنام والأبل والتي أدت إلي تقليص تكلفة التغذية بنحو 40% مقارنة بالأعلاف التقليدية و تحقيق الإكتفاء الذاتي من الأعلاف و توفر إنتاج من الألبان ليس فقط يكفي للإحتياجات المحلية بل يحقق أيضا فائض للتصدير، بالإضافة لحمايتها للتربة من التصحر و ترشيد إستهلاك المياة في الزراعة وتقليل الإنبعاثات الكربونية. بالإضافة أنه في تونس وصلت نسبة التخفيض في إستهلاك المياة للأغنام إلي 92%، 61%، 25% عند تغذيتها بنسب 60%، 40%، 20% من الألواح.
و في البرازيل تغذى الأبقار بخليط من الأعلاف عبارة عن (70% ألواح و 30% مركزات) أو (39% ألواح و 31% سيلاج السورجم و 30% مركزات) أو (60% ألواح و 20% تبن و 20% صويا) والتي تؤدي لإنتاج ألبان و لحوم اكثر صحية للإنسان، وتحافظ على إنتاج يومي للابقار من الألبان يتراوح بين 20-25 لتر لبن في اليوم.
أما بالنسبة للأغنام ففي أثيوبيا عند إستخدام خلطات أعلاف عبارة عن (ألواح 43% و قش 47% و مركزات 10%) وصل معدل التحويل اليومي إلي 53 جرام، أما في تونس عند إستخدام (ألواح 33% و قش 60% و مركزات 7%) وصل معدل التحويل إلي 39 جرام، وإرتفع إلي 119 جرام عند إستخدام (ألواح 58% و قش 26% و صويا 16%)، بينما في جنوب أفريقيا وصل معدل التحويل إلي 116 جرام عند إستخدام (ألواح مجففة 24% و قش 41% و ذرة 30% و مولاس 4% و يوريا 1%).
ثانيا: إنتاج المنتجات الدوائية و مستحضرات التجميل من نبات التين الشوكي:
بجانب إستخدام الألواح و الثمار المهدرة كأعلاف للحيوانات، نبات التين الشوكي له عدد من الإستخدامات الأخرى في العديد من دول العالم حيث تستخدم العديد من الدول الألواح و الزهور و الثمار كعلاج طبيعي نظرا لغناها بالمواد الغذائية و مضادات الأكسدة.
في حين ان الزيت المستخرج من بذور الثمار غني بالأحماض الدهنية الغير مشبعة ومضادات الأكسدة و الفيتامينات و المعادن، حيث يستخدم في إنتاج ما يقرب من 40 نوعا من مستحضرات التجميل المرتفعة الثمن والخاصة بتجميل البشرة والحفاظ على نضارتها و شبابها، ولكن لا تتجاوز كمية الزيت المنتج من طن من الثمار عن لترين، حيث يعطي طن الثمار فقط 33 – 35 كيلو من البذور، ويصل سعر اللتر الواحد منه 800 – 1300 يورو لذلك إنتاج الزيت فقط يكون مجديا إقتصاديا عندما تكون المعالجة متكاملة من خلال إستخدام كل أجزاء النبات، وتقوم كلا من تونس والمغرب والجزائر بإنتاجه وتصديره إلي أوروبا.
و الالواح لها تأثيرات مضادة للفيروسات، وتأثير وقائي ضد الآفات المعدية وكذلك لها نشاط مضاد للالتهابات، و أظهرت مكملات غذائية من ثمار التين الشوكي في تحسين حالة مضادات الأكسدة الشاملة وتقليل الإجهاد التأكسدي في الأفراد الأصحاء، وكذلك التغذية بالألواح ساعدت على حدوث إنخفاض ملحوظ في مستويات الكوليسترول في الدم والدهون الثلاثية، كما أكدت التجارب التي أجريت على مرضى السكر الذين لا يعتمدون على الأنسولين إنخفاض مستوى السكر في الدم عند تناول الالواح. وعلاوة على ذلك، فقد تبين أن استهلاك الألواح الحديثة يعمل على تخفيض السمنة والجلوكوز في الدم.
ووجد أيضا أن الثمار وقائية ضد سرطان المبيض وعنق الرحم والمثانة، أما زهور نبات التين الشوكي والتي تحتوي بدورها على احماض أمينية و فيتامينات ومعادن يتم تجفيفها و إستخدامها كحقن لمنع سرطان البروستاتا، و للزهور أيضًا آثار مدرة للبول، كما أنها تساعد في إزالة حصوات الكلى.
بالإضافة لخصائص الألواح و زيت البذور في إلتئام الجروح، و أيضا تتوافر صناعات دوائية من مسحوق الألواح والزهور لعلاج قرحة المعدة، و كمضاد للالتهابات.
يتوافر في السوق العالمية حاليًا عدد من مستحضرات التجميل من نبات التين الشوكي حيث تستخدم الألواح والزهور وزيت البذور لإنتاج الصابون والشامبو ومستحضرات التجميل مثل الكريمات و الغسول و أقنعة الوجه من الألواح، و يستخدم زيت البذور كمنتج تجميلي كعامل مضاد للتجاعيد ومضاد للشيخوخة.
و تقوم الولايات المتحدة بإستيراد زيت البذور من المكسيك و إنتاج العديد من مستحضرات التجميل يتراوح ثمن العبوة منها 7 – 36 دولار، مثل الشامبو و منعم الشعر الذي يعطي تأثير مغذي و مرطب للبشرة و للشعر، و يكسب الشعر ملمس لامع و ناعم، و ماسكات و سبراي لتخفيف الإلتهابات و لترطيب و توحيد لون البشرة و القضاء على التجاعيد، و علاج حروق البشرة الناتجة من التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وكذلك لحمايتها من الآثار الضارة لأشعة الشمس.
و أيضا تقوم بإنتاج من زهور التين الشوكي مستحضرات التجميل يتراوح ثمن العبوة منها 38 – 120 دولار، مثل سبراي لحماية البشرة من العوامل الجوية و الملوثات و لترطيبها وتحسين ملمس و نعومة الجلد ، و ماسكات تقشير البشرة و تجديد الخلايا و ترطيبها.
بينما تقوم المكسيك بإنتاج من الألواح مكملات غذائية علاجية لمرضى السكر و السمنة و التخسيس، و مستحضرات التجميل مثل الكريمات والشامبو و الصابون و الغسول و أقنعة الوجه.
فيما ووصل عدد الوحدات المصنعة لمشتقات نبات التين الشوكي بدولة المغرب إلي 13 وحدة عائدتها تجاوزت 50 مليون دولار سنويا و جاري حاليا زيادة عددها لإدرار المزيد من العوائد و الأرباح.
ووصل حجم إنتاج الجزائر من الزيت المشتق من بذور ثمار التين الشوكي عام 2018 إلي 1000 لتر وتم بناء مصنع جديد لزيادة حجم الإنتاج 7 أضعاف.
ثالثا: إنتاج المنتجات الغذائية من نبات التين الشوكي:
منذ الالاف السنوات و دول أمريكا الوسطى مثل المكسيك تستهلك الألواح و الثمار كغذاء لخصائصه الغذائية والصحية، وتحتل المكسيك المركز الأول عالميا في تصدير الثمار و الألواح لدول أوروبا و كندا و الولايات المتحدة و دول المحيط الهاديء، أما إيطاليا فتحتل المركز الثاني عالميا في تصدير الثمار وتشتهر منطقة صقلية بإنتاج العديد من المنتجات الغذائية منها، فيما تشتهر منطقة أريزونا في الولايات المتحدة بإنتاج الحلوى من الثمار.
و الألواح فتستخدم في إنتاج العديد من المنتجات الغذائية والمشروبات مثل الخضراوات الطازجة و المطهوة و المعلبة، المخللات، الصوص، المربى، الجيلي، الحلويات، العصائر، المنكهات، المواد المضافة للمخبوزات والمعجنات، الدقيق، والمشروبات الكحولية وغير الكحولية.
فيما تتنوع منتجات ثمار التين الشوكي من الفاكهة المجففة والمعلبة، العصائر، المربى، الجيلي، الحلويات، المحليات، والمشروبات الكحولية.
رابعا: إنتاج الاصباغ من نبات التين الشوكي:
تعتمد بعض الدول في انشطتها الإقتصادية مثل بيرو و شيلي و جزر الكناري على تنمية حشرة الكوشينيال، وهي حشرة تزدهر على نبات التين الشوكي وتستخدم كمصدر لحمض الكارمينيك وهي صبغة طبيعية تستخدم في تلوين الأطعمة ومستحضرات التجميل والادوية والأقمشة و يصل قيمة اللتر منها إلي 10 الالاف دولار، و في بيرو التي تعتبر المصدر الرئيسي لهذه الصبغة و يعمل عليها 40 ألف أسرة حيث تنتج وحدها 90% من الإنتاج العالمي مستغلتا 60% من مساحات نبات التين الشوكي المزروعة لديها بمساحة تصل إلي 62,500 فدان في إنتاج 17 – 84 كجم من الكوشينيال المجفف للفدان الواحد بكثافة 740 نبتة في الفدان الواحد، في حين تصل المساحات المستخدمة لإنتاج الصبغة في شيلي إلي 940 فدان، هذا بالإضافة إلي إنتاج صبغة طبيعية من الزهور و القشر و الثمار تستخدم كمادة مضافة في المنتجات الغذائيةخامسا: إنتاج الطاقة من ألواح نبات التين الشوكي:
تعتبر دولة المكسيك من الدول المتقدمة في مجال إنتاج الوقود الحيوى والطاقة من ألواح نبات التين الشوكي و يتم ذلك بواسطة الإنزيمات والكائنات الدقيقة للتحلل اللاهوائي (بالبكتريا اللاهوائية) لإحداث تحويل حيوي وتخمر لإنتاج خليط من الغازات القابلة للإحتراق تسمى وقود حيوي أساسا الميثان، و فيه يتم تقطيع وفرم الألواح ثم خلطها بالروث الحيواني بنسب خلط للوصول لدرجة حموضة أعلى من 6 حتى تقل نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون به ولإعطاء نسبة ميثان أكثر من 60% حتى يكون خليط الغازات الناتج قابل للإحتراق و عالي الطاقة، و يتم بيعها بسعر 0.65 دولار للتر بما يعادل ثلث ثمن البنزين والديزل بالمكسيك. و هذه النماذج الناجحة أستطاعت تحقيق وفر في تكلفة الوقود الناتج من هذه العملية خلال فترة 9 – 18 شهر عادلت تكلفة إقامة منشأ إنتاج الوقود الحيوي.
يقدر الخبراء في المكسيك أن 168 فدان من ألواح نبات التين الشوكي تمكن من انتاج نحو واحد ميجاوات / ساعة من الكهرباء، أيضا إحدى الدراسات الصادرة عن جامعة أكسفورد البريطانية ذكرت أن نبات التين الشوكي يمكن باستزراعه في مساحة 4 إلى 15% من إجمالى مساحة الأراضى شبه الجافة الصالحة حول العالم والتي تقدر بنحو 6 مليار فدان لإنتاج وقود حيوى بما يعادل الانتاج العالمى من الطاقة الكهربية المتولدة باستخدام الغاز الطبيعي سنويا.
وبعض التطبيقات الاخرى المستخدمة هي إنتاج الإيثانول و لكنه أكثر تعقيدا من خلال التحلل الكحولي بالتقطير و بخمائر خاصة، و بعض الدول الأخرى كأثيوبيا تعتمد على تجفيف الألواح كحطب واستخدمه بالحرق لتوليد الطاقة.سادسا: تنقية المياة بإستخدام ألواح نبات التين الشوكي:
تشير الدراسات الحديثة الصادرة من بعض الجامعات الأمريكية عن امكانية تنقية المياه من التلوث بالمواد الصلبة والمعادن الثقيلة بإستخدام مادة الميوسلاج اللزجة المتواجدة في ألواح نبات التين الشوكي، و في بعض المناطق الريفية بالأرجنتين و شيلي يتم فرم الألواح و إستخدامها في تنقية مياة السدود والأمطار لتصبح صالحة للشرب.
تبين لنا من ما تم عرضه الآن إمكانات نبات التين الشوكي كعلف في المناطق شبه القاحلة غير مستغلة، ولكن لتعزيز استخدام نبات التين الشوكي كعلف للحيوانات، من الضروري نشر المعرفة حول الوظائف المتعددة لهذا المحصول لمناطق الأراضي الجافة (و التي تمثل 96% من مساحة مصر) وما يوفره نبات التين الشوكي في إمكانية تطوير صناعات محلية لمنتجات ذات قيمة مضافة عالية والتي يتم طلبها في السوق العالمية ؛ و التي تستلزم تطويره كمحصول مستدام ، على سبيل المثال باتباع المبادئ الإيكولوجية الزراعية لتعزيز القدرة على الصمود والتكيف مع تغير المناخ.
أيضا الطلب المتزايد على علف الماشية بمعدلات مرتفعة للغاية سوف تمنح القوة للنشاط ريادي المقترح بإنتاج الأعلاف من ألواح التين الشوكي، الأمر الذي سيستتبعه الحاجة إلي تطوير نماذج أعمال حول استغلال مختلف السلع والخدمات التي يوفرها نبات التين الشوكي لمجموعة من أصحاب المصلحة من المزارعين و المصنعين. وهذا يعني إشراك جميع أصحاب المصلحة في سلسلة الإنتاج الحيواني ، بما في ذلك المنتجون والموردون ومحلات البيع بالتجزئة والهيئات البحثية والإرشادية وواضعو السياسات. وهناك فرص هائلة لتطوير نظم الإنتاج الحيواني لتصبح قائمة على نبات التين الشوكي، حيث يوفر إنتاج نبات التين الشوكي واستخدامه كعلف للحيوانات مواقف مربحة للجانبين للمنتج والمستهلك، و لديه القدرة على المساهمة بشكل إيجابي في مواجهة تحديات الاستدامة وتغير المناخ ، والمساهمة بشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، و الإرادة السياسية القوية القائمة حاليا ستكون بمثابة حافز في تحويل هذه الإمكانات إلى حقيقة واقعة، للإستفادة من "نبات العجائب" هذا والمتعدد الأغراض.