التكبير في العيدين الفطر والأضحى سنة نبوية وردت في القرآن الكريم في قول الله تعالى: «وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» (سورة البقرة: 185)، ويبدأ التكبيرفي عيد الفطر بإعلان رؤية هلال شوال -بغروب شمس آخر يوم من رمضان- وينتهي التكبير في الفطر بخروج الإمام إلى الصلاة العيد.
والتكبير في عيد الأضحى فيه مطلق ومقيد، فالمقيد يكون دبر الصلوات، من صلاة الصبح يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، والمطلق في جميع الأوقات ولا يخص بمكان، فيكبر في السوق وفي الطريق ونحو ذلك، وزمنه من أول هلال ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق.
وقت ابتداء وانتهاء التكبير في عيد الأضحى
أكد الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، أن تكبيرات عيد الأضحى المبارك، تبدأ من فجر يوم عرفة وتنتهي اليوم عصر آخر أيام التشريق، مشيرًا إلى أن الناس في الأمصار عملوا على ذلك.
تكبيرات عيد الأضحى
أضاف «جمعة»، في فتوى له، أن زيادة الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه وأنصاره وأزواجه وذريته في ختام التكبير فهو أمر مشروع فإن أفضل الذكر ما اجتمع فيه ذكر الله ورسوله «صلى الله عليه وآله وسلم».
وأشار المفتي السابق، إلى أن الصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- تفتح باب القبول فإنها مقبولة أبدا حتى من المنافق كما نص على ذلك أهل العلم ويسعنا في ذلك ما وسع سلفنا الصالح من استحسان مثل هذه الصيغ وقبولها وجريان عادة الناس عليها بما يوافق الشرع الشريف ولا يخالفه».
وتابع: إن تكبير العيد يكون على وجهين: الأول: «مطلق وفيه يكبر الناس في المنازل والطرق والمساجد، والثانى مقيد، وهو التكبير بعد الصلوات المفروضة».
حكم تكبيرات العيد
قالت دار الإفتاء المصرية إن التكبير في العيدين سُنَّة عند جمهور الفقهاء، مستشهدة بقول الله تعالى بعد آيات الصيام: «وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» [البقرة: 185].
وأوضحت الإفتاء، أنه حُمِل التكبير في الآية السابقة على تكبير عيد الفطر، وقال سبحانه في آيات الحج: «وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ» [البقرة: 203]، وقال أيضًا: «لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ الله فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ»[الحج: 28]، وقال تعالى: «كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُواْ ٱللهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ» [الحج: 37]، مشيرة إلى أنه حُمِل الذكر والتكبير في الآيات السابقة على ما يكون في عيد الأضحى.
معنى التكبير في العيد
وبينت أن التَّكبير هو التَّعظيم، والمراد به في تكبيرات العيد تعظيم الله عز وجل على وجه العموم، وإثبات الأعظمية لله في كلمة "الله أكبر" كناية عن وحدانيته بالإلهية؛ لأن التفضيل يستلزم نقصان من عداه، والناقص غير مستحق للإلهية؛ لأن حقيقة الإلهية لا تلاقي شيئا من النقص.
الحكمة من التكبير في العيد
وأضافت: "ولذلك شُرع التكبير في الصلاة لإبطال السجود لغير الله، وشُرع التكبير عند نحر البُدْن في الحج لإبطال ما كانوا يتقربون به إلى أصنامهم، وكذلك شرع التكبير عند انتهاء الصيام؛ إشارة إلى أن الله يعبد بالصوم وأنه متنزه عن ضراوة الأصنام بالآية السابقة، ومن أجل ذلك مضت السنة بأن يكبِّر المسلمون عند الخروج إلى صلاة العيد ويكبِّر الإمام في خطبة العيد".
وقت ابتداء وانتهاء التكبير في عيد الفطر
وأشارت إلى أنه يُندب التكبير بغروب الشمس ليلتي العيد في المنازل والطرق والمساجد والأسواق برفع الصوت للرجل؛ إظهارًا لشعار العيد، والأظهر إدامته حتى يحرم الإمام بصلاة العيد، أما من لم يصلِّ مع الإمام فيكبِّر حتى يفرغ الإمام من صلاة العيد ومن الخطبتين.
صيغة تكبيرات العيد
أكدت دار الإفتاء أنه لم يرد في صيغة التكبير شيء بخصوصه في السنة المطهرة، ولكن درج بعض الصحابة منهم سلمان الفارسي على التكبير بصيغة: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد».
وألمحت الإفتاء إلى أن الأمر في صيغة تكبير العيد على السَّعة؛ لأن النص الوارد في ذلك مطلق، وهو قـوله تعالى: «وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ» [البقرة: 185]، مؤكدة أن الْمُطْلَق يُؤْخَـذُ على إطلاقه حتى يأتي ما يقيده في الشَّرع.
زيادة الصلاة على النبي في تكبيرات العيد
وأشارت إلى أنه درج المصريُّون من قديم الزمان على الصيغة المشهورة وهي: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا".
ونبهت على أن هذه صيغة مشروعة صحيحة استحبها كثير من العلماء ونصوا عليها في كتبهم، وقال عنها الإمام الشافعي-رحمه الله تعالى-: "وإن كَبَّر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببتُه".