الترادف في اللغة يعني وجود كلمات تعطي نفس المعنى وتتبادل المواقع بينها، ويرى البعض أن القرآن لا يعيبه وجود ترادف بين الكلمات المتشابهة في المعنى واعتبار ذلك من أنواع الثراء اللغوي.
مع أن القرآن يلفت انتباهنا لوجود فرق بين الكلمات المتشابهة في المعنى بوضعها في آية واحدة، مثل كلمتي سنة وعام: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا.." العنكبوت 14، والسنة تعبر عن الشدة: "..تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا.." يوسف 47، والعام يعبر عن الرخاء: "ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ.." يوسف 49، فالنبي نوح عليه السلام عاش 950 سنة شدة مع الكفار قبل الطوفان، و50عام رخاء مع المؤمنين بعد الطوفان.
ومثل رأى ونظر: ".. قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ.." الأعراف143، فالرؤية هى توجيه العين في اتجاه محدد، والنظر هو ملاحظة الشيء.
ومثل الوفاة والموت: "اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا.." الزمر 42، فالوفاة تحدث في النوم بشكل مؤقت وتحدث في الموت، والموت هو مفارقة النفس للحياة نهائيًا.
ومثل النصيب والكفل: "مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا.." النساء 85، فالنصيب غير محدد ويستخدم مع الحسنة لأنها تضاعف، والكفل يعني النصيب المساوي ويستخدم مع السيئة لأنها تجزى بمثلها.
ومثل الاستماع والانصات: "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا.." الأعراف 204، فالاستماع يعني السمع باهتمام، والإنصات يعني الانتباه بالعقل.
وبمراجعة الكلمات القرآنية المتشابهة في المعنى ومعرفة السياق الذي تستخدم فيه، سنجد أن كل كلمة لا تستبدل بغيرها.