- تقاعس الشركة المنفذة وعدم وجود تمويل عرقل تنفيذ المشروع
- مشروع الصرف الصحي بدأ العمل به عام 2003
- سحب المشروع من الشركة المنفذة وترسيته على شركة أخرى
تحول مشروع الصرف الصحي لمركزي "المنشاة والعسيرات" جنوب سوهاج إلى كابوس لا ينتهي، فبعد أن صدرت الموافقة على مشروع الصرف الصحي في المنطقتين في عام 2000، وتم ترسية المشروع على الشركة المنفذة "مختار إبراهيم" في عام 2003 فرح الأهالي بهذا المشروع الذي ينقذهم من مشاكل الصرف الصحي المعتمد على البيارات داخل المنازل.
فرحة الأهالي لم تدم طويلا واستمرت معاناتهم لمدة 16 عاما منذ أن بدأ تنفيذ المشروع وحتى الآن ما تم في المشروع لا يتجاوز 30% من نسب التنفيذ، ورغم الشكاوى المتكررة للمسئولين الذين زاروا المنطقة إلا أن شكواهم لم تجد لها آذانا صاغية.
وفي عام 2014 قدم الأهالي شكواهم للمهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء في ذلك الوقت، أثناء زيارته لمنطقة السماكين بمدينة المنشأة، ووعدهم محلب أن المشروع سيتم الانتهاء منه بشكل سريع وعندما غادر منطقتهم لم يسمعوا أي شيء عن المشروع حتى اليوم، ليجد الأهالي أنفسهم في حيرة من أمر هذا المشروع الغريب الذي تسبب في معاناة كبيرة لهم بسبب أعمال حفر الشوارع التي لا تنتهي طوال تلك السنوات.
وقال عاصم الفار، يقيم مدينة المنشاة، إن مشروع الصرف الصحي لمركز المنشاة والعسيرات تقدم به النائبان فيصل الشيباني وعبد الحكيم العش، عضوا مجلس النواب، في عام 2000 وحصلا على موافقة بتنفيذ المشروع، وتم ترسية العمل فيه عام 2003، وكانت التكلفة الأولية للمشروع 125 مليون جنيه، وتم صرف تعزيزات مالية أخرى لمقاول المشروع شركة "مختار" لكن المشروع توقف عدة مرات، وكان السبب المعروف لدى الأهالي هو عدم وجود ميزانية تكفي لدى الدولة لتنفيذ المشروع.
وأضاف "الفار": "استمر مشروع الصرف الصحي من عام 2003 وحتى يومنا هذا لتتحول جميع شوارع المركزين إلى حفر ومطبات، وهناك شوارع يصعب السير فيها لوجود غرف صرف كبيرة في عدد من الشوارع، وتسبب حفر الشوارع في إغلاق مدينة المنشاة أمام حركة السيارات لمدة استمرت حوالي 3 سنوات إلى أن تم الانتهاء من تمديد مواسير الصرف ليبدأ بعدها رصف الطرق الداخلية، لكن الطرق المؤدية للمدينة مصابة بالشلل لوجود حفر بها"، موضحا أن المشروع توقف بشكل تام منذ عامين ولا يعمل به أي شخص ولا نعرف السبب الرئيسي للتوقف حتى الآن.
وقال أيمن الشمندي، تاجر يقيم مدينة المنشاة، إن مشروع الصرف الصحي تحول إلى كارثة في منطقتهم بسبب حفر الشوارع، كما أن عدم تشغيل المشروع أدى إلى غرق الشوارع بمياه الصرف الصحي الناتجة من العمارات السكنية والمنازل، كما أن المباني تأثرت وتضررت بسبب مياه الصرف التي أدت إلى تصدعات بالمنازل وانتهاء عمرها الافتراضي.
وأضاف الشمندي أن مشروع الصرف الصحي لمركزي المنشاة والعسيرات تأخر كثيرا، وعندما تم البدء في المشروع كان معدل التنفيذ يسير بخطى جيدة، وبعد مرور عام واحد فقط بدأت الشركة المنفذة تعمل ببطء إلى أن توقفت تماما عن العمل في المشروع، مؤكدا أن متوسط ما تم تنفيذه في المشروع لم يتعد 30%، مشيرا إلى أن المشروع لو فرض أنه صار بنفس المعدل الزمني السابق لاحتاج الأمر إلى أكثر من 30 عاما ليتم الانتهاء من المشروع، لافتا إلى أن مياه الصرف الصحي أصابت العديد من الأطفال وبخاصة في مدينة المنشاه بأمراض مثل الفيروس الكبدي، كما أن انتشار الروائح الكريهة تسبب في تلوث الهواء الجوي.
من جانبه، قال المهندس شريف السيد، رئيس مركز ومدينة المنشاة، إن الشركة المنفذة للمشروع تقاعست في التنفيذ وتجاوزت المدة المحددة، وتم سحب المشروع منها وترسيته على شركة مقاولات أخرى، موضحا أن المشروع بدأ العمل به فعليا وسيتم الانتهاء منه قريبا، مؤكدا أن الشركة الجديدة ستنتهي منه بشكل عاجل.