بعد ترك منصبه.. شومان يؤدي أول خطبة له في الجامع الأزهر
-وكيل الأزهر السابق يطلق مبادرة لا لحمل السلاح خلال خطبة الجمعة
-عباس شومان: جريمة الثأر مستقبحة
-هذه العادة القبيحة في المحافظات تعادل جريمة الثأر
-شومان يحذر من ارتكاب السيئات خلال الـ 90 يوما المقبلة
أدى الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، خطبة الجمعة من الجامع الأزهر الشريف. وتعتبر خطبة شومان، هي الأولى بعد تركه لمنصب وكيل الأزهر وكذلك تركه منصب الأمين العام لهيئة كبار العلماء.
وأطلق الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، وخطيب الجامع الأزهر، مبادرة تحمل اسم "لا لحمل السلاح"؛ تزامنا مع بداية أحد الأشهر الحرم وهو شهر ذي القعدة.
وقال شومان، في خطبة الجمعة بالجامع الأزهر: إنه لا ينبغي حمل الأسلحة غير المرخصة وكذلك لا لحمل الأطفال السلاح، ونعم للتنمية والعمل ولا للجريمة ونقف جميعا صفا واحدا خلف رجال الأمن ومؤسساتنا التى تحارب الإرهاب وتحقق الأمن، مضيفا أن استقرار الأمن لن يتم إلا بتعاون كافة المؤسسات والمثقفين وأجهزة الإعلام بدورها التوعوي وكذلك العلماء.
وأشار إلى أن علماء الأزهر يقومون بواجبهم الدعوى ويحاولون تصحيح صورة الإسلام التي شوهتها الجماعات المتطرفة.
وكشف وكيل الأزهر السابق، عن جرائم القتل المستقبحة، مشيرا إلى أنها تقع بين العامة والمنتشرة في بعض المحافظات وهو ما يعرف بجرائم الثأر، منوها أن هذه الجرائم النكراء لا يعرف حجم ضررها إلا من يطلعون عليها ويتعاملون معها ومع أطرافها من خلال لجان المصالحات بالأزهر الشريف.
وأشار إلى أن لجنة المصالحات رأت أهوالا عظيمة في تعاملها مع قضايا الثأر، مستشهدا بقوله تعالى "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا".
وأوضح، أن الله يلعن القاتل ويغضب عليه ويعد له عذابا عظيما ، وهذا العقاب هو من أشد العقوبات على العبد وعليه أن يتدبر في مصيره لو قتل نفسا بغير حق ولا يسمح للشيطان بالتأثير عليه.
وقال شومان، إنه فور وقوع جريمة الثار، يكون أقرباء القاتل في دائرة الاستهداف، وهذا ليس في شريعة الإسلام، فما ذنب الأهل والجيران من النساء والرجال الذين لا يأمنون في عيشهم بسبب هذا الدم.
وأوضح شومان في خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، أن من العادات القبيحة التى يجب أن يتخلى عنها من يفعلونها ولا تكون في مجتمعاتنا أنه إذا قتل قاتل شخصا يقومون بتهجير أهله أجمعين، ويضطرونهم في بعض الأحيان وهم يرحلون، ترك بيوتهم بما فيها من أموال ومتاع، وبهائم تموت عطشا، منوها أن هذه الجريمة لا تقل عن جريمة الثأر.
وتابع ما ذنب الأطفال الذي يتركون المدارس ويحملون الأسلحة والذخائر بدلا من ان يحملوا الأقلام والدفاتر، ثم يختبئوا في الزراعات تربصا بالخصوم.
وأكد أن القاتل يتولى التحقيق معه الجهات المختصة وعلى البقية من أقاربه وأولياء الدم أن يخضعوا لكتاب الله وسنة رسوله ليعيشوا في سلام، فلن يؤدي القتل إلا للقتل والخراب والدمار.
قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، إنه أظل الأمة الإسلامية شهر من شهور الله تعالى الحرام، وهو شهر ذي القعدة، الذي جعله الله شهرا من شهور أربعة هي: « المحرم ورجب وذي القعدة وذي الحجة».
وأوضح «شومان» خلال خطبة الجمعة اليوم بعنوان: «تعظيم حُرمة الدماء في الأشهر الحُرم»، أنه قال الله تعالى: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ» الآية 36 من سورة التوبة.
وأضاف أن الله عز وجل أعطى هذه الشهور الأربعة مزية وأحكامًا خاصة تختلف عن بقية الشهور فالسيئة في هذه الشهور الحُرم تزداد سوءا على سوء والحسنة تزداد حُسنًا وبهاء على حُسنها وبهائها، فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مِنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ».
حضر الصلاة اليوم لفيف من علماء الأزهر والأوقاف، والقيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة، وذلك بالجامع الأزهر الشريف، بمدينة القاهرة بمحافظة القاهرة.