قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الممر.. دراما أم رسائل أم روشتة حماس؟


كانت الدراما ولا تزال مرآة لكل ما يحدث على أرض المعركة، حربية كانت أم مجتمعية أو حتى فكرية، صناعة تتميّز بقدرتها على عكس حقائق تحدث أو حدثت على شاشاتها، وعلى الرغم من أن الدراما المصرية حوت الكثير من الأفلام في جُعبتها التي خلدت فترات الحروب والثورات ولكن كانت لا تخلو تلك الأعمال من ذلك البُعد السياسي الذي يوجه المشاهد والوعي إلى اتجاه بعينه، وذلك ليس خللا بقواعد تلك الصناعة التي تقدم منتجًا مرئيًا للمجتمع.
ولكن الطفرة الجديدة التي يتميّز بها فيلم " الممر" بل الرسالة الأساسية الذي يريد صُناع ذلك العمل نشرها؛ هي كيفية استخدام تلك الدراما كأداة في تشكيل وعي جديد في المجتمع، يخلو تمامًا من أي بّعد سياسي من قريب أو بعيد، كل الرغم من كثرة الرسائل الضمنية والأبعاد التي يستطيع المشاهد استخراجها من أحداث الفيلم الشيقة، ولكن غياب البعد السياسي أو الرأي السياسي في الفيلم أضفى عليه المهنية الحقيقية .

فأغلب الأفلام التي خلدت فترات الحروب كانت تخاطب العاطفة البحتة أو تحمل رأيًا سياسيًا معينًا، تثمن مجهودات شخص بعينه أو ترفع من شأن رمز بعينه.

ومن هنا عزيزي المشاهد، لايمكن أن تحترق أحداث فيلم " الممر" حتى وإن سردها أحدهم عليك، فذلك العمل يكاد يكون مثل شريحة من ماسة شفافة، متعددة الأوجه والزوايا الجديدة.. عمل متصالح مع رسالته المنشودة التي يرنو إليها بمنتهى الوضوح والشفافية .

منظور جديد مفصل، كل منّا يستطيع أن يستخرج رسائل شخصية من ذلك العمل، أو يرى الحدث ذاته من أكثر من زاوية جديدة، يستطيع من خلال ساعتين أن يخلق في نفسك طاقة ايجابية حماسية إذا كنت شابًا، أو يسرد لك جزءًا من بطولة مصرية خالصة واقعية يشكل بها وعي طفلك عن وطن لم يكن يدرك ما حدث ولازال يحدث على قطعة من أرض وطن يحيا به.

وعلى الرغم من الحقبة التي يجسدها الفيلم، فلم يفقد عامل التشويق الذي تستطيع أن تشعر به من خلال كل المشاهدين في ساحات العرض .

لا أعلم إن كان يقع على كاهل المواطن مهمة تشجيع صناعة الدراما الحربية أو الوطنية بصفة عامة، أم على صناع الدراما البادرة الأولى في تشجيع تلك الصناعة من حيث الإنتاج والمزيد من الأعمال مثل ذاك؟

ولكن الأكيد هو إدراك أهمية تلك الأعمال كأداة تشكيل وعى، كتوثيق لحقّب زمنية لم نعاصرها، كروشتة حماس وطاقة ايجابية واستجماع للعزيمة، كتسويق لانتصارات وطنية للعالم العربي والغربي، فالعمل الدرامي يستطيع أن يصل مهرجانات عالمية من شأنها تسويق صورة مصر المنتصرة، فالانتصار الحقيقي هو انتصار العزيمة في أحلك الأوقات، وهذا هو دائمًا قدر مصر ومقدراتها .