قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن هناك جزئية دقيقة جدا في حقيقة الشكر يغفل عنها كثير من الناس ، وهي «مصادر المعرفة».
وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: «ما هى الطرق الموصلة لمعرفة حقيقة الشكر ؟»، أن مصادر المعرفة محصورة في إما أن تكون كتاب الله المسطور، وإما أن يكون كتاب الله المنظور، القرآن أو الأكوان، المعرفة البشرية ؛ ولذلك الفقهاء حرصوا جدًّا إلى أن المعلومة التي تأتيني، إما أن أخدها من الشرع وهو "الكتاب والسنة".
وتابع: وإما أن أخدها من تتبع واستقراء "الوجود"، يعني مثلًا المسائل المتعلقة بالحمل، والولادة، والحيض، والنفاس، وكذا، أخدوها من الوجود، فعندما رصدوا وجدوا هذه الحالات فكتبوها، واعتمدوا عليها في الفقه، وفي بناء الأحكام عليها، فكيف يعرف الإنسان حقيقة الشكر؟ يعرفه من الشرع، أو يعرفه من الوجود.
وأضاف أن الشرع: الآيات والأحاديث ، والوجود: التجربة، واحد جرب الشكر لله، فشعر بلذة في قلبه، عرف حقيقة الشكر. واحد شكر الناس، فشعر إن وهو بيشكر الناس أنه أصبح حسنًا عند الله وعند الناس، فعرف حقيقة الشكر، بصيرة القلب، فالقلب له عينان، وله عيون أيضا : «قلوب العارفين لها عيون * ترى ما لا يراه الناظرون»، منوهًا بأن بصيرة القلب؛ وهو النظر والاعتبار لحكمة الله، من تأمل الكون والوجود، فإذًا الإنسان يصل إلى حقيقة الشكر؛ إما بتدبر الآيات وفهم الأحاديث، وإما بالتجربة بالمعيشة مع هذا الخُلق القويم.