الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شباب ليسا الجمالية ومحافظ الدقهلية


أطلق شباب ليسا الجمالية بمحافظة الدقهلية، حملة كان شعارها "ليسا الجمالية أغيثونا أين المحافظ؟"، وأنشأوا لها صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وانضم لها العديد من أبناء القرية؛ فلم تقتصر على فئة الشباب، بل تفاعل معها وانضم إليها كل شرائح القرية: شباب وفتيات، رجال وسيدات، وأخذ الجميع على عاتقهم إيصال صوتهم الذي يعلو بعرض مشكلات القرية للسادة المسؤولين وعلى رأسهم الدكتور كمال شاروبيم محافظ الدقهلية ورئيس مجلس مدينة الجمالية التابع لها قرية الليسا.

كما هي عادة البدايات الأولى لانطلاق أية حملة، تنطلق بعض الأصوات المشككة في جدوى إطلاقها، تلك الأصوات التي تعمل بكل قوة على بث الإحباط في النفوس، وعلى غرس أكذوبة أن المسؤولين لا يهتمون بمشاكل البسطاء من الناس، ولن يحركوا ساكنا لحل تلك المشكلات التي انطلقت بها حناجر أبناء ليسا الجمالية، في محاولة من هؤلاء لترسيخ سوء العلاقة ما بين الدولة والشعب.

لم تفتّ تلك الأصوات التي خرجت من المُحْبِطين في عضد الشباب التي أطلق الحملة، فاستمروا بنفس حماسهم الذي صاحب الدقائق الأولى لانطلاق الحملة، وهو ما كان له أكبر الأثر في انضمام بقية فئات المنطقة، فانطلق كل قادر فيهم على عرض المشاكل في الحيز الذي يستطيعه، فوجدنا الجميع يشارك عبر فيسبوك، وشاهدنا البعض يوصل المشاكل إلى وسائل إعلام محلية تخص المحافظة، ورأينا آخرين ينشرون تلك الصيحة التي أطلقها شباب ليسا الجمالية في الصحف الكبرى: القومية والخاصة.

هذا الإيمان من أبناء قرية ليسا الجمالية، وهذا التعاون بينهم، وهذا التكاتف بين كل فئاتها كان كفيلا بأن يصل بأصواتهم إلى المسؤولين وعلى رأسهم الدكتور كمال شاروبيم محافظ الدقهلية، وبطبيعة الحال إلى رئيس مجلس مدينة الجمالية نادر محيي، فكانت الأوامر من الأول إلى الثاني بضرورة العمل على إزالة القمامة التي كانت أكواما في مدخل القرية وأمام المدارس، هذه الأوامر التي أخذ مجلس مدينة الجمالية بالعمل على تنفيذها، فرأينا العمال والجرارات في حركة دؤوبة وعمل مستمر لرفع تلك "الزبالة" وتنظيف مدخل المدينة.

إن الشيء اللافت والذي يدعو للإعجاب بل للفخر، هو أن شباب ليسا الجمالية وأبنائها، لم يتركوا العمال والمسؤولين الذين حرصوا على متابعة العمل بأنفسهم، نقول لم يتركوهم وحيدين، بل وجدنا الدعوات لمن يستطيع منهم بالتواجد في محل العمل ومساعدة العمال والمسؤولين، ذلك الذي عكس وعيا هائلا يستحق الإعجاب، هذا الوعي الذي نراهن عليه في المحافظة على استمرار نظافة المكان بعد إزالة القاذورات منه، بل وتجميله بكل ما هو ممكن أو متاح، حيث إنه لا أمل مرجو -حال فقد المواطن الوعي- في أي تحسن أو تقدم أو نهضة.

هناك العديد من المطالب في تلك الحملة التي أطلقها أهالي ليسا الجمالية، هذه المطالب تعد هي ذاتها مطالب كل قرى وريف مصر، من هنا يُحْسَب لهذه الحملة أنها كانت الصيحة الأولى، ومن هنا يتحمل أبناء قرية ليسا الجمالية مسؤولية نراها وطنية بضرورة نجاح حملتهم، حيث أن نجاحها سيكون مُلْهِما لغيرها من القرى والنجوع في جميع أرجاء القطر المصري، والنجاح هنا يعني أن يتقاسم المواطنون العمل مع المسؤولين، وذلك بمساعدتهم قدر المستطاع في الإتيان بمسؤولياتهم وتنفيذ عملهم على أكمل وجه.

في هذه الزاوية التي يخصصها لمقالنا موقعنا العزيز "صدى البلد" طالبنا منذ أسبوعين السيد الدكتور كمال شاروبيم محافظ الدقهلية بمتابعة مطالب أبناء قرية ليسا الجمالية، وتمنينا عليه أن يقوم بزيارة ليرى عن قرب ملتحما بأبناء محافظته في القرى البعيدة عن المنصورة العاصمة، مشاكل الناس، مستمعا إليهم، متعرفا عما يعانونه، ليقارن بين التقارير التي تصله مكتوبة، وبين الواقع الذي نظن أنه يظل بعيدا عن تلك الصورة التي تحملها التقارير، وها نحن مازلنا نأمل أن يحقق السيد المحافظ تلك الأمنية بالزيارة والتي نزعم أن سيكون لها مردود هائل على أهالي القرية من ناحية، وعلى سير العمل الذي بدأ من ناحية ثانية.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط