لم تقتصر العادات التى توارثها القنائيون عن آبائهم وأجدادهم، على مظاهر محددة أو طقوس معينة خلال الأعياد المختلفة، لكن لكل حدث طقس مميز تحول إلى جزء من التراث، ومن أبرز الطقوس التى مازالت محل اهتمام من قبل الأحفاد فى عيد الفطر المبارك، الاعتماد على بليلة الحمص كوجبة إفطار رئيسة فى أول أيام عيد الفطر المبارك لأسباب عديدة صحية واجتماعية، وبجانب طبق البليلة يتواجد طبق الترمس الذى يعتمد عليه البعض كوجبة إفطار و يعتمد عليه آخرين كـ" مسليات" تقدم للضيوف والمهنئين بالعيد من الأقارب والأصدقاء.

مع اقتراب الأعياد تشهد محلات البقوليات والعطارة إقبال كبير من المواطنين لشراء الحمص والترمس، لإعداده قبل العيد، حتى يكون جاهزًا للأكل صبيحة يوم العيد، وهو ما يجعل الكثير من العطارين وأصحاب محلات البقوليات يستعدون لهذه الفترة باعتبارها موسم هام لترويج منتجاتهم مع هذين الصنفان اللذان لا غنى عنهما خلال هذه المناسبات.

قال حسن عابد" عطار" الترمس والحمص يشهدان إقبالا كبيرا من الأهالي قبل العيد بأيام قليلة، حيث تقوم السيدات بتجهيز الترمس في الماء قبل العيد بثلاثة أيام لكي يكون جاهدًا للأكل صبيحة يوم العيد، فيما يتم طهي الحمص ويقدم كوجبة فطار أساسية أول أيام عيد الفطر أو الأضحى وهي عادة منتشرة منذ زمن طويل.

وأشار عابد، إلى أن أسعار الحمص البلدى 24 جنيها فيما يبلغ سعر الإفرنجي أو المستورد 16 جنيها، أما الترمس البلدى فيبلغ سعره ٢٥ جنيها، فيما يبلغ سعر الافرنجي منه 16 جنيها، وهو ما يمثل موسم هام لنا خلال الأعياد، حيث يتم بيع كميات جيدة خلال هذه الفترة البسيطة، وهو ما يعوضنا عن فترة كبيرة الركود.

"الحمص" نبات من فصيلة البقوليات، المعروفة بفوائدها الكثيرة للجسم وغناها بالبروتينات والفيتامينات التى تساعد فى تخفيض نسبة الكوليسترول الضار بالدم، فضلًا عن كونه فاتح للشهية ومهضم للطعام، اشتهر فى مصر وبعض الدول العربية بعمل "بليلة الحمص" ، لكن المسمى قد يختلف من مكان لآخر، فالبعض يطلق عليه" بليلة الحمص" وآخرين يطلقون عليه"الحلابسه".

وعن طريقة إعداد" بليلة الحمص" قالت فاطمة حسين" ربة منزل" نحضر كيلو حمص ونقوم بغسله جيدًا بالماء، ثم ينقع فى إناء به ماء ونضعه على النار يغلى حوالى ساعتين، وقد تختلف الفترة حسب نوعية الحمص، فالنوعية الجيدة تستوى فى وقت أقل أما الرديئة فتستغرق وقت أطول، ثم نقوم بوضع ملعقتين من السمن بعد استوائها جيدًا، وبعدها توضع فى أطباق لتكون جاهزة للأكل، وقد يفضل البعض وضع قطع من الخبز البلدى" قرقوش" فيها لتعطى مذاقًا أجمل.

أما الترمس فهو ينتمى لفصيلة البقوليات أيضًا و تتوافر زراعته فى مصر وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين، وهو بمثابة نوع من الدواء قبل أن يكون غذاء ، ويستخدم فى مصر كنوع من المسليات الخفيفة، فى حين أنه يحتوى على نسبة عالية جدًا من البروتينات.

ومن فوائد الترمس وفقًا الموسوعة الطبية: أنه يخفض مستوى الكوليسترول فى الدم ويحمي من الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة ويقوى الأعصاب، لأنه ينشط الجسم ويشد الأعصاب المتراخية، و هو منبه للقلب، و يحسن عملية الهضم، ومضاد لبعض الأمراض الجلدية كالأكزيما المستعصية والصدفية، كما يعد الترمس من المصادر الطبيعية لفتح الشهية وتقوية الأجسام الهزيلة، لأنه غني بالكالسيوم والفوسفور و يساعد على تنقية البشرة إذا استخدم كمسحوق أو دقيق.

وعن طريقة عمل الترمس، قالت أسماء محمد"ربة منزل": ينقع الترمس في ماء بارد لمدة يوم وبعدها يغلي في إناء بعدها يتم وضعه في ماء بارد لمدة يومين أو ثلاثة مع تغيير المياه كل فترة للتخلص من طعم المرارة الموجود بالترمس، وبعدها يقدم في أطباق لأفراد المنزل أو الضيوف المهنئين بالعيد، وقد يتم تطبيقه مصاحبًا لبعض الوجبات الخفيفه مثل الجبن والعسل.