رصد موقع صدى البلد نصائح الخبراء الاقتصاديين المتنوعة خلال العامين الأخيرين الخاصة بالحفاظ على قيمة الأموال فى ظل التراجع الكبير الذي شهدته قيمة الجنيه فى الفترة الأخيرة عقب قرار تحرير سعر الصرف للعملة المحلية "تعويم الجنيه".
تنوعت النصائح بين إبقاء الأموال سائلة فى صورة عملات محلية أو أجنبية فى حالة تلقيها من الخارج عبر التحويلات التى يقوم بها المصريون العاملون بالخارج لذويهم، مع نصائح بتحويل جزء محدود منها والاحتفاظ بالباقي كعملة أجنبية لا تتقلب أسعارها وبالطبع على رأس العملات التى تمت المطالبة بالاحتفاظ بها الدولار الأمريكى يعقبه اليورو وبعض العملات العربية.
كما نصح بعض الخبراء والمتخصصين بشراء الذهب واقتنائه فى حالة الرغبة فى الادخار بشرط أن يتم شراء عملات ذهبية "جنيه أو نصف جنيه ذهب" حتى لا تتعرض لخسارة قيمة المصنعية التى تصل فى حدها الأدنى لـــ50 جنيها للجرام وفى حدها الأقصى تصل لنحو 500 جنيه حسب الشركة المسئولة عن تصنيع الذهب حيث ترفع الشركات الأجنبية قيمة المصنعية نظرا لاستيراد جزء كبير من مشغولاتها من الخارج، ويمتاز الذهب والعملات الأجنبية بإمكانية تحويلهم سريعا لأموال سائلة فى حالة الاحتياج لها لأى أمر طارئ.
وفيما يتعلق بالودائع البنكية طويلة الأجل فهى اختيار مثالي ومناسب جدا فى ظل معدلات الفائدة المرتفعة حاليا، لكن يجب أن يتم الاحتفاظ بجزء من مدخراتك فى حساب مستقل حتى لا تضطر لإلغاء أى وديعة قبل موعدها فى حالة الضرورة وتخسر بهذا نسبة كبيرة من عائد أموالك.
أما بالنسبة للعقارات فهى الملاذ الآمن ومخزن القيمة الأول فى اختيارات المصريين عبر عقود طويلة، فالمصرى يفضل دائما شراء أكثر من وحدة سكنية أو قطعة أرض فى حالة توافر أموال إضافية لدى الأسرة، وغالبا يكون رب الأسرة حريص على شراء عدة وحدات سكنية للأبناء.
وأصبح المصريون فى الفترة الأخيرة متخوفين من شراء الوحدات السكنية نظرا للارتفاع الكبير فى الأسعار مقارنة بالفترات السابقة وصعوبة بيع الوحدة أو الأرض بشكل سريع فى حالة الاحتياج لتسييلها "أى تحويلها إلى أموال" مع وجود تباطؤ كبير بسوق "resell".
ويظل العقار هو المخزن الأفضل للقيمة نظرا لتضاعف سعر الوحدات السكنية فى مصر كل 3 إلى 5 سنوات، لكن الزيادات الكبيرة فى الأسعار خلال الأعوام الأخيرة جعلت الارتفاعات المتوقعة فى الفترات المقبلة محدودة ولا تتجاوز 10 إلى 15% حسب العديد من الخبراء لأن السعر حاليا مرتفع ولا يتناسب مع القدرة الشرائية للمواطنين التى تراجعت بسبب زيادة الأسعار وزيادة تكلفة المعيشة بالإضافة لثبات أغلب الدخول أو تغيرها بنسب محدودة.
فى النهاية فى حالة تغير ظروفك المالية بشكل سريع واحتمال احتياجك لأموال على فترات قصيرة عليك بالإدخار فى الذهب ولكن تجنب المشغولات لعدم خسارة المصنعية وجزء من الوزن، فى حالة استقرار وضعك المالى وإمكانية سداد قسط وحدة سكنية على عدة سنوات واستغلالها بعد ذلك بالإيجار أو البيع بعد ارتفاع الأسعار أو أى شكل استثمارى العقارات هى الاختيار الأمثل بالنسبة لك، لأنه برغم كل ما يثار عن ارتفاع السعر ونسب الزيادة المحدودة إلا أن مصر تظل السوق الأكبر للعقارات وبها دائما احتياج وعجز كبير بعدد الوحدات السكنية المطلوبة.