القائم بأعمال السفير الصيني:
* مصر تحتل المرتبة الأولى في التبادل التجارى بـ 13,868 مليار دولار
* نرفض الهيمنة الأحادية على التجارة الدولية
* قمع واشنطن لـ هواوي يضر التجارة الحرة العالمية
* بابنا مفتوح للحوار مع أمريكا ولن نقبل شروطها
قال شياو جون تشنغ، القائم بأعمال السفارة الصينية في القاهرة، إن المجتمع الصيني به 56 قومية، منها 10 قوميات تعتنق الدين الإسلامي، كما أن عدد المسلمين في الصين يبلغ 10 ملايين مسلم صيني، وهم جزء مهم من أسرة الأمة الصينية وقدموا مساهمات كبيرة للحضارة المتنوعة وتطور الحداثة في الصين.
أضاف «تشنغ»، خلال كلمته التي ألقاها في احتفالية السفارة الصينية بشهر رمضان الكريم في أحد فنادق القاهرة، إن لدى كل من الصين ومصر حضارتين عريقتين، فهما دولتان متعددتا القوميات والأديان، مؤكدا على أن التعايش السلمي والتنمية المتناغمة بين مختلف القوميات والأديان هى رغبتنا المشتركة.
أوضح أنه قبل أسبوعين، عقد «مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية» في الصين، وأكد خلاله شي جين بينغ، رئيس الصين، على أهمية شمولية الحضارة والتبادلات والتعلم المتبادل، كما عقدت السفارة الصينية الأسبوع الماضي، ندوة إثرائية حول هذا الموضوع، واتفق المشاركون فيها على أنه ينبغي تعزيز تبادلات الحضارات، ومعارضة صدام الحضارات وتفوق الحضارات، ومعارضة بعض القوى لإثارة صدام الحضارات.
حول التعاون المصري الصيني، أكد القائم بأعمال السفارة الصينية في القاهرة، أن العام الماضي (2018) كان عامًا مثمرًا بالنسبة للعلاقات الصينية المصرية، في ظل الجهود المشتركة للجانبين، خاصة القيادة السياسية من زعيمي البلدين، وقد أحرز البلدان تطورا هاما للتعاون في مختلف المجالات.
وتابع: في أبريل من العام الجاري، قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارته السادسة إلى الصين لحضور «الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي»، وعقد مقابلة مع رئيس الصين، حيث قدم خلال اللقاء اقتراحات بشأن تعميق التعاون بين الصين ومصر في مبادرة «الحزام والطريق» وتعزيز التعاون الثلاثي بين الصين ومصر وإفريقيا.
أوضح أن التعاون المصري الصيني يسهم بشكل جيد من خلال مبادرة «الحزام والطريق» في توفير قوة دافعة هائلة لتعزيز التشاور في التعاون بين الدولتين وتحقيق التكامل بينهما وتعزيز التنمية المشتركة.
قال القائم بأعمال بأعمال السفير الصيني إنه خلال العام الماضي، تطور التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر بشكل مطرد، حيث زادت كل من تجارة الاستيراد والصادرات؛ فقد ارتفع إجمالي حجم التجارة عام 2018 إلى 13 مليارا و868 مليون دولار أمريكي، ليحتل المرتبة الأولى من حيث حجم التجارة المصرية مع دول العالم، مشيرا إلى ارتفاع حجم الصادرات المصرية إلى الصين بنسبة 37.84 ٪.
أكد أن هناك العديد من مشروعات التعاون الكبرى التي تجمع الدولتين منها العاصمة الإدارية الجديدة والقطارات ومحطات توليد الكهرباء باستمرار، فضلا عن عن التعاون الثنائي في مجالات السياحة والثقافة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا.
وفي إطار حديثه ألمح القائم بأعمال السفير الصيني في القاهرة إلى الحرب الاقتصادية الدائرة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية بالقول: طالما دعت الصين إلى المنفعة المتبادلة والكسب المشترك والتعددية، بناء على الفكر الثقافي والفلسفي الصيني لآلاف السنين، وهو ما يتماشى مع التيار العالمي حاليا والتطلع المشترك إلى السلام والتنمية؛ ولذا فإننا نعارض الهيمنة والأحادية والحمائية في التجارة الدولية بحزم.
وتابع: لقد عانى أهالي الشرق الأوسط من الهيمنة والأحادية لعدة السنوات، ما جعلهم يدركون أنها لا تخالف العدالة والإنصاف فحسب، بل تخرب السلام وتعوق التنمية أيضا، وسوف يسارع الجانب الصيني مع الجانب المصري في ربط «الحزام والطريق» مع استراتيجيات التنمية المصرية مثل تخطيط المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتعزيز تحقيق نتائج جديدة للتشارك في بناء «الحزام والطريق» باستمرار بما يعود بمزيد من الخير والفوائد على الشعبين.
وفي نهاية كلمته، وجه القائم بأعمال السفير الصيني الشكر لوسائل الإعلام والصحفيين والمهتمين بالشأن الصيني قائلا: نشكركم على اهتمامكم الطويل بتنمية الصين ولعبكم دورًا مهمًا في تعزيز فهم الشعب المصري للصين وتعزيز التعاون الودي بين البلدين، وآمل منكم أن تتابعوا اهتمامكم بالصين والعلاقات الصينية المصرية، وتعزيز التبادل الحضارى والاقتصادي والتجارى بين البلدين بتقارير موضوعية وعقلية، من أجل التفاهم بين الشعبين وخلق مناخ الرأي العام الإيجابي لتطوير العلاقات الثنائية.
كما قال شياو جون تشنج، القائم بأعمال السفير الصينى بالقاهرة، إن مبادرة «الحزام والطريق»، التى أطلقت عام 2013، تهدف إلى تعزيز التعاون الدولى والتنمية المشتركة، وقد بلغ حجم التجارة والبضائع على طول الدول المشاركة في المبادرة بين عامي 2013 إلى 2018 ما قُدِّر بـ6 تريليونات دولار ووصل عام 2018 وحده إلى 1,3 تريليون دولار.
أضاف، «تشنج»، فى لقاء صحفي مع عدد من الصحفيين، على هامش الاحتفالية التي أقامتها السفارة في أحد فنادق القاهرة بمناسبة شهر رمضان، أن الصين شهدت إنجازات كبيرة خلال الـ40 عاما الماضية، معربا عن أمنيته أن تشارك كل دول العالم فى هذه الإنجازات.
أكد أن مبادرة «الحزام والطريق» ليست اقتصادية وتجارية فحسب، وإنما لها جانب ثقافى واجتماعي؛ حيث تم إنشاء 17 مركزا صينيا و150 معهد كونفوشيوس، وتم توقيع اتفاقيات بين الصين وبين 57 دولة فى العالم، بينما بلغ عدد السائحين الصينيين إلى دول العالم عام 2018 إلى 150 مليون سائح، منهم 400 ألف جاءوا إلى مصر، بزيادة كبيرة عن الأعوام الماضية.
وأضاف ان رفض الولايات المتحدة الأمريكية الانضمام إلى مبادرة «الحزام والطريق» هذا يدل على المفاهيم المختلفة بين البلدين، فالصين تحث على المشاركة والتعاون على عكس واشنطن التى تتبنى نهج أمريكا أولا وهو نهج أحادي وانعزالي، مؤكدا أن هذه الحرب مفروضة على الصين ولكنهم لا يخشوها.
وحول الحرب الاقتصادية القائمة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، أوضح القائم بأعمال السفير الأمريكي، أن أمريكا والصين أول وثاني أكبر اقتصاد فى العالم، ومن الطبيعى أن تحدث الاحتكاكات التى يمكن حلها بالتفاهمات والحوار المتبادل، لافتا إلى أن 150 دولة ومنظمة اشتركت فى مبادرة "الحزام والطريق" ومن الغريب أن ترفض واشنطن هذه المبادرة، على حد قوله.
وأكد أن الإجراءات الحمائية الأمريكية تمثل تهديدا للنمو الاقتصادى وتضر الاقتصاد العالمى وتخالف قواعد منظمة التجارة العالمية خاصة وإن العولمة الاقتصادية تيار لا يقاوم، إذ إن تلك الحمائية تضر بشركات العالم أجمع، لافتا إلى أن بكين تضع قائمة سوداء للكيانات الأجنبية غير الموثوق بها مثل تلك التي تتخذ إجراءات تمييزية بفرض حظر وتلك التى تخالف مبادئ التجارة الحرة، والكيانات التى تشكل أضرار وتهديدا للأمن القومى الصينى، مؤكدا أن الصين لا تريد الحرب ولا تخشاها وإذا رغبت واشنطن فى التشاور فإن بابنا مفتوح ولكننا لن نقبل الضغوط.
وتابع القائم بأعمال السفير الصيني القول بأن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا بدول العالم لا يمكن أن تسير بشكل جيد، لأن أمريكا لا تخوض الحرب مع الصين فقط وإنما مع دول الجوار والحلفاء لها ومن أحدث هذه الأمثلة فرض الرسوم الجمركية على المكسيك وبسبب الحروب التجارية الأمريكية هناك تراجع بمعدل النمو الاقتصادى العالمى 2019-2020.
كما تحدث عن العقوبات الأمريكية على عملاق التكنولوجيا الصيني «هواوي»، قائلا: إن شركة هواوى شركة خاصة وهي أكبر شركة فى مجال الانترنت ولها أهمية كبيرة فى تكنولوجيا الإنترنت والجيل الخامس، وقيام أمريكا بقمعها دون أى مبرر يخالف مبادئ التجارة الحرة العالمية، مؤكدا أن الاتهامات الأمريكية لـ «هواوى» باطلة وليس لها أساس من الصحة، إذ إنها تتبع مبادئ السوق والتعاقدات مع الأطراف المختلفة ويحق لها اللجوء للقضاء فى هذا الاسبوع.
وأكد، أن هواوي تقوم بتطوير التكنولوجيا بالاعتماد على نفسها وهى نموذج للشركات لتطوير ذاتها خاصة فى الدول النامية، ونتشرف بوجود شركة مثلها فى الصين؛ حيث تطور التكنولوجيا بما يساهم فى الحد من احتكار الدول المتقدمة للتكنولوجيا بما يخدم أيضًا الدول النامية.
وأعلن، أن الرئيس السيسى خلال زيارته للصين فى أبريل الماضى لحضور منتدى "الحزام والطريق" طرح رؤية طموحة لتطوير التكنولوجيا فى مصر، وهواوى مهتمة بتطوير قطاع تكنولوجيا الاتصالات.
وأضاف القائم بأعمال السفير الصيني في القاهرة أن العلاقات الصينية - الأمريكية مهمة جدا وواحدة، وأن الاقتصاد العالمى يهم العالم كله والتعاون معا هو الخيار الوحيد المنطقى للبلدين ولكن هذا التعاون له مبادئ لن تتنازل الصين عنها.
وحول فرض الولايات المتحدة الأمريكية المزيد من الرسوم الجمركية على البضائع الأجنبية الواردة إليها، قال القائم بأعمال السفير الصيني إن الصين ليست الخاسر الوحيد من هذه الإجراءات بل إن الدول الأخرى وحتى الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ستتضرر؛ إذ إن الرسوم المفروضة سوف تؤثر على البضائع من كل دول العالم.