قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

صيد ثمين وكنز معلومات.. كيف أدارت المخابرات العامة عملية استعادة هشام عشماوي من ليبيا

الإرهابى هشام عشماوي في قبضة المخابرات العامة المصرية
الإرهابى هشام عشماوي في قبضة المخابرات العامة المصرية
×

«الحرب ضد الإرهاب لم تنته، ولن تنتهى قبل أن نسترجع حق كل شهيد مات فداء لأجل الوطن»، لا تقتصر على كونها رسالة وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال حسابه الرسمي بموقع التواصل الإجتماعي «تويتر»، عقب تسلم مصر الإرهابي هشام عشماوي، بقدر ما تحمله تلك الرسالة من أمل للمصريين فإن دماء الشهداء لن تضيع هدرا، وأن الدولة باتت تضرب بيد من حديد كل من أراق دماء الأبرياء من المصريين.

لم تتوقف عودة الإرهابي هشام عشماوي، والذي تسلمته المخابرات العامة المصرية ليلة أمس من الجيش الوطني الليبي، على كونها مجرد تسلم أحد اخطر العناصر الإرهابية ، بل تمثل أهية عودته في أنه «صيد ثمين»، بما لديه من معلومات حول من يدعم تلك الجماعات الإرهابية ويوفر لها المال والسلاح والعتاد.

في شهر أكتوبر الماضي أعلن الجيش الوطني الليبي القبض على الإرهابي هشام عشماوي، في عملية عسكرية محكمة نفذت في مدينة درنة الليبية والتي كان يتخذها الإرهابي هشام عشماوي أخطر الإرهابيين المطلوبين، والذي استمر التحقيق معه من قبل الأجهزة الأمنية الليبة، حتى تسلمته مصر أمس، خلال زيارة الوزير عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية.

عشماوي الذي بث الرعب في قلوب كثيرين بعملياته الإرهابية، والتي كان من بينها الهجوم الإرهابي على قوة عملية الواحات البحرية من ضباط وأفراد جهاز الأمن الوطني، واستهداف الكتيبة 101 بشمال سيناء، والعديد من عمليات تفجير الكنائس في الإسكندرية وطنطا والقاهرة ودير الأنبا صموئيل في المنيا، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم، واستهداف كمين الفرافرة، حتى أستحق أن يطلق عليه «صاحب الأسود» من القتل والإرهاب.

«صيد ثمين وكنز معلوماتي يفضح كل ممولي الإرهاب في العالم»، بتلك الكلمات وصف اللواء حاتم باشا وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، أهمية تسلم المخابرات العامة المصرية للإرهابي هشام عشماوي من الجيش الوطني الليبي، بعد أن حصلت ليبيا خلال استجوابه على قدر كبير من المعلومات المهمة عن الجماعات الإرهابية، والتأكد من صحة تلك الملعومات على أرض الواقع،

عملية القبض على عشماوي في مدينة درنة الليبية في أكتوبر الماضي، تمت بالتنسيق الكامل بين جهاز المخابرات العامة المصرية والجيش الوطني الليبي، وفقا لما أكده «باشات» حتى تم التحقيق معه والتأكد من صحة المعلومات التي قالها، حتى شهدت تلك الفترة تنسيقا كاملا، واتخاذ القرار بنقل الإرهابي عشماوي إلى مصر، لاستكمال التحقيقات معه ومحاكمته على جرائمه الإرهابية.

وكطبيعة عمل جهاز المخابرات العامة المصرية، فإن عملية نقل واستعادة الإرهابي هشام عشماوي من ليبيا إلى مصر تم التخطيط لها بحرفية عالية وفقا لما أكد عليه وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، وهو ما كان واضحا للجميع من خلال الترتيبات الأمنية المكثفة التي شهدتها عملية نقله إلى مصر، مشيرا إلى أن تلك الترتيبات المكثفة نتيجة خطورة الإرهابي وأهميته لجهاز المخابرات باعتباره صيدا ثمينا وكنزا معلوماتيا لما يعرفه عن تلك الجماعات الإرهابية والتمويلات التي تقدم لها، ولما لديه من أدلة تكفي لإدانة الدول الراعية للإرهاب في العالم والتي كانت تقدم له العم والمويل.

عنصر المفاجئة الذي اتسمت به عملية نقل الإرهابي هشام عشماوي كان دليلا على براعة التخطيط من قبل جهاز المخابرات العامة وفقا لما أكد عليه «باشات»، حيث أن الجماعات الإرهابية والأجهزة الاستخباراتية الداعمة لها كانت تبذل جهود كبيرة لمنع لمنع تسلم مصر للإرهابي هشام عشماوي، حتى نجحت المخابرات العامة المصرية في نقله، وبث عملية النقل على الهواء في تحدي لتلك الجماعات الإرهابية ومن يدعمها أو يقف خلفها من أجهزة ودول.

الرسالة الأهم التي في بث عملية النقل على الهواء، وفقا لما أكده وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، أنها رسالة لجميع الإرهابيين أن الدولة المصرية لن تفرط في دماء أبناتها وأبطالها، وأنه مهما كانت خطورة الإرهابي ومن يقف خلفه ويدعمه فإن الدولة المصرية ورجال المخابرات العامة سيصلون إليه.