قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تعرف على قصة سيدنا سليمان مع ملكة سبأ وهدية بلقيس له

قصة سيدنا سليمان مع ملكة سبأ
قصة سيدنا سليمان مع ملكة سبأ

بلقيس ملكة ابنة ذي شرح، ملكة سبأ، اختلف أهل الأنساب بأنَّها ابنة اليشرح، ويقول بعضهم: إنَّها ابنة إيلي شرح، ويقول بعضهم: ابن ذي شرح بن ذي جدن بن إيلي شرح بن الحارث بن قيس بن صفي بن سبأ بن يشجب بن يعرب، وفي روايةٍ إنَّها بلقيس ابنة الهدهاد ابن شرحبيل بن عمرو بن غالب بن السياب ... بن سبأ.

أودر القرآن الكريم خبرها مع سيدنا سليمان عليه السلام: فلمَّا أُلقي إليها كتاب سليمان عليه السلام وسقط في حجرها، قالت: إنَّه كتابٌ كريم، وأشفقت منه فأخذته وألقت عليه ثيابها، وأمرت بسريرها فأُخرِج، فخرجت فقعدت عليه ونادت في قومها: {قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} [النمل: 29 - 35]. فلمَّا أُعطِي سليمانُ الهديَّةَ، {قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ}.

وذكر ابن عبَّاس أنَّه كان معها ألف قيل، وأهل اليمن يُسمُّون القائد قيلًا، مع كلِّ قيلٍ عشرة آلاف.

وكان سليمان عليه السلام رجلًا مهيبًا لا يبتدئ بشيءٍ حتى يكون هو الذي يسأل عنه، فخرج يومئذٍ فجلس على سريره، فرأى رهجًا قريبًا منه، فقال: ما هذا؟ قالوا، بلقيس يا رسول الله، قال وقد نـزلت منَّا بهذا المكان (وهو بين الكوفة والحيرة قدر فرسخ)، فأقبل سليمان على جنوده فقال: {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}؟ فأُتي له بعرشها.

ثم بعثت بلقيس لسليمان بهديَّةٍ؛ اختارت أربعين رجلًا لم تَدَعْ في أبناء الملوك أجمل منهم ولا أعقل ولا أرشد ثقةً ولا أبعد غايةً ولا أعلى صوتًا، وكانت الهديَّة التي أرسلتها لسليمان مائة وصيف ومائة وصيفة وُلدوا في شهرٍ واحدٍ وليلةٍ واحدة، وأرسلت إليه بحُقٍّ مملوءٍ ذهبًا وفضَّةً ودرًّا وياقوتًا وزبرجدًا وزمرُّدًا، وختمت على الحُقِّ، وألبست الوصائف والوصفاء زيًّا واحدًا ليُظنَّ من رآهم أنَّهم كلُّهم غلمان، وأرسلت إليه بخيلٍ عتاقٍ ذكورٍ وإناث، وقالت لرسلها: مروه يُخبركم بفرقٍ بين الذكور والإناث من الخيل بعضها من بعض من غير أن يُخبره أحد، ومروه أن يُخبركم بما في الحُقِّ الذي لا اختلاف فيه، وإيَّاكم أن يُجيب كلُّ واحدٍ عن نفسه فيقع الاختلاف فيرتاب منكم، فمضوا.

وجمعت بلقيس أشراف حمير فقالت: خذوا في أهبَّة الحرب، فجمعت الجيوش واستعدَّت للحرب، وقالت لقومها: إن هو قَبِل الهدية ولم يُرِدِ الحرب ودعا إلى الله، فهو نبيٌّ فاتبعوه، وإن هو لم يقبل الهديَّة ولم يُعلِمْنَا بما سألناه، فهو ملكٌ من ملوك الدنيا حاربناه، فما لأحدٍ بنا طاقة، وإن كان نبيًّا فما لنا بالله طاقة.

ولمـَّا رجعت الرسل إلى بلقيس بما قال سليمان، قالت: قد والله عرفت ما هذا بملكٍ، وما لنا به من طاقة، وما نصنع بمكاثرته شيئًا. وبعثت إليه: إنِّي قادمةٌ عليك بملوك قومي حتى أنظر ما أمرك وما تدعو إليه من دينك.

ثم سارت في مائة رجلٍ وعشرين رجلًا من أشراف قومها ورؤسائها وأخيارها، مع كلِّ رجلٍ من وجوه جنده وأفاضل أصحابه وقادة خيله مائة رجل، ثم جمعت أبناء الملوك ثم قالت: معاشر حمير أنتم تلاد الله اصطفاكم من أول الدهور، وفضَّلكم بأفضل الأمور، وقد ابتلاكم بهذا النبيِّ سليمان بن داود، فإن آمنتم وشكرتم زادكم الله نعمة، وإن كفرتم سلبكم النعم، وسلَّط عليكم النِّقَم فقالوا لها: الأمر إليك. وعلموا أنَّها شفيقةٌ عليهم ناصحةٌ لهم، فخرجت إلى سليمان في مائة ألفٍ واثني عشر ألفًا وتركت جميع أجنادها بغمدان وبمأرب.

وفي روايةٍ أنَّ بلقيس شخصت إلى سليمان عليه السلام في اثني عشر ألف قيلٍ معها من ملوك اليمن، تحت يدي كلِّ قيلٍ منهم ألوفٌ كثيرة.

وتُوفِّيت بلقيس بعد قتل ولدها رحبعم بن سليمان بأنطاكية بسنةٍ واحدة.