ذكرت شبكة "بي بي سي" أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تقاوم ضغوطًا شديدة من وزراء حكومتها ونواب البرلمان لدفعها إلى تقديم استقالتها، في إشارة إلى ما يشبه الإجماع على رفض خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي.
ونقلت "بي بي سي" عن وزراء بحكومة ماي أن الأخيرة لا يمكن أن تستمر في منصبها، وقال أحدهم نصًا "إنها نهاية الخط".
وتصاعد الاستياء من إدارة ماي بعد إعلانها مقترحات لقانون اتفاق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، والمفترض تمريره لتطبيق أي اتفاق تتوصل إليه المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي حول الخروج.
وتتضمن مقترحات ماي للقانون تنازلات بهدف كسب تأييد نواب حزبي المحافظين والعمال في البرلمان لخطتها للبريكست، بينها تنازلات تتعلق بحقوق العمال وحماية البيئة والحدود مع أيرلندا الشمالية.
وأبدى أنصار الخروج من الاتحاد البريطاني في حزب المحافظين ردود أفعال غاضبة إزاء تلك التنازلات، وخاصة تنازل يتعلق بوعد قطعته ماي لنواب البرلمان بشأن إجراء استفتاء جديد حول الخروج من الاتحاد الأوروبي إذا ما دعموا مقترحاتها لقانون اتفاق الانسحاب.
ولم يتحفظ وزراء حكومة ماي، وبينهم وزير الداخلية ساجد جاويد ووزير الخارجية جيريمي هانت، في المجاهرة بإعلان رفضهم لتنازلات ماي.
ورفضت ماي طلبًا من جاويد وهانت لمقابلتها، في وقت يتوقع فيه كثيرون أن يفوز أحد الوزيرين برئاسة حزب المحافظين خلفًا لماي.
وبحسب صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، نفت الحكومة البريطانية تكهنات تحدثت عن استقالة وشيكة لماي من منصبها، أمس الأربعاء.
يذكر أن "لجنة 1922" صاحبة النفوذ القوي داخل حزب المحافظين الحاكم أجرت مشاورات، أمس الأربعاء، بشأن مستقبل ماي. وتعد هذه اللجنة هي المسئولة عن تنظيم مسألة انتخاب وعزل رئيس الحزب.
وأشارت التكهنات إلى أن من الممكن أن تقوم اللجنة بتغيير القواعد لإتاحة فرصة جديدة لإجراء تصويت على سحب الثقة من ماي من رئاسة الحزب والحكومة.
وكانت ماي وافقت على وضع جدول زمني لإجراء انتخابات لاختيار رئيس وزراء جديد خلفًا لها، بعد التصويت المقبل على خطتها للبريكست، والمقرر إجراؤها في 7 يونيو المقبل.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن وزيرة شئون الدولة بمجلس العموم البريطاني أندريا ليدسوم قدمت استقالتها، معربة عن اعتقادها أن خطط رئيسة الوزراء تيريزا ماي بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي لن تكون قابلة للتنفيذ.
وأضافت الصحيفة أن ليدسوم، التي ألمحت إلى إمكانية ترشحها لمنصب رئيس الوزراء، نشرت خطاب استقالتها الذي سلمته إلى ماي، بعد مقاومة الأخيرة ضغوطًا مكثفة للتنحي عن منصبها.