من القتل وحتى تسليم القتلة لأنفسهم بعد 720 يوما.. القصة الكاملة لقضية الطفل يوسف ضحية الاستهتار

«مفيش حد يقرب من ميدان الحصري فيه حد مجهول بيضرب نار وفيه طفل مات» بتلك الكلمات بدأت قصة الطفل «يوسف العربي»، الذي قتل نتيجة طلق ناري في ميدان الحصري بمدينة 6 أكتوبر، حتى أسدل الستار عنها اليوم بتسليم القتلة أنفسهم بعد 720 يوما من الهروب.
في يوم الجمعة 17 مايو من العام قبل الماضي، خرج الطفل «يوسف العربي» صاحب الـ 14 عاما، للتنزه مع أصدقائه في قلب منطقة ميدان الحصري الشهير بمدينة 6 أكتوبر، لكنه لم يكن يعلم أنها المرة الأخيرة التي يلتقي فيها أصدقاءه، فسرعان ما تحولت سعادتهم إلى حزن بعد سقوط الطفل يوسف على الأرض مغشيا عليه، ليتفاجأ الجميع بعدها بإصابته بطلق ناري.
ما أن وصل الطفل «يوسف» إلى المستشفى، حتى سمع أصدقاؤه، بسقوط ضحية أخرى أصيبت بطلق ناري في نفس المكان هى «دعاء.م" الطالبة بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، ليمكث بعدها الطفل «يوسف» داخل العناية المركزة في المستشفى لمدة 10 أيام قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة داخلها.
ومنذ سقوط الطفل «يوسف» في قلب ميدان الحصري، بدأت الأجهزة الأمنية والنيابة العامة في البحث والتحري، حتى تم التوصل إلى الإجابة على السؤال الأهم، من قتل الطفل يوسف؟ والذي تحول وقتها إلى قضية رأي عام نتيجة التعاطف الكبير مع القضية على مواقع التواصل الاجتماعي، التي دفعت الأجهزة الأمنية إلى فحص 300 عقارا، ومناقشة أكثر من 1540 شخصا من سكان تلك العقارات.
الأجهزة الأمنية والنيابة العامة، توصلت بعد البحث والتحري، أن إطلاق النار كان مصدره حفل زفاف في فيلا 1888 خلف ميدان الحصري، والتي تبعد 1500 متر من مكان الحادث، والتي عثر بداخلها على 18 فارغ طلقات نارية أعلى سطح الفيلا، وعثرت على مقطع فيديو أظهرت 5 أشخاص يطلقون النيران، ليبدأ بعدها أول خيط للإجابة على سؤال من قتل الطفل يوسف؟.
المتهمون الخمسة هم العريس صاحب الفرح، وخاله وأحد أصدقائه، والذين تم إلقاء القبض عليهم، بجانب ضابط الشرطة "طاهر. م.ط"، و "خالد. ع" طالب ونجل برلمان من محافظة الفيوم، لكنهما هربا لم يتم التوصل إليهما، حتى حكم بفصل الضابط من عمله نتيجة تغيبه عن العمل.
بعدها تحولت القضية إلى يد القضاء ليتم الحكم على ثلاثة أشخاص بينهم اثنين هاربين وهما ضابط الشرطة المفصول "طاهر. م" ونجل البرلماني "خالد. ع"، بمعاقبة كل منهما بالسجن 7 سنوات، حتى أيدت محكمة جنايات القاهرة في 13 مايو الجاري، الحكم في إعادة محاكمة المتهمين بعد تقدم محامي المتهمين الهاربين بطلب لإعادة إجراءات محاكمتهما.
اليوم وبعد رحلة طويلة من الهروب، استمرت لمدة 720 يوما، سلم المتهمان الهاربان نفسيهما إلى الأجهزة الأمنية في مدينة 6 أكتوبر لتنفيذ الحكم الصادر بحقهما بالسجن 7 سنوات في تلك القضية، وتصل محطتها الأخيرة.