عن اغنية مدينتى لاصالة ..إحنا اتخضينا بقى!

لا أعلم لماذا تراودنى جملة الفنان الكبير عادل إمام الشهيرة فى مدرسة المشاغبين ( قمنا إحنا اتخضينا بقى ) حينما أحلل رد فعل بعض متابعى أغنية أصالة الجديدة عن مدينتى.

لا تتعجب عزيزى القارئ مما ذكرته لأنها فعلا الجملة الأقرب إلى الواقع فى هذا الأمر من وجهة نظرى.

ببساطة كثير من الناس (اتخضت ) لما فوجئت بأغنية باللغة العربية الفصحى لفنانة راقية فى زمن للأسف أصبحنا لا نسمع فيه سوى أسوأ الكلمات واقلها مستوى فكرى وإبداعى وفنى.

أغنية أصالة الجديدة لمدينتى وضع كلماتها الشاعر المبدع أمير طعيمة بلهجة عربية فصحى ..وأعتقد أن هذا هو سبب من أسباب انتقاد البعض للأغنية ..ولربما يكون السبب الرئيسى ..وإذا صح هذا الافتراض فنحن فى معضلة حقيقية تتعدى أزمة انتقاد إعلان أو أغنية بل أزمة ذوق عام.

للأسف سمعت بأذني من ينتقد الأغنية لأن كلماتها العربية الفصحى لا تعبر عن مجرد ( كامبوند ) كما يراه البعض.. ويرى أيضا أنه طالما استخدمنا لغة فصحى بهذا الشكل فكان من الأولى أن تكون معبرة عن قضية أكبر بكثير من مجرد أغنية لكامبوند ...!!

وهنا تكمن أصل المشكلة ..اللغة العربية الفصحى..للأسف بعدنا عنها لدرجة أننا ( اتخضينا ) من تسخيرها فى أغنية لمدينتى ..انها لغة الضاد التى من المفترض أن نفتخر بها جميعا وأن تكون فى كل أغانينا وأفلامنا ومسلسلاتنا.

أرى أن أجمل ما فى الأغنية هى كلماتها العربية الفصحى وأرى أن أمير طعيمة وضع قاعدة جديدة أتمنى أن يسير عليها الكثيرون بعده فى عالم الإعلان وعالم الأغنية المصرية الحديثة ألا وهو الاستعانة بلغتنا العربية الثرية والغنية والاستعانة بجمالياتها فى أغانينا وأن يبعدنا ذلك تدريجيا عن كم الابتذال فى الكلمات التى نتعرض لها على مدار اليوم من أغانى نسمعها هنا وهناك.

على أي حال أرى أن إعلان أصالة هذا العام متميز جدا فى كل جوانبه وأنه امتداد لمنهج اعلانى وضعته مجموعة طلعت مصطفى منذ العام الماضى اغنية نانسى عجرم المتميزة عن مدينتى والتى تميزت بالحركة والبهجة والتصوير الواقعى من داخل مدينتى لتستكمل هذه المشاهد الراقية من مدينة متكاملة تضم 600 ألف نسمة وتبلغ مساحتها 8 آلاف فدان وليست مجرد ( كامبوند ) كما يعتقد البعض ..!!