قبل أمس الجمعة الـ 3 من مايو عام 1257 ، قتلت سيدة مصر الأولى وقتها شجرة الدر بعد أن دام حكمها ثمانين يوما ثم تنازلت عن العرش لوزيرها عز الدين الذي تلقب بالملك المعز.
وشجرة الدر هى جارية السلطان الصالح نجم الدين أيوب، سابع سلاطين الدولة الأيوبية، وزوجته وأم ولده خليل، وكانت حظية عنده وكانت فى صحبته فى بلاد المشرق فى حياة أبيه الكامل.
أصلها وتاريخ ميلادها
المتفق عليه تاريخيًا كما ذكر فى العديد من الكتب أنها كانت جارية للملك الصالح نجم الدين أيوب وحظيت عنده بحيث كان لا يفارقها سفرًا ولا حضرًا، ولدت له ولد اسمه خليل مات صغيرًا، لكن لا يوجد فى الموسوعات التاريخية تاريخ ميلادها، كما لا يعرف أصلها، فبحسب ما ذكر كتاب "السلوك لمعرفة دول الملوك" للمورخ تقى الدين المقريزى، إنها تركية الجنسية، وقيل أرمنية، فما تذكر فى الموسوعة الحرة "ويكيبيديا" بأنها من أصل تركى أو خوارزمى وقد تكون أرمينية.
ويعود بداية ذكرها مع عام 1239م، عندما ضمها الملك الصالح نجم الدين أيوب ضمن جواريه.
وفاة زوجها
بعد وفاة زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب، تمت مبايعة شجرة الدر من جانب المماليك لتكون سلطانة للبلاد، وظلت ما يقرب من شهرين حتى أرسلت إلى ابن زوجها توران شاه، والذى ما لبث فى حكمه بضع أشهر حتى أرسلت فى قتله بعدما قام بتهديدها من أجل المال، وتزوجت من الأمير المعز الدين الله أيبك، وكان ذلك بداية لدولة المماليك، لكنه وبعدما انفرد بالسلطة وعلمت شجرة الدر بنيته بالزوج من بنت بدر الدين لؤلؤ ملك الموصل، دبرت لقتله، وقد وقع.
مقتل أيبك
ويذكر
ابن تغر بردى فى كتاب النجوم الزاهرة الجزء السادس ص 648 إنها بعد مقتل أيبك ومحاولة
مماليك الأخير قتلها أقامت فى البرج الأحمر فى قلعة الجبل، وكان يحميها الملوك الصالحية،
وكانت زوجة أيبك وابنه المنصور يحرضان ضدها إلا إنها وجدت مقتولة مسلوبة خارج القلعة،
فحملت إلى مكان دفنها بقرب من مشهد السيدة نفيسة، ودفنت هناك.
أما
المقريزى فى السلوك لمعرفة دول الملوك الجزء الأول ، إنه لما تولى
ابن المعز أمر السلطنة، حُملت شجرة الدر إلى أمه فضربها الجوارى بالقباقيب إلى أن ماتت
وألقوها من سور القلعة وليس عليها سراويل وقميص، فباتت فى الخندق أياما، إلى أن حملت
ودفنت فى مشهدها النفيسى.