بيراميدز .. لا يعرف المستحيل!

وأكبر مكسب حققه لاعبو بيراميدز يتمثل فى حالة اللهث وراء النقاط من جانب نجوم الأهلى والزمالك ومحاولة عدم التفريط فى سُمعة النادييْن العريقين وتجنب احتمال أن يذهب درع الدورى إلى فريق جديد يشارك لأول مرة فى المسابقة الكبرى .. ويكفى شرفا أن يسبب الوافد الصاعد كل هذا الإزعاج للقلعة الحمراء والقافلة البيضاء، ويسحب البساط من تحت أقدام فرق أخرى قديمة وذات تاريخ كدراويش الإسماعيلية وذئاب الجبل فى المقاولون ورواد الساحل من المصرى والاتحاد السكندرى .. فما نجح فيه نجوم بيراميدز فاق إنجازات تلك الأندية الراسخة فى الدورى منذ عقود .. لماذا؟ .. لسببين بارزيْن : الصفقات المدروسة دون عشوائية فى الاختيار .. والإدارة الصارمة الرافضة للفشل والحريصة على استقرار الأداء والعطاء.

وما لمسته فى مشوار بيراميدز يدل على وعى كامل بما يحتاجه اللاعب المحترف ليبذل أقصى ما فى وسعه لتحقيق المطلوب .. ولغة المال لا تعرف المستحيل وتصل إلى الهدف مباشرة عندما تتحدث الأرقام وتحضر الملايين .. ولقد اندهش الجميع فى البداية من سيل النفقات على هذا النادى من خزائن تركي آل الشيخ، وكان من المستبعد نجاح هذا الأسلوب فى هز عرش ملك الدرع الذى يتناوب عليه الأهلى والزمالك، وما شاهدناه هذا الموسم جاء على عكس التوقعات، ووجدنا أمامنا فريقا يحصد النقاط ويهزم الكبار ويحطم "تابوهات" الرياضة المعروفة .. فريقا يضم عناصر متميزة التقطتها عينٌ حساسة لأى موهبة ولم يتردد مالك النادى - أيا كانت هويته أو جنسيته - فى الإنفاق على هذه الكوكبة وإتاحة المُناخ النفسى الملائم لتتمكن من الإنتاج والانتصار .. وتحصن الفريق بفلسفة العمل والإنجاز فى صمت واتباعا لمنطق غلق الأبواب على التدريب والمشاكل الداخلية وسرعة احتوائها وحلها سواء بالتفاهم أو إيجاد بدائل فورية لكي لا تتعطل المسيرة.

هذا ما يجب استخلاصه من ظاهرة "بيراميدز" وتوابعها فى أكثر المسابقات الرياضية شعبية وتاريخًا .. فالمال والإدارة هما جناحا القوة والطموح نحو القمة .. وبخلاف الرياضة ثمة قطاعات تحتاج إلى مثل هذا المنهج، وبه يصعد المتفوق ويبلغ الكفء أعلى الدرجات والمراتب .. وتنهض أى أمة لا تعرف المستحيل!.