في مثل هذا اليوم الـ 29 من إبريل عام 1930 توفي الشاعر اليوناني قسطنطين كفافيس أحد أعظم شعراء اليونان المعاصرين، وهو مصري يوناني، غير نمطي، انتقد المسيحية والوطنية الشوفينية والميول الجنسية المستقيمة.
في شعره كان كفافيس يعبر عن التلاقي المشترك لعالمي اليونان الكلاسيكية، والشرق الأوسط القديم، وتأسيس العالم الهلنستي، والأدب السكندري الذي كان مهادًا خصبًا لكل من الأرثوذكسية والإسلام، والسبل التي تدفع بشعوب المنطقة على اختلاف أساليبها نحو الكمال الإنساني.
حياته
كان قسطنطين حفيد تاجر ألماس يونانى وأبوه كان رجل أعمال وأمه من الطبقة الارستقراطية، وكان الابن التاسع بعد أخت تسمى هيلينى ماتت وهي صغيرة، ولأنها كانت وحيدة بناتها حاولت أمه أن تعوض خسارتها بمعاملة كفافيس كبنت وتلبسه ملابس البنات وتمشط له شعره وكانت قليلًا ما تفارقه ويفسر البعض بهذا كونه خجولًا ومنطويًا وقليل الاعتماد على نفسه.
تعليمه
نال كفافيس شهادة دبلوم التجارة وعمل كسمسار وموظف وبعد ما توفيت أمه التي كان يحبها عام 1899، توفى أكبر إخوته جورج عام 1900 وأخواته ارستيديس عام 1902 وألكسندر الذي كان أحب إخوانه إليه عام 1903 وجون عام 1923 وبول عام 1920.
وفي عام 1923 أصيب كفافيس بمرض سرطان الحنجرة وفقد القدرة على الكلام وقضى آخر أيامه في المستشفى اليونانى بالاسكندرية.
متحف كفافيس
تحول بيت كفافيس في الدور الثاني بمبنى قديم خلف مسرح سيد درويش في محطة الرمل بالإسكندرية لمتحف، كان قبلها فندقًا يسمى بنسيون أمير واشترته القنصلية اليونانية في الإسكندرية وحولته لمتحف عام 1991، ويضم المتحف قناع الدفن الخاص بـ كفافيس وأثاثًا وهدايا من الكنيسة اليونانية ومؤلفاته وشرائط تحوي قصائد ملحنة ونصوصًا مكتوبة بخط يده وأيقونات.
إضافة لمجلد ضخم يسمى دليل الإسكندرية فيه صور قديمة نادرة ولوحة زيتية للخديوي إسماعيل الذي كان صديقًا لوالد كفافيس، ووضعت لافتة من الرخام الأسود في مدخل المبنى مكتوب عليها في هذا البيت عاش كفافيس آخر خمسة وعشرون سنة من حياته، وقد زاره أكثر من مسؤول يونانى كبير أبرزهم الرئيس اليونانى.