موقع مصر الجغرافي يعطيها فرصة العمر للاستفادة من مبادرة الحزام والطريق، أكبر مشروع استثمارى تنموي في تاريخ البشرية يضم أكثر من 68 دولة ستستفيد من مبادرة الصين التي لم تفرضها بالهيمنة العسكرية وإنما بمبدأ الكل ينمو و يستفيد.
ولنجاح المبادرة أنشأت الصين البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.. وصندوق طريق الحرير بقيمة 40 مليار دولار وصندوق الدعم للتعاون بين دول الجنوب، وتقدم دعما بالأموال للدول والمناطق المشاركة فى الحزام والطريق .
أن هذه المبادرة ستكون أهم مشروع جيواقتصادي على مستوى عالم اليوم ..و قد حاولت إسرائيل شق قناة لتشارك في مشروع الحزام والطريق لأنها تعلم أهميته وفوائده .. ولكن وعى الرئيس السيسى عندما تولى الحكم فى يونيو 2014 جعله يتخذ قرارا بسرعة تطوير قناة السويس وتوسيعها بأموال المصريين ليعيد اليها شبابها فى مواجهة الحزام والطريق..وتابعنا سخرية الإخوان من مشروع توسيع وتعميق المجرى الملاحي لقناة السويس الذى انجز فى وقت قياسي وقالوا عليه" تفريعة" و"طشت أم وجدى"!
حتى نستوعب الأهمية الجيواستراتيجية لهذا المجرى الملاحي الدولي.. وهل كنا فى احتياج لشق مجرى ملاحى موازٍ للقناة القديمة أم لا؟.. ببساطة متخذ القرار استثمر الخواص الجغرافية لمصر بما يحقق مصالحها ويؤثر على علاقتها بالعالم .
كما حرص الرئيس السيسى على تطوير الموانئ المصرية وزيادة قدرتها الاستيعابية على استقبال السفن العملاقة و تأسيس شبكة طرق وكباري جديدة بطول 7000 كم تربط كل هذه الموانئ ببعضها وتصل لحدود السودان ومنها إلى دول أفريقيا.
وجاءت زيارة الرئيس إلى أوزبكستان احد الاعضاء الهامين في مبادرة الحزام والطريق و ليرسخ وضع مصر كأحد أقطاب هذا المشروع خاصة أن آسيا الوسطي دولها حبيسة لا تطل علي بحار أو محيطات .. وستكون مصر البوابة الذهبية لدول تلك المنطقة الشاسعة للعبور الى الشرق الأوسط ، وشمال إفريقيا ودول حوض البحر المتوسط ، ومختلف مناطق العالم المهمة.
الخبراء يرون أننا أمام سيطرة جيوسياسية آسيوية على رقعة الأوراسي التى أشار لها بريجينسكي فى كتابه رقعة الشطرنج الكبرى عام 1999 بأن من يسيطر عليها يهيمن على العالم بأسره.. وان الدول الآسيوية توسع شبكة أسواقها و مصادر وارداتها بعيدا عن سيطرة الأسطول السابع الأمريكي على مضيق مالاكا البحري ، وهو الممر المائي الذي يقع بين ماليزيا و سومطرة الإندونيسية ، ويصل بين بحر أمدان في المحيط الهندي و بين بحر الصين ، و يعد الممر الأساسي لتزويد كل من الصين و اليابان بالنفط و يعد الممر الرئيسي لصادرات الصين للعالم ..و تستطيع أمريكا خنق الصين حال وجود صراع..وتمثل الحزام والطريق بديلا للصين وروسيا وإيران واليابان وكوريا لتوسيع تجارتهم مع العالم بعيدا عن التهديد الأمريكي.
محور قناة السويس الذى يضم المنطقة الاقتصادية سيصبح مستقبل التجارة الدولية وعصب الطريق البحرى للحزام والطريق ومركزًا لوجستيًا أساسيًا لنقل البضائع الصينية والأسيوية إلى مختلف دول قارتى أفريقيا وأوروبا.. ومصر ستستفيد من هذه المشروعات في تطوير بنيتها التحتية والحصول على تمويل كبير وتأسيس المزيد من المشروعات الكبرى التي توفر الكثير من فرص العمل.
مصر بلد محورية ولديها قناة السويس التي هي الشريان الواصل بين الشرق والغرب بحريًا و هى قوه لا يستهان بها وكل أطراف الصراع في العالم يحتاج القناة..وتلك فرصة ذهبية لاتعوض للضغط وإلغاء النظام الجائر المفروض على رسوم عبور القناة وفق وحدات السحب الدولية الخاصة وتغييره إلى سلة عملات نقدا تدفعها فورا كل سفينة تريد العبور ..وكم أتمنى أن تصبح تلك الرسوم بالجنيه المصري وان يباع الغاز المصرى بالجنيه المصري .. ان هذا القرار لا يقل أهمية استراتيجية عن التخلص من حكم الجماعة العميلة او تأميم القناة.. أنها فرصة واعدة لجنى ثمار التحالف مع الكبار و تقوية الدولة المصرية.
مصر فى عهد السيسى الرجل القوى الأمين تكبر و تستعيد قواها و مجدها القديم بالتدريج.. و تتحالف إستراتيجيًا مع الدول العريقة مثل الصين و روسيا لترسم توجهات الطريق الثالث بعيدا عن سطوة الماسون وأمريكا .. طريق حضاري إنساني مسالم يعمل من أجل رفاهية الناس...و هو طريق مضاد لقوى الشر الذين يضربون العالم بالصراعات الدينية والمذهبية والديون والتطرف والإرهاب و الفقر و المجاعات و القتل و الأفكار الشيطانية من إلحاد و شذوذ و تصعيد لحثالات البشر كي يصيروا رؤساء على دول لتخريبها.
في الأعوام القليلة الماضية قامت مصر باتفاقيات شراكة إقتصادية مع عدد كبير من الدول الصناعية..وهذه الدول تريد المحافظة علي مصالحها معنا.. وهذا وحده يعتبر تأمينا للأمن القومي المصري فى عالم مضطرب قد تشتعل الحرب فيه فى أى لحظة.
روائح البارود تحاصرنا من كل الجهات .. وعلى كافة المحاور تواصل الدولة المصرية الزحف نحو غد أفضل ..مهمة السيسى صعبة لكنها مستمرة وهذا هو مبعث الامل رغم حالة الضيق التى يستشعرها المواطن بسبب الاعباء التى اكتوى بها فى الفترة الاخيرة لكنها قاربت على الانتهاء ليأتى موسم الحصاد ووقتها فقط سيشعر المواطن بحلاوة النصر.
ان وحدة الصف الداخلي ومساندة القيادة السياسية والقوات المسلحة والشرطة والتمسك بثوابت الدين الوطنيه بعينها لاننا بذلك نؤمن انفسنا وأهالينا من اي مخاطر خارجية او داخلية.