نهاية أسبوع الآلام.. الكنائس تقيم صلوات الجمعة العظيمة اليوم.. الأقباط يحيون ذكرى صلب المسيح بالصوم الانقطاعي والصلاة.. والطعمية والفول النابت أبرز الأطعمة على مائدة الافطار

-البابا تواضروس يترأس صلوات الجمعة العظيمة بالكاتدرائية
- "العظيمة والحزينة والكبيرة" تعددت الأسماء وجمعة الآلام واحدة
-"الجمعة الكبيرة" هى آخر جمعة في الصوم قبل عيد القيامة المجيد
-تزايد شعبية السيد المسيح وغيرة قادة اليهود وخوفهم على مناصبهم أهم أسباب صلبه
تشهد الكنائس القبطية الأرثوذكسية في مصر وبلاد المهجر، اليوم، صلوات "الجمعة العظيمة" والتى يتذكر فيها الأقباط صلب السيد المسيح.
وترأس قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الجمعة، صلوات "الجمعة العظيمة" من مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بحضور مجموعة كبيرة من الأباء الكهنة والشعب.
والجمعة العظيمة، تعرف بعدة أسماء أخرى منها جمعة الآلام وهو يوم احتفال ديني بارز في المسيحية وعطلة رسمية في معظم دول العالم، ويتم من خلاله استذكار صلب السيد المسيح وموته في الجلجثة ودفنه، وتعتبر الصلاة سابقة للاحتفال بعيد القيامة، ومن الأسماء الأخرى التي تعرف بها هذه المناسبة هي الجمعة السوداء والجمعة الجيدة والجمعة المقدسة والجمعة الحزينة.
والأساس الاحتفالي لهذه المناسبة يرجع إلى الكتاب المقدس، حيث يتم ذكر تفاصيل القبض على يسوع ومحاكمته وتعذيبه وصلبه ومن ثم موته ودفنه في يوم الجمعة، فضلا عن كونه حدث تاريخى وقع في سنة 33 ميلادية استنادًا إلى فصح اليهود الذي صلب فيه السيد المسيح حسب الإنجيل، كذلك حادثة إظلام السماء في وقت الظهيرة والتي أشار إليها الإنجيل أيضًا إلى جانب مجموعة من الأبحاث والدراسات الأخرى.
ويكون يوم الجمعة العظيمة هو آخر "جمعة" في الصوم الكبير الذى يمتد لمدة 55 يوما وفيه يكون الصيام من الساعة الثانية عشرة من بعد منتصف الليل وحتي غروب الشمس، وفيه تكتسي الكنائس وتلتزم بالصلوات الحزينة التى بدأت منذ انتهاء قداس "أحد الشعانين" إلى جانب اتشاحها باللون الأسود حدادا على صلب السيد المسيح.
وحسب رواية الكتاب المقدس فإن واقعة الصلب حدثت نتيجة لتزايد شعبية السيد المسيح المتزايدة مما أثار غضب قادة اليهود وقلقهم الذين خلصوا إلى نتيجة مفادها وجوب موته خوفًا من ثورة سياسية ضد الحكم الروماني تفضي إلى تدمير الحكم الذاتي الذي يتمتع به المجتمع اليهودي.
وحسب الإنجيل فأخذ يهوذا الإسخريوطي أحد التلاميذ الاثني عشر مبلغًا من قادة اليهود استعدادًا لتسليمه، وفي يوم الخميس بعد عشاء الفصح التقليدي الذي أقامه يسوع مع التلاميذ وبينما كان يصلي في بستان جثيماني تقدم الإسخريوطي مع حشد من الجند الرومان وألقوا القبض عليه.
وتم اقتياد السيد المسيح في المساء إلى منزل حنّانيا رئيس الكهنة ثم إلى منزل قيافا وهناك حكم عليه بالموت بتهمة التجديف بعد أن قال إنه المسيح. وذكر الإنجيل أن يسوع قد ضرب وأهين ولفق عليه شهود الزور.
في الجلجلة صلب السيد المسيح مع لصين ورفض أن يشرب خل ممزوج بمر لتخفيف من الآلام التي يعانيها في حين وضعت فوقه لافتة تتهمه بوصفه "ملك اليهود"، استمرّ نزاع يسوع على الصليب ثلاث ساعات، تفصّل الأناجيل أحداثها كالحديث مع اللصين المصلوبين معه وحواره مع أمه ويوحنا الإنجيلي واستهزاء المارة به واقتسام الجند لثيابه، وأخيرًا مات يسوع، وتزامن موته بحوادث خارقة في الطبيعة إذ أظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل كما أعلن قائد المئة إيمانه به.
ويشهد يوم الجمعة العظيمة مجموعة من العادات والتقاليد التى يتناقلها الأقباط عبر الأجيال، ومنها التوجه للكنيسة للصلاة خاصة في الساعات الأخيرة من الصلاة حيث تقدم مطانيات "سجود" في كل اتجاهات الكنيسة "شمال وشرق وغرب وجنوب"، كما تحرص العديد من السيدات على ارتداء الملابس السوداء، وفي المنازل يتم تناول "الطعمية" و"الفول النابت"، بينما يحرص البعض على تناول قطرات من الخل قبل الأكل تذكارا لما ذاقه السيد المسيح على الصليب.