قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

مَن يتفاوض مع مَن في صفقة القرن؟

×

لن أقف أمام بعض الخزعبلات الجديدة فيما يسمى صفقة القرن؟ والتي تمت إثارتها خلال الساعات الماضية سواء ما سيجري بعد شهر رمضان أو ما سيعلن عنه بعدها.

فكلها تسريبات مسيئة وبذيئة ولا نعرف أصلها من فصلها.

والحقائق الواضحة فيما يسمى بصفقة القرن، التي أعلن عنها قبل نحو عامين وارتبطت باسم جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي ترامب..

إنها صفقة لتسوية القضية الفلسطينية وفق وجهة نظر أمريكية منحازة لإسرائيل وأنها تتضمن بعض الخزعبلات.. كالتصور بإمكانية إعطاء الفلسطينيين بعض الأراضي في دول الجوار ومنها مصر.

وأقل ما يقال عنها أنها أضغاث أحلام وألعاب في الهواء وتصورات حالمين لا يعرفون الدول ولا يعرفون معنى الأوطان ولا سيادتها.

كما قيل أيضا أنها صفقة تصفية بشكل أو ما للقضية الفلسطينية.

والحاصل أن صفقة القرن التي اخترعها كوشنر أو تصورها حلًا لمشكلة مزمنة مثل القضية الفلسطينية ليست أكثر من أحلام تلد أحلاما تصل إلى أحلام.

فالفلسطينيون حقوقهم معروفهم وأراضيهم معروفة وأماكن تواجدهم معروفة. وهم بالداخل الفلسطيني عدة ملايين وبالخارج عدة ملايين كلاجئين ولهم حقوق لا يمكن إلقاؤها في البحر ولا يمكن استئجارها أو استغلالها عند الغير.

كما أن حل الدولتين الذي تمخضت عنه كافة اتفاقيات السلام أو التسوية السياسية داخل فلسطين قبل مجىء نتنياهو بنحو 15 سنة كانت ولا تزال تتحدث عن دولتين بالداخل الفلسطيني. دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية كاملة السيادة.

صحيح أن معسكر الليكود المتشدد لا يعترف بهذه الاتفاقيات وقام بتجميدها منذ بداية الألفية.

لكنها قرارات دولية محددة ومعروفة وموجودة وهى أصلا منذ بدء التقسيم سنة 1947 ثم تلتها قرارات دولية بعد احتلال عام 1967.

نعود لصفقة القرن والأسئلة الشائكة بها؟

هل يمكن تمريرها على حساب سيناء المصرية؟

الاجابة لا وألف لا. والسبب أن سيناء أرض مصرية خالصة وليس للفلسطينيين أية حقوق فيها؟ ولم يوجد ولن يوجد من يعطي لهم هذا؟

ثم لماذا يتمددون في أرض الغير وهم لهم أرضهم أيا كانت مساحتها أو ملكيتها.

السؤال الثاني هل يمكن توطين ملايين اللاجئين الفلسطينيين في الدول الموجودين بها وينتهي حق العودة؟

الاجابة أيضًا لا.لأن حق العودة مكفول ووجود ملايين الفلسطينيين في هذه الدول وجود مؤقت مهما طال أو قصر.

أما السؤال الثالث.. فيتعلق برئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه نتنياهو. هل هو مقتنع أصلا بمبدأ التفاوض على صفقة القرن أو غيرها؟

الحقيقة لا. لا يقتنع بهذا ولا يرى الفلسطينيون من الأساس وتفكيره متشدد وعنصري ولا مثيل له.

والخلاصة صفقة القرن هراء دبلوماسي تعيش فيه واشنطن واختلقه صهر ترامب. لن تنجح الصفقة ولن تمر على الفلسطينيين ولن يقبلها أحد لأنها باختصار لف ودوران على القضية وليس تفاوضا حقيقيا من أجل حلها.