قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

العبور إلى عالم الروح

×

نعيش الحياة الدنيا حياة مزدوجة بين واقع مرئي وعالم خفي نعرف عنه وندركه بأرواحنا ولكن من الصعب الوصول إليه، أو إدراك معطياته، في عالم الدنيا نرى الوجود بنافذة منسوجة من كيان طيني الأصل، تتمثل في ما يسمى بالأعين البشرية، ولكن في عالم الروح الخفي نرى الوجود الحقيقي بنافذة واحدة وهي البصيرة، العين الثالثة التي نبهنا الله عز وجل لوجودها ولكنها مغطاة بغطاء يمنع العقل البشري من إدراكها فيحيا حياته في غفلة كاملة إلي أن يأتيه اليقين، حيث قال تعالى في كتابه الكريم "لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ".

واليقين يأتي إما في الحياة الدنيا بشدة الإيمان والتقرب من المولي عز وجل حتي يصل الإنسان إلي منزلة المقربين، فيفتح الله على من تقرب إليه فتوح العارفين، فيطلعه عما خفي عنه من عالم الروح، وإما أن يظل العبد في غفلة مستمرة حتي يأتيه الموت، فيُكْشَف عن غطاء البصيرة، فيدرك غفلته التي كان فيها، ولكن بعد فوات الأوان، وضياع الفرصة الدنيوية، فيندم حين لا ينفع الندم.

حاول العديد من البشر البحث عن وسائل تساعدهم للولوج إلي عالم الروح، منهم من اختار طريق التأمل والسكون، ومنهم من اتجه للعبادة والتصوف، وآخرون اتجهوا لتعاطي ما يسمى بأقراص الروح أو بوابة العالم الآخر، ومن أشهر ما تم تناوله رغبة للوصول إلى هذا العالم الخفي أقراص ال دي إم تي، ونبات الأياوسكا المنتشر بين قبائل الأمازون وخصوصًا الشمانات، وهم قبائل تقوم ببعض الطقوس الدينية وتستخدم هذا النبات للوصول إلى حالة السكون واستدعاء الأرواح.

وتناول ال دي إم تي يؤدي إلى دخول الإنسان في عالم من الهلاوس البصرية، قد يرى المرء فيه بعض الأحداث عن عالم خفي ربما لزمن قد مضي وربما لعالم شيطاني أو هلاوس عقلية لا تمت للحقيقة بصلة، قد يرى بعض الأحداث نتاج انفعالات دفينة في العقل الباطن وذكريات من زمن مضي تعطي للمتعاطي انطباعا بأنه قد ولج بالفعل إلى عالم الروح، ولكنها بطبيعة الحال نسيج من مخزون العقل وهلاوس شيطانية لا تمت لعالم الروح الحقيقي.

أما تناول الأيواسكا فإنه يصاحبه قيء شديد وتقلبات في الأمعاء مما يجعل من يقوم بتلك التجربة يحتاج إلي وجود دلاء بجواره، والأياوسكا هي خليط من نباتين من نباتات الأمازون، يستخدمه بعض سكان المنطقة للطقوس الدينية، وله مراكز منتشرة في منطقة الأمازون يتوافد إليها العديد من الغربيين رغبة في الولوج إلى العالم الخفي.

البعض ممن تناولوه أصيبوا بضيق في التنفس، وسرعة خفقان القلب، وشعور بالاحتضار، وهذا يعني خطورة تناول هذه النباتات على البعض، ويبقي الطريق الوحيد الآمن للوصول إلي عالم الروح الخفي، وفتح البصيرة، التي تطلع الإنسان على ما وراء الحجاب الذي يغطي عين الروح الحقيقية، هو اليقين الكامل بالمولى عز وجل، والذكر الدائم له، فهو وحده القادر على رفع غطاء البصيرة واطلاع المرء على العالم الروحي الذي لا نراه، والذي حُجِب عنا لنحيا الحياة الدنيا بحثًا عن اليقين غيبًا.

إذا أردت أن تبحث عن عالم الروح، فاسأل خالقه، ولا تحاول تجربة ما يمكنه العبث بعقلك، فقد تخاطر وتخوض التجربة، بحثًا عن الحقيقة فتجد نفسك ضحية لعالم وهمي كبير يُذهب العقل، وقد يقتل الإيمان ويؤدي إلى الكفر.