بالأرقام.. تاريخ مسجد محمد علي.. استغرق بناؤه 20 عاما.. و16 صنبور مياه بالميضه.. و365 لمبة تضيئه.. والقبر به 6 شمعدانات فضية ضخمة.. صور

قد تذهب إلي قلعة صلاح الدين الأيوبي تزورها وتصلي في مسجد محمد علي بداخلها،لكنك بالتأكيد لا تعرف تاريخ هذا المسجد الذي يمكن وصفه بأنه من آيات العمارة الإسلامية في مصر،وهو ما نقدمه لك في التقرير التالي.
الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق قال لنا أن صاحب المسجد هو محمد على باشا الكبير، وهو جندى البانى يتمتع بالذكاء السياسى والحيلة والدهاء،وقد استغل كل هذه الأشياء حتى وصل إلى كرسى الحكم فى مصر بمساعدة الشعب فى بادئ الأمر.
وأضاف: وقد استطاع فيما بعد التخلص من كل من وقف فى طريقه،ومنها الزعامة الشعبية المتمثلة فى شخصية عمر مكرم نقيب الأشراف بمصر الذى تم نفيه عام 1809م إلى مدينة دمياط، ثم تخلص من المماليك عام 1811م بمذبحة القلعة التى حدثت ما بين باب العزب والطريق السلطانى والتى يقال خطئًا أنها حدثت فى قصر الجوهرة.
واستطرد: وبعد أن تخلص محمد على من كل خصومه اتجه إلى الإصلاح بمصر ، وفى الحقيقة ورغم كل ما ذكرناه فإنه يعتبر بحق رائد نهضة مصر الحديثة، وأنشأ وأنجز الكثير من المشروعات الهامة بمصر ومنها القناطر الخيرية ومسجد محمد على الذى نحن بصدده الآن.
وأكمل: أما عن مسجد محمد على فإنه تم البدء فى بنائه بعد أن أتم محمد على إصلاح القلعة ورأى أن الحاجة ماسة إلى إنشاء مسجد لأداء الفريضة وليكون مدفنًا له، فكلف بذلك المهندس التركى "يوسف بوشناق" ليضع تصميما للمسجد فوقع اختيار المهندس على مسجد السلطان أحمد بالأستانة وهى "اسطنبول" حاليًا وعمل المسجد كنسخة مشابهة إلى حد كبير من الأخير، بما فى ذلك الصحن والفسقية مع تعديلات قليلة.
وواصل عبد اللطيف: وقد بدأ العمل فى هذا المسجد فى عام 1830م واستمر بلا انقطاع حتى وفاة محمد على باشا فى سنة 1849م واكتمل البناء تمامًا سنة 1850م أى أنه استغرق 20 عامًا.
وأشار إلى المسجد يتكون من جزئين،الأول هو الصحن المكشوف ومساحته مربعة تقريبًا 53 مترا × 54 مترا وتحيط به 4أروقة، وبه برج الساعة الموجود فى شمال الصحن،وهذه الساعة مهداة لمحمد على من ملك فرنسا لويس فيليب فى مقابل المسلة الفرعونية الموجودة الآن فى ميناء الكونكورد فى باريس.
ولفت، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة إلى أنه فى وسط الصحن المكشوف توجد الميضه وهى محمولة على 8 أعمدة من الرخام وبها أيضًا 16 صنبور للمياه،وكانت المياه تأتى إليها من الخزان الموجود أسفل الصحن، وهو بعمق 17 مترا وتأتى إليه المياه من نهر النيل بواسطة سور مجرى العيون، ويوجد فى وسط المسجد فى أطراف الجدار الفاصل بين الجزء الأول والجزء الثانى مئذنتان ارتفاع كل منهما 84 مترا.
وأضاف أن الجزء الثانى بيت الصلاة المغطى ومساحته مربعة تمامًا 41 × 41 مترا، وهذا الجزء مغطى بقبة كبرى ارتفاعها 52 مترا ويحيط بها 4 أنصاف قباب صغيرة،كما يوجد أيضًا نصف قبة خامس يقع فوق المحراب،
والقبة والانصاف قباب محمولة على 4 دعامات ضخمة مكتوب فى أركانها اسم أحد الخلفاء الراشدين،ويتدلى من القبة الكبيرة نجفة تزن 2 طن كانت تعمل فى الماضى بالشموع وحاليًا بالكهرباء ، يوجد أيضًا فى أركان القبة الكبرى 4 قباب أخرى صغيرة،ويوجد فى هذا الجزء 365 لمبة بعدد أيام السنة.
مساعد وزير الآثار السابق، تحدث أيضا أنه : ولمن يزور المسجد سيلاحظ أن بالمسجد منبرين،الأخضر وهو المنبر الخشبى الأصلى والقديم والأكبر فى الحجم،كما أنه أكبر منبر فى الآثار الإسلامية بمصر، أما الأصفر وهو المنبر الرخامى مضاف بواسطة الملك فاروق بناء على أمر والده الملك فؤاد،الذى أمر بإعادة بناء القبة والأنصاف قباب،لكنه توفى عام 1936م ولم يكتمل التجديد إلا فى عهد ابنه فاروق وكان ذلك عام 1939م.
وقال: يوجد فى الركن الشمالى الغربى قبر محمد على الذى دفن فيه عام 1849م،وداخل هذه المقبرة يوجد 6 شمعدانات ضخمة من الفضة،ويوجد فى نهاية هذا الجزء شرفة مخصصة لصلاة النساء.
واختتم: وللمسجد خمسة أبواب بالجزء الأول بابين وبالجزء الثانى بابين والباب الخامس هو الذى يربط بين القسم المكشوف والقسم المغطى أى أنه الوسط بين الجزئين.