الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

همسات


* كثيرًا ما أتأمل تلك الثورات التحررية التى صرخت بها بعض الشعوب العربية, ضد سنوات من الظلم والاستبداد السياسى, والعناء الاقتصادى, التى عانوها تحت حكم عصابة كان وطنها الأول تلك الحسابات الخاصة التى اكتظت بها بنوك سويسرا وأمريكا, غير أن المُحصلة النهائية لبعض تلك الثورات الشعبية - التى انتفضت مؤخرًا - كانت حالة من الفوضى أصابت بعض بلداننا العربية ؛ التى قامت بها الشعوب ثائرة ضد حُكًّامِها, وامتلأت بعضها بجيوش تطمع فى التواجد, وفرض النفوذ, واستقطاع الأرض لمحتل غاشم, مثل تلك الحالة التى نعانى منها فى سوريا, والتى يوجد على أرضها أكثر من ستة جيوش, بخلاف الجيش الوطنى السورى الذى يناضل من أجل الاستقرار الأمنى فى مواجهه الغطرسة الصهيونية الأمريكية. 

غير أنه والحمد لله ؛ الأمر يختلف كليًا على أرضنا الحرة مصر, فمنذ قيام الثورة الشعبية وانحياز الجيش لمطالب الشعب بقيادة الرئيس "عبد الفتاح السيسى" وإنهاء حالة من الحكم بلغت ما يقرب من الثلاثين عامًا لرئيس واحد, والذى اختلف عليه الكثيرون, سواء فى توصيف سنوات الحكم أو الممارسات, غير أن الأهم أن الثورة أفرزت تيارًا امتطى جواد الشعب الجامح نحو التحرر من أغلال قيًّدتهُ لسنوات.  

وظهرت فى المقدمة تيارات الدين السياسى الذى فرض نفسه بقوة, وتحققت أحلامه بعد حوالى ما يقرب من ثمانيين عامًا, خططوا فيها لقيادة الدولة المصرية, حتى حانت لحظة فوضى الثورة والفراغ السياسى الذى كانت تشهده تلك الفترة, وخططوا لفرض القوة واستغلال المواقف, ونتيجة المؤامرات الخبيثة من بعض الدول والعناصر في الداخل كانت أرض مصر حينها مرتعًا لكل المتأمرين, خططوا وقسَّموا ظنًا منهم أنها ستدوم لسنوات , كما قال "خيرت الشاطر": "جئنا لنحكم خمسمائة عام", كانت وسيلتهم الفرقة والتهديد, ونشر الفِرَّق المتخصصة لديهم, وتُسمى فرقة العمليات القذرة, تلك التى تقوم بمهام إشعال الفتنة, وصنع الجرائم فى المجتمع؛ حتى تم - والحمد لله عن طريق نفس الشعب الذى ثار من قبل أن يهب مرة أخرى, ويرفض حكم الإخوان, ويناصر التحرر من أغلال الضلال والاستبداد والمؤامرات - القضاء على حالة حُكم كادت أن تؤدى بنا لمزيد من الشر, لو تم تقسيم مصر, وزرع قيادات الإرهاب فى سيناء, وجعلها دولة الخلافة كما كانت مُعدة طبقًا لخطة التقسيم. 

ولن أخوض فى تفاصيل مُعادة من قَبل, فما كتبه المحللون عن تلك الفترة هو كاف وكفيل فى وصفها, وهو ما يجعلنى أشير لعناوينها فقط كلما مرت بخاطرى, غير أن ما لفت نظرى مؤخرًا هو كتاب صدر حديثًا فى فرنسا للصحفيين الفرنسيين "كريستيان شيزنو, جورج مارلبرونو" استعانا فيه بتقارير للسلطات الأمنية الفرنسية عن مؤسسة تُسمى مؤسسة "قطر الخيرية", كشفت فيه السلطات الفرنسية عن مؤامرات جديدة تُحاك من التنظيم الإرهابى لإشعال مزيد من الإرهاب والمؤامرات ضد مصر, بتمويل صريح من قطر . 

 كما ذكرت السلطات الفرنسية أن مؤسسة "قطر الخيرية" تُمول مكاتب جماعات الإخوان المتعددة فى الخارج؛ لتنظيم مزيد من المؤامرات, وجذب العديد من أبناء الجاليات فى الخارج للفكر المتطرف بقيادة إخوانية, تمثلت فى "طارق رمضان" وهو حفيد مؤسس الجماعة الإرهابية, ومتهم فى قضايا اغتصاب فى فرنسا وسويسرا, ويتلقى راتبًا شهريًا حوالى ٣٥ ألف يورو من المؤسسة القطرية, والتى تمول حوالى ١١٣ منظمة إخوانية فى بعض دول العالم خاصةً سويسرا, برعاية شيطان الفتاوى شيخ الضلال "يوسف القرضاوى", الذى يرعى تنفيذ المؤمرات فى مصر و التى حباها الله برئيس حفظه الله وهو يقود ثورة التصحيح وإعادة الشرعية للوطن, وإعادة الأرض التى حاولوا أن يُقَّسِموها, ويجمعوا فى سيناء عناصر الإرهاب فى العالم بمساعدة الصهيونية الأمريكية؛ لفصل سيناء عن مصر وجعلها دولة مستقلة للعناصر المتطرفة, تحت مسمى دولة الخلافة, وإنشاء جيش مستقل لهم فى سيناء. غير أن حِكمة الجيش الوطنى بقيادة الرئيس "عبد الفتاح السيسى" وتلاحم الجيش و الشرطة مع الشعب وكشف المؤامرات كان كفيلًا بالقضاء على أحلامهم, التى لا يكفوا عن الهذيان بها, ومهما حاولت تلك العناصر التآمر ضد مصر فلن تفلح؛ لأن الله حبانا بشعب قادر على حماية أمنه واستقراره, شعب يقوده رئيس وطني صادق, حمل راية التحرر, وقدم روحه فِداءً لوطن يقوده نحو الخير الذى تحقق وسيتحقق فى الأيام القادمة.

* لم أقتنع يومًا بذلك الممثل المدعو "محمد رمضان" الذى أفرزته حالة الفوضى الفنية عقب الثورة, ليُولد من رحم خطيئة الفراغ, ويتصدر المشهد ببطولات زائفة, عرفته حين تم القبض عليه يقود سيارته على المحور عام ٢٠١٣ واستوقفه أحد الاكمنه وعُثر بسيارته على أسلحة وذخائر وبعض الممنوعات, وقُمت باستضافته فى برنامج "الحدث المصرى" على قناة العربية, وحضر بصحبه شقيقه وصديقه من محافظة قنا حيث نشأته, وأكد لى أنه كان فى طريقه لتصوير بعض المشاهد من فيلمه الذى ينتجه السبكى, وحُفظت القضية لعدم كفاية الأدلة حينها. 

وفى تلك الفترة كانت حالة الفراغ الفنى, التى ساهمت فيها قيادات الإخوان, وبعض التيارات الإسلامية التى كانت تُهدد ظهور أفلام جديدة, وتردد المنتجون فى إنتاج أفلام جديدة, خِشية من حالة الهجوم على السينما المصرية, وظهرت مسلسلات تاريخية وأفلام هابطة, مثل نوعية "عبده مؤتة", الذى رسَّخ البلطجة فى تلك الفترة, وكانت لصيقة بـ "رمضان" الذى ساعده "السبكى", وقفز به لطريق نجومية الفوضى والفراغ, واصبح الممثل النكرة أسطورة فى نظر البعض, يفعل ما يشاء, حتى ظهر مؤخرًا عاريًا فى مركز المنارة بالتجمع الخامس منذ أيام, فى حفل فنى أقامه لتقديم بعض أغنياته التى لا قيمة لها, وحملت إسم أقوى حفلة فى مصر .  

ظهر " رمضان" على مسرح الحفل متباهيًا بسيارته الفارهة, وعلى المسرح كان شبه عاريًا, فكان يرتدي بنطلون جينز فقط, وحوله مجموعة الفتيات شبه عاريات جدًا, فأى فن يقدمه هذا البهلوان الذى يترنح فى ظل ظهور المواهب الحقيقية, وكشف الغمة عن السينما المصرية, التى تقدم أعمالًا فنية لها قيمتها, دون أن يكون بها هذا "الرمضان", وأذكر أنه ادعى أن الفنان الكبير "علي الحجار" كان يحاربه فى بداية ظهوره, حينما عملا معًا فى إحدى المسرحيات بالأسكندرية, وتعجبت لأنى أعرف أخلاق "على الحجار", وحرصه على كل العاملين معه. وسألت الفنان الكبير "على الحجار" أثناء لقاء جمعنى به عن تلك الواقعة, ومحاربته لـ "محمد رمضان", ضحك كثيرًا وقال لى: إنت تعرفنى كويس يا نجم, جاوب إنت بدلًا عنى, هل أنا ممكن أعمل كده ؟ ومع مين؟ وتيقنت أن هناك من يحاول افتعال موقف مع النجوم الكبار لتتصدر أخباره الصفحات التى تبحث عن الإثارة.  

"رمضان" إبن خطيئة الفوضى الفنية, الذى استخدمه البعض لترسيخ ونشر أدوار البلطجة, ظنًا منهم أنها ثقافة شعب؛ لكن ثقافة الشعب هى التى ستقوده قريبًا جدًا للفناء, وستختفى تلك الظاهرة الشاذة عن قِيَّمنا وتاريخنا الفنى الأصيل, الذى يُرسخ القيم النبيلة لسمو المجتمع و ليس لنشر البلطجة بين الشباب الذي تسعي اليهم الدولة بقيادتها لتنمية عقولهم استعدادا لتولي و المشاركة في مسيرة نهضة الوطن .. 


* أحيانًا تنسى المغنية "شيرين عبد الوهاب" نفسها, وبدايتها, والوطن الذى كان له الفضل عليها, ودوما تقع تظهر نواياها التي تخمل اوزارا . ولم نكد ننسى لها سقطتها ووصفها القذر واهانتها لمياه النيل فى مصر - الذى كان مهد وقيام الحضارات- حتى سقطت فى مستنقع خطأ آخر, فى إحدى حفلاتها الفنية خارج مصر, وادعائها أن مصر بلد كبت الحريات, لتحقق مكاسب هى وليدة الخطيئة التى مارستها على المسرح بكلامها, وحسنًا فعل الفنان "هانى شاكر" ونقابة الموسيقين بإيقافها, والتحقيق معها فى تطاولها على مصر فى حفلاتها الخارجية .. 
"كرامة مصر فوق كل اعتبار".

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط