وسط عدد من القصور التاريخية والأثرية في مصر، يأتي قصر عابدين ليحمل خصوصية مميزة، لما يتمتع به من طراز معماري رائع ومبهر.
وهو ما ظهر على وجوه 30 سفيرا زاروا القصر، اليوم الاثنين، وهي الزيارة التي دعا لها د.خالد العناني وزير الآثار، في إطار سياسة الدولة لإبراز المعالم الأثرية والتاريخية في مصر.
السفراء خلال الزيارة أشادوا بالحالة الفنية التي ظهر بها القصر، الذي يشير إلى الأيدي الماهرة المصرية التي قامت بترميم هذا الأثر، الذي انشأ منذ أكثر من 150 عاما، وحرصت وزارة الآثار على نشر عدد من صور الزيارة، والقصر علي حساباتها على فيسبوك وتويتر وانستجرام.
ويعد قصر عابدين، أحد القصور الرئاسية في مصر والمعروف باسم جوهرة القرن التاسع عشر، وشهد من الأحداث التي ساهمت في قيام مصر كدولة مستقلة، واستخدم كمقر للحكم منذ إنشائه عام ١٨٦٣ وحتى عام ١٩٥٢م.
وصمم القصر على الطراز النيو كلاسيكي الفرنسي بواسطة مهندسين ومعماريين وفنانين من عدة دول بإشراف المهندس الفرنسي ليون روسي.
مزيد من تاريخ وحكاية هذا القصر أخبرنا به د. ولاء الدين بدوي مدير عام متحف قصر المنيل، والمتخصص فى القصور الملكية ومتاحف القصور.
وقال "بدوي": يعتبر قصر عابدين تحفة معمارية وتاريخية فريدة، ومتحفا يعكس الفخامة التى شيد بها والاحداث الهامة التى وقعت به، منذ انتقال مقر الحكم من القلعة الى قصر عابدين العامر بالقاهرة، ويحكي عن فترة هامة من تاريخ مصر الحديث من الاحداث السياسية والاجتماعية والثقافية في القرن الـ19 والـ 20 وحتى قيام ثورة 1952م.
وأمر ببناء القصر او سراى عابدين، الخديوى إسماعيل سنة 1863م، وهو أول من تلقب بلقب خديو فى مصر، وحتى يكون قصرا يضاهى القصور فى اروبا وعظمتها، ويكون مقرا للحكم يضاهى القصور الفرنسية.
خاصة انه سبقه فى فرنسا قصر فرساى العظيم، وبدأت سكناه رسميا عا 1874م، واستغرق بناء هذا القصر عشر سنوات، وقام به فريق من المهندسين والعمال على أعلى مستوى تحت قيادة المهندس الفرنسى دى كوريل روسى.
وتابع: يقال انه تكلف فى ذلك الوقت 665 ألف جنيه، وتكلف الاثاث والمفروشات بداخلة نحو 2 مليون جنيه أو 100 ألف جنيه ذهب كما ذكر بعض المؤرخين.
وأكمل: سكن هذا القصر من حكام مصر الخديو إسماعيل وابنه الخديو محمد توفيق ثم الخديو عباس حلمى الثانى ثم السلطان حسين كمال، ثم الملك فؤاد الذى احدث تغيرا كبيرا فيه ووضع اول نواه لمتاحف وقاعات قصر عابدين، وذلك بافتتاح متحف الاوسمة والنياشين والاسلحة والمقتنيات التى تخص الاسرة العلوية.
واستطرد: كما أضاف الملك فاروق كثيرا من الزخرفة والمقتنيات؛ لأنه كان من هواة تجميع التحف والمقتنيات الثمينة، والقصر يحتوى على حوالى 550 غرفة.
وأضاف: ويعتبر جوهرة المتاحف الملكية فى مصر؛ لانه كان المقر الاول بعد تغير مكان الحكم من قلعة الجبل إلى ميدان وقصر عابدين، وكان المقر الشتوى للحكم فى مصر او المحروسة كما كانت تسمى فى ذلك الوقت.