12 يومًا من الدماء.. معركة جِنين ملحمة فلسطينية خلفت وراءها 58 شهيدا
جِنين واحدة من أشد المعارك خلال الاحتياج الإسرائيلى للضفة الغربية بقيادة رئيس وزراء الإحتلال الراحل آرئيل شارون، شهد مخيم جنين بقطاع غزة ملحمة بطولية قدم فيها المقاومون من مختلف الفصائل الفلسطينية أروع صور المقاومة والوحدة.
بدأت المعركة فى 1 أبريل واستتمرت نحو 12 يوما فى عام 2002 خلال فترة الإنتفاضة الثانية، حيث أقدم الجيش الصهيونى على اقتحام مخيم جنين بقوات معززة بالمشاة وأكثر من 60 دبابة واعتمد وقتها المقاومون على سياسة الكمائن المفخخة داخل البيوت والأزقة وكانوا يستدرجون قوات الإحتلال الإسرائيلى، ليفجروهم ويمطروهم بوابل من الرصاص.
بلغ عدد المقاومة الفلسطينية المسلحة حوالى مائتين مسلحين بأسلحة خفيفة وفى المقابل كتيبة عسكرية إسرائيلية مجهزة بالدبابات وطائرات الأباتشي.
واقتحم الجيش الاسرائيلي مخيم جنين ضمن خطة حكومة آرائيل شارون لاجتياح الضفة الغربية فيما سمي بعملية "السور الواقي"، والتي تم الاعداد والتدريب عليها لها بحسب اعترافات رئيس الأركان للجيش الاسرائيلي موشي يعلون منذ زمن تحسبا لأي عمليات فدائية فلسطينية مستقبلية، حيث هدفت العملية الإسرائيلية للقضاء على المجموعات الفلسطينية المقاومة، إلا أن وقوع عملية فندق نتانيا الفدائية، عجلت من تنفيذها.
واستمرت عملية الاجتياح نحو أثنى عشر يومًا، نكلت قوات الاحتلال مدعومة بالدبابات وناقلات الجنود وطائرات الأباتشي، خلالها بالمدنيين الفلسطينيين، مما أدى لاستشهاد العشرات واعتقال المئات، وقد تكبدت قوات الاحتلال خسائر جسيمة، في حين تم تدمير المخيم بشكل شبه كامل.
نتائج المعركة
قتل في هذه المعركة بحسب تقرير الأمم المتحدة 58 فلسطينيا ، واعترف الجانب الإسرائيلي بمقتل 23 من جنودة قتل منهم 14 في يوم واحد 12 منهم في كمين للمقاتلين الفلسطينيين الذين يقولون ان العدد أكبر من ذلك بكثير، حيث يصل العدد المتوقع إلى 55 حسب شهود العيان، ومن الذين شهدوا المعركة واكدوا على وقوعها: لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، منظمة العفو الدولية، تيري رود لارسن - منسق الأمم المتحدة في الشرق الأوسط، الوفد البرلماني الحزبي الأوروبي، ووفد (الأدباء والمفكرين العالميين) الذي يمثل (البرلمان العالمي للكتّاب). وهو وفد يضم شخصيات ثقافية وأدبية عالمية مثل: الروائي الأمريكي راسل بانكس، ورئيس البرلمان العالمي للكتاب وول سوينكا، الحائز جائزة نوبل للآداب، ورئيس البرلمان السابق البرتغالي خوسيه ساراماغو، الحائز - كذلك - جائزة نوبل للآداب، وبي داوو الصيني وهو أحد مؤسسي برلمان الكتاب، والشاعر والروائي برايتن برايتناخ (جنوب أفريقيا)، وكرستيان سالمون (فرنسا)، وفيشنزو كونولو (إيطاليا)، وخوان غويتسولو (إسبانيا).
ويقع مخيم جنين غربي مدينة جنين، ويعتبر أكبر مخيم في المحافظة، وثاني أكبر مخيم في الضفة الغربية، ويقدر عدد سكانه بحوالي 20 ألف نسمة، وينحدر أصل سكان المخيم من منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل (شمال فلسطين المحتلة عام 1948).
لم تكن المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين لتحقق ما حققته من إنجازات شهد بها العدو قبل الصديق دون تخطيط محكم و إدراك واعٍ لطبيعة المعركة و استعداد استمر لعدة أشهر ، إذ يكفي أن يقال إن المقاومة الموحدة في مخيم جنين بدأت بتحضير نفسها لهذه العملية عبر جمع السلاح و تدريب المقاتلين و وضع الخطط و ما إلى ذلك منذ نهاية الاجتياح السابق للمخيم ، و الذي اندحرت فيه قوات العدو الصهيوني من المخيم بعد ستة أيام من المعارك الشرسة دون أن تتمكن من اقتحامه ، و ذلك في ما سمي بحرب المخيمات ، المقاومة في المخيم أدخلت في حساباتها كل شيء ، و لم تترك أمرا واحدا دون تدبير ، فبادئ ذي بدء كانت هناك غرفة العمليات المشتركة للمقاومين ، و هي التي تدير مقاتلي كتائب القسام و كتائب شهداء الأقصى و سرايا القدس ، رغم وجود مرجعية ميدانية لهؤلاء المقاتلين كل حسب قيادته التنظيمية ، فكان الشهيد محمود أبو حلوة ، قائدا ميدانيا لمجموعات القسام العاملة في هذه المعركة ، و كان الشهيد محمود طوالبة قائدا ميدانيا لسرايا القدس ، و كان المعتقل جمال حويل قائدا ميدانيا لكتائب الأقصى في أرض المعركة ، أما الشهيد يوسف ريحان قبها "أبو جندل" فكان يرأس فرقة من الأمن الفلسطيني تخوض بقيادته المعارك في المخيم خلال الاجتياحات المتتالية السبعة له،