من بين كلامنا اليومي كمصريين جمل وعبارات كثيرة نختصر بها أحاديثنا، فهي موجزة وتصل للمعنى المراد بكل سهولة، "عند أم يني" من ضمن قاموس الكلمات المصرية التي لا غنى عنها في التعبير عن فقدان الأمل إطلاقًا.
ولكن وراء هذه الجملة قصة وحكاية، بدأت مع قدوم "أم يني" إلى مصر مع من جاءوا من اليونان وبلاد أجنبية أخرى في عصر محمد علي للعمل في البلاد، نظرًا لخبرتهم في مجالات كثيرة.
وفي عام 1916 ولدت "أم يني" واسمها الحقيقي "ناتاليا اندريا نيكولاس"، وكانت تعيش هي وأهلها في الإسكندرية، وكبرت وسط أهالي المنطقة، وفي 1938 تزوجت من "مانولي" موظف يوناني بشركة الكهرباء والثلج بالإسكندرية وأنجبت منه طفلها الأول "ينى".
إلى أن قامت الحرب العالمية الثانية سنة 1939 وسافر زوجها ليشارك في الحرب ومات هناك، لتبدأ "أم يني" رحلتها في مجال الخياطة، لتأتي بالمال لها ولابنها الصغير، ولأنها كانت تحب الموضة فقررت إن يكون هذا هو مجالها نجحت فيه بالفعل واشتهرت جدًا بين كل الطبقات في الأربعينات بـ"أم يني".
ومع ثورة 1952، استيقظ أهل المنطقة ولم يجدوا "أم يني"، فقد هاجرت مع من هاجروا من الأجانب، بدون ترتيب أو سابق إنذار، ودن أن تعطي زبائنها أقمشتهم وملابسهم، ومن هنا أصبحت "أم يني" علامة على فقدان الأمل.