إذا كنت تبحث عن الهدوء الممزوج بهيبة التاريخ، فما عليك إلا زيارة مدينة القصر الأثرية في الوادي الجديد، لتجد نفسك بين دروب التاريخ، حيث تعد نموذجا فريدا للمدن الإسلامية المتكاملة، كما أنها من أهم المدن الأثرية الباقية وتتكون من عدة طرق صحراوية كانت تستخدم قديما للقوافل التجارية.
ورصد موقع "صدى البلد"، هذه المدينة التي ترجع إلي القرن العاشر الهجري وامتدت حتى العصر العثماني، حيث تعد مدينة متكاملة مكونة من عدة دروب وحارات.
وسميت الحارات بأسماء قاطنيها مثل حارة الجزارين والحبانية والقرشيين، وتخللتها المنازل التي بنيت بالطوب اللبن مكونة من طابقين أو ثلاثة مغطاة بأسقف من أفلاق النخيل، والتي يصل بينهما الجريد المتراص ومغطاة بالملاط الطيني، كما يوجد بها العمائر الخدمية مثل العصارات والطواحين بالإضافة إلي المساجد والأضرحة.
وعلى قدر أهمية المدينة جاء مشروع ترميمها، حيث كانت نقطة التقاء لعدة طرق قديمة، كما أنها كانت الطريق الرئيسي للقوافل التجارية والحجاج القادمين من المغرب العربي والذين يسلكون طريق الصحراء للوصول إلى الحجاز.
المشروع تم بأيدي مرممين مصريين، وتضمن ترميم ثمانية مباني أثرية وهي طاحونة الحاج إسماعيل، والمدخل المؤدي لها، ومنزل عائلة عبد الحافظ، ومنزل أبو قنديل، ومنزل أبو عبد المنعم، ومنزل ورثة أبو إسماعيل، وسقيفتي أولاد حمام، ومنزل مهدي عواضة.
أما أعمال الترميم للمباني، فشملت الترميم المعماري والدقيق حيث تم الاستبدال التدريجي لمداميك الطوب اللبن التالف، ومعالجة الشروخ، وفك وإعادة تركيب الجدران المتهدمة وإعادة بنائها على أصولها بنفس النسب والمقاييس القديمة، كما تم عمل صيانة وترميم للنوافذ الخشبية والأبواب، وتغطية الجدران بطبقة من الملاط الطيني بنفس النمط القديم.
ومن نقاط التميز التي تتمتع بها مدينة القصر هي احتفاظها بعدد كبير من النصوص الإنشائية والوثائق التاريخية، حيث أن نشأة مدينة القصر كمدينة سكنية تعود إلى ما قبل الفتح الإسلامي لمصر ويؤكد ذلك تسميتها باسم القصر لما كان بها من مبان ومنشأت مرتفعة، بالإضافة إلى وجود بقايا جدران معبد فرعوني.