"أم كلثوم تقول استعملوا نابلسي فاروق لأنه مصري يحمل أكرم الأسماء، نقي يصنع من زيت الزيتون 100%، ونزيه يكتفي بالربح القليل، وجيد يبقى في الاستعمال مدة طويلة، ثمن القطعة 8 قروش"، قد يبدو فكاهة أمامك أن تقوم كوكب الشرق بدعاية لصابون، إلا أنها ليست دعابة، بل إعلان صابون نابلسي شاهين "فاروق" قديما.


لاقت الصابونة استحسان المصريين، فاستخدمتها الممثلات، للعناية بالبشرة والشعر، ولم يقتصر الأمر على السيدات فقط، فأقبل الرجال أيضا على استخدامها لمكوناتها الطبيعية، وعرف عن رشدي أباظة استخدامها.

ومن نابلسي فاروق، ظهر الزعيم سعد زغلول بأحد إعلانات الصابون، وبتصريح خاص منه ظهر إعلان الصابونة كتب فيه "سعد زغلول هو زعيم المصريين.. ونابلسي سعد زغلول هو زعيم الإسكندرية"، الصابونة كانت نفس شكل وتصميم نابلسي فاروق، إلا أنها من إنتاج مصانع بطرس جرجس وباس بك بالإسكندرية.ظلت صابونة نابلسي فاروق في السوق المصرية، ولكن مع قيام ثورة يوليو وتنحي الملك فاروق، وجب على الشركة تغيير اسم الصابون حتى لا تخسر شعبيتها في مصر، فخرجت للمصريين في أحد الأيام ببيان جاء فيه: "في الساعة السادسة مساء يوم 26 يوليو شُطب اسم فاروق عن تاريخ مصر إلى الأبد، بعد أن أيقن الشعب والجيش الباسل بأن فاروق قد تغير، فأصبح حربًا على كيان مصر وخطرًا على مستقبلها، ولذلك نحوه عن ملك مصر، ومحوا اسمه من كل مكان، ونابلسي شاهين الذي كان قد قرن اسمه باسم فاروق، يسعده اقتداء بالجيش، ويدافع عن وطنيته، أن يقذف باسم فاروق، وأن يجعل اسمه من اليوم: نابلسي شاهين من زيت الزيتون النقي 100%».
كان سعر الصابون عام 1935 يبلغ 3 قروش، وفي عام 1980 أصبح سعره 35 قرشًا، وفي الوقت الحالي تخطى سعره الـ5 جنيهات، ولاتزال خطوط إنتاجه سارية حتى اليوم، ويتواجد في منازل الأحياء الشعبية ويفضله كبار السن عن المنتجات الحديثة التي غلبت عليها الكيماويات.