فى الذكرى الـ15 لاستشهاد الشيخ أحمد ياسين:
- الجيش المصري أنقذه هو وأسرته بعد النكبة
- تعلم فى القاهرة وعاش سنوات بالمحروسة
- اعتقله الاحتلال وهدد بالنفي إلى لبنان
- قتل بقصف إسرائيلي على مسجد بـ غزة
يعتبر الشيخ أحمد ياسين واحدًا من رموز العمل الوطني الفلسطيني البارزين خلال القرن العشرين ومن أقواله "العدو الإسرائيلي لا يترك للشعب الفلسطيني خيارات سوى خيار واحد، هو المقاومة والجهاد والاستشهاد".
وولد الشيخ أحمد ياسين في قرية جورة عسقلان، قضاء المجدل، في يونيو 1936 والتحق بمدرسة الجورة الابتدائية وواصل الدراسة فيها حتى الصف الخامس، لكنه أُجبر على النزوح، مع أسرته، إلى قطاع غزة بعد النكبة التي ألمت بفلسطين سنة 1948 وهناك، عانت الأسرة في أحد المخيمات شأنها شأن معظم اللاجئين آنذاك مرارة الفقر والحرمان، وصارت تعيش على عمل أبنائها في الصيد.
وكان يذهب الشيخ أحمد ياسين إلى معسكرات الجيش المصري مع بعض أقرانه لأخذ ما يزيد عن حاجة الجنود ليطعموا به أهليهم وذويهم، واضطر إلى ترك الدراسة لمدة عام (1949- 1950) ليعين أسرته عن طريق العمل في أحد مطاعم الفول في غزة.
في صيف 1952، وكان في السادسة عشرة من عمره، تعرض، وهو يلعب مع بعض أقرانه على شاطئ البحر، لحادثة خطيرة أثرت في حياته كلها، إذ أصيب بكسر في فقرات العنق، نتج عنه شلل جميع أطرافه شللًا تامًا بيد أن شلله لم يمنعه من مواصلة دراسته الإعدادية.
والتحق الشيخ أحمد ياسين بمدرسة الإمام الشافعي الثانوية، ثم بمدرسة الرمال التي صارت تسمى مدرسة الكرمل، وأكمل دراسته الثانوية في العام الدراسي 1957- 1958 في مدرسة فلسطين وشارك في التحركات الشعبية التي اندلعت في غزة احتجاجًا على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر سنة 1956، فنشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة وتأكيد ضرورة عودة الإدارة المصرية إلى القطاع.
نجح في مطلع أكتوبر 1958 في الحصول على فرصة عمل في تدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية في مدارس وكالة الغوث (الأونروا)، وكان معظم دخله من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته كما عمل خطيبًا ومدرسًا في مساجد غزة وتوجه إلى القاهرة سنة 1964 بعد قبوله في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس، ثم عاد إلى غزة ليواصل عمله في التدريس.
داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزله في أواخر أغسطس 1988، وهددته بالنفي إلى لبنان ثم قامت في 19 مايو 1989 باعتقاله مع المئات من أعضاء حركة "حماس" وفي 16 أكتوبر 1991، أصدرت إحدى المحاكم العسكرية الإسرائيلية حكمًا بسجنه مدى الحياة مضافًا إليها خمسة عشر عامًا أخرى، بعد أن وجهت إليه لائحة اتهام تتضمن تسعة بنود منها التحريض على اختطاف وقتل جنود إسرائيليين وتأسيس حركة "حماس" وجهازيها العسكري والأمني.
وأدى سوء ظروف اعتقاله إلى تدهور حالته الصحية الضعيفة أصلًا، إذ كان يعاني، إضافة إلى الشلل التام، من عدد من الأمراض والالتهابات، الأمر الذي استدعى نقله من السجن إلى المستشفى مرات عدة.
وبعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أواخر سبتمبر 2000، قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، كما بدا، تصفية قيادات حركة "حماس"، التي شاركت في أحداثها بفاعلية وفي 6 سبتمبر 2003، تعرض الشيخ أحمد ياسين لمحاولة اغتيال فاشلة حين أطلقت مروحية إسرائيلية صاروخًا استهدف شقة في غزة كان يوجد فيها بصحبة تلميذه ومرافقه إسماعيل هنية.
واستشهد الشيخ أحمد ياسين فجر 22 مارس 2004 في إثر قيام مروحية أباتشي إسرائيلية بإطلاق ثلاثة صواريخ عليه وهو خارج على كرسيه المتحرك من مسجد المجمع الإسلامي في حي الصبرة بقطاع غزة كما استشهد معه سبعة من مرافقيه وجُرح اثنان من أبنائه.
وخرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين، لدى شيوع خبر اغتياله، إلى شوارع غزة تعبيرًا عن غضبهم، كما اضطر آلاف الفلسطينيين، لدى تشييعه، إلى أداء صلاة الظهر في الشارع بعد أن ضاق بهم المسجد العمري، الذي يعتبر الأكبر في غزة.