قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

في عيد الأم.. الإفتاء: يجوز تخصيص يوم للاحتفال وليس بدعة.. والأزهر: البر بها من أعظم الواجبات.. وعمر هاشم: التوسل ببر الوالدين يجعل الدعاء مستجابا.. والأطرش: عقوقهما من أكبر الكبائر

×

  • الإفتاء: الاحتفال بيوم الأم جائز شرعا ولا صلة له بمسألة البدعة
  • الأزهر: الإسلام منح الأم منزلة عظمى وجعل البر بها من أعظم الواجبات
  • عبد الحميد الأطرش: الإحسان لهما بعد وفاتهما يكون بالدعاء لهما والتصدق
  • أحمد عمر هاشم: التوسل إلى الله ببر الوالدين يجعل الدعاء مستجابا

كرم الله -عز وجل- الأم فجعل لها أعلى المراتب وجعل الجنة تحت قدميها، فهي الإنسان الوحيد الذي قارن الله -عز وجل- رحمته بها، كما أن الله- جل وعلا- جعل طاعة الأم ورضاها مفتاحًا من مفاتيح الجنة، ومعصيتها وعقّها إحدى كبائر الذنوب التي تدس الإنسان في أعماق الجحيم.

وقالت دار الإفتاء، إن من مظاهر تكريم الأم، الاحتفاءُ بها وحسن برها والإحسان إليها، مؤكدة أنه لا يوجد في الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم؛ فإن هذا أمر تنظيمي لا حرج فيه.

وأضافت الدار، في فتوى لها، أن الاحتفال بالأم لا صلة له بمسألة البدعة التي يدندن حولها كثير من الناس؛ مشددة على أن البدعة المردودة هي ما أُحدث على خلاف الشرع؛ لقوله- صلى الله عليه وآله وسلم-: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» متفق عليه من حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، ومفهومه أن من أَحدث فيه ما هو منه فهو مقبول غير مردود.

وأوضحت أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أقر العرب على احتفالاتهم بذكرياتهم الوطنية وانتصاراتهم القومية التي كانوا يَتَغَنَّوْنَ فيها بمآثر قبائلهم وأيام انتصاراتهم، كما في حديث الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- «أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- دخل عليها وعندها جاريتان تغنيان بغناء يوم بُعاث»، وجاء في السنة «أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- زار قبر أمه السيدة آمنة في أَلْفَيْ مُقَنَّع، فما رُؤِيَ أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ». رواه الحاكم وصححه وأصله في مسلم.

من جانبه، قال المركز العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الإسلام أمر ببر الوالدين، ودعا إلى الإحسان إليهما، وحض على تكريمهما، وجعل الأمر ببرهما تاليًا للأمر بتوحيد الله وعبادته، فقال- تعالى-: ﴿وقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء:23].

وأضاف مركز الفتوى: "مَنَحَ الإسلامُ الأم منزلة عظمى، ورعاية كبرى، وجعل البر بها من أعظم الواجبات؛ لما تتكبَّدُه من عَنَاءِ الحمل والولادة ونحوهما مما تختص به، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ- صلى الله عليه وآله وسلم- فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ». [متفق عليه].

وواصل: "ويُفهَم مِن هذا أن شريعتنا الإسلامية تقتضي البر والإحسان والتكريم والاحتفاء بالوالدين -لا سيما الأم- على الدوام، وأن هذا هو الأصل الذي ينبغي أن نلتزمه؛ فيجب البر بالأم على الدوام، وينبغي اتخاذ يوم تكريمها دافعًا لدوام برها في بقية الأيام".

وأشار إلى أن من مظاهر تكريم الأم، الاحتفاء بها وحسن برها والإحسان إليها، وليس في الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك، يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم، موضحا أن البدعة المردودة إنما هي ما أُحدث على خلاف الشرع، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودًا، ولا إثم على فاعله، وعليه فإن الاحتفال بيوم الأم من قبيل الاحتفالات الاجتماعية التي تعبر عن احترام الأبناء لأمهاتهم، وتقديرهم لدورهم ومكانتهم في المجتمع، ولا يقصد بها التعبد، ولا يعتقد فيها خصوصية دينية، وهي على هذا النحو جائزةٌ شرعًا، ولا تدخل تحت مسمى البدعة.

ولفت المركز العالمي للفتوى الإلكترونية، إلى أن تسمية الاحتفالات الاجتماعية أعيادًا، إنما هو من قبيل التسمية التي تعارف الناسُ عليها، وتستند إلى أصل شرعي وهو الأمر ببر الوالدين والإحسان إليهما، وعليه؛ فإن الاحتفال بيوم الأم أمر جائز شرعًا لا مانع منه ولا حرج فيه.

من جهته، أكد الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق، أن الله- سبحانه وتعالى- وصانا ببر الوالدين في حياتهما وبعد مماتهما وقال- تعالى- في كتابه "وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"، كما أوصانا الله- تعالى- بذلك في أكثر من موضع بالقرآن الكريم.

وقال "الأطرش"، لـ"صدى البلد"، إن الله أمرنا بعد عبادته مباشرة بالإحسان إليهما وعدم الإساءة لهما حتى بمجرد إظهار التأفف لهما، وقال- تعالى- في ذلك: "ولا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما".

وأوضح أن الإحسان لهما في حياتهما يكون بسماع كلامهما والوفاء بعهدهما وطاعتهما الطاعة العمياء إلا إذا أمرك بمعصية الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وقال- تعالى- في ذلك "وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا".

وأضاف رئيس لجنة الفتوى الأسبق، أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- قال "من أصبح وأمسى مرضيا لوالديه أصبح وأمسى وله بابان في الجنة ومن أصبح وأمسى مسخطا لوالديه أصبح وأمسى وله بابان من نار. قيل وإن ظلماه قال الرسول وإن ظلماه وإن ظلماه وإن ظلماه"، أما الإحسان لهما بعد وفاتهما يكون بالدعاء لهما والتصدق عنهما وتنفيذ عهدهما وإكرام صديقهما وإن وقف على قبرهما يقف وكأنهما أحياء.

وأكد الأطرش أن عقوق الوالدين كبيرة من الكبائر، وقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- "ان من أكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق".

وأكد أن عقوق الوالدين من الكبائر التي تدخل صاحبها جهنم والعياذ بالله، مشيرا إلى من عق والديه فلن يفلح في الدنيا والآخرة.

ولفت إلى أن الله يعجل للعاق عقوبته في الدنيا، مستشهدا بقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "كل ذنب يؤخره الله إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فلابد أن يعجل له في الدنيا".

وأشار إلى أن طاعة الوالدين أفضل عند الله من الجهاد في سبيله، "حيث جاء رجل إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال أريد الجهاد في سبيل الله، فقال له ألك والدان، قال: نعم، فقال له: إذا ففيهما جاهد"، وهذا يؤكد فضل إرضاء الوالدين عن الجهاد في سبيل الله.

فيما قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، إن التوسل ببر الوالدين وخصوصا "بر الأم" من أفضل القربات التى يتقرب بها العبد إلى الله- تعالى-، مشيرًا إلى أن من يريد أن يستجاب الله دعاءه ويفرج كربه عليه أن يدعو ويتوسل الله بما فعله مع والديه من البر والإحسان إليهما.

واستشهد «هاشم» خلال لقائه بإحدى البرامج الفضائية، على ذلك، بحديث ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: «بَيْنَمَا ثَلاثَةُ رَهْطٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَسِيرُونَ، إِذْ أَخَذَهُمُ الْمَطَرُ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ، فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ، فَسَدَّتِ الْغَارَ، فَقَالُوا: تَعَالَوْا فَلْيَسْأَلِ اللَّهَ تَعَالَى كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا بِأَفْضَلِ عَمَلِهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمُ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِي ابْنَةُ عَمٍّ جَمِيلَةٌ، فَانْفَرَجَ عَنْهُمْ ثُلُثُ الصَّخْرَةِ، وَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، كُنْتُ أَغْدُو عَلَيْهِمَا بِصبُوحِهِمَا، وَأَرُوحُ عَلَيْهِمَا بِغبُوقِهِمَا، فَغَدَوْتُ عَلَيْهِمَا يَوْمًا، فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَكَرِهْتُ أَنْ أَنْصَرِفَ عَنْهُمَا، فَيَفْقِدَا غَدَاءَهُمَا، فَوَقَفْتُ حَتَّى اسْتَيْقَظَا، فَدَفَعْتُ إِلَيْهِمَا غَدَاءَهُمَا، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَا عِنْدَكَ، وَخَشْيَةً مِنْكَ، فَأَفْرِجْ عَنَّا، فَانْفَرَجَ الثُّلُثُ الثَّانِي....».