EN
العالم لا يحترم إلا الدول القوية التي تفرض إرادتها، وهو ما أكدته التجربة المصرية خلال الأربعة أعوام الماضية.. كانت مصر تعاني من أزمات سياسية وأمنية قبل ثورة 30 يونيو.. و أصبحت الآن تنفذ مشاريع كبرى والعالم يرحب برئيسها ويستقبل في أى دولة يزورها استقبال المنتصرين.
استضافة أسوان الملتقى العربي الإفريقي، تعبر عن التقاء عبقريتين، الأولى المكان، لأنها مهد الحضارات وملتقى الثقافات العربية والإفريقية..و العبقرية الثانية موضوعات الملتقى التى مست الشباب في المحيطين العربي والإفريقي.
وتعد منطقة وادي النيل نقطة تماس عربيا وإفريقيا و جسرا تلتقي فيه ثقافة المنطقتين ومحورا لتكامل العالمين العربي والإفريقي، وبوابة مثلى لتحقيق ما تسعى إليه الشعوب العربية والإفريقية من التنمية المستدامة.. و لهذا اقترح الرئيس السيسي إقامة سوق عربي أفريقي مشتركا أو مؤسسة تمويل عربية أفريقية بتكلفة مالية محددة، لعمل مشروعات لصالح البنية التحتية من خلال صناديق التمويل.
الملتقى العربي الإفريقي بأسوان استمعت فيه مصر إلى أبناء عالمها العربي وقارتها الإفريقية لفتح قنوات التواصل الجاد والفعال بأفكار ورؤى شبابية..فالشباب هم الركيزة الأساسية للارتقاء بالشعوب والمجتمعات، والاستثمار فيهم، وإعدادهم للقيادة، و زرع مفهوم الريادة فيهم يعتبر من أساسيات النهوض بالدول، وينتج جيلًا جديدًا قادرا على التغيير والازدهار.
وعاشت مجتمعاتنا الأفريقية والعربية الكثير من الصراعات التي استمرت لأعوام، والشباب هو المنقذ الوحيد من خلال الترابط والتكاتف، لأن انتفاضة التطور في كافة المجتمعات، غالبًا ما تأتي من خلال استغلال طاقات الشباب على كل المستويات.
واقع الحال أن الإرهاب الفكري والدموى أخطر ما نواجهه يوميًا في عصرنا الحالي، سواء كان في صورة نشر شائعات، أو زرع أفكار مغلوطة،أو قتل الأبرياء والساجدين ..والحل الأمثل هو زيادة الإدراك لدى الشباب، من أجل إتاحة الحقيقة وزرع الوعى بأهمية التنمية المستدامة.. ومن هنا تظهر أهمية طرح الرئيس السيسي بضرورة إيجاد آلية عربية إفريقية لمكافحة الإرهاب من خلال خطة عمل، وجه الرئيس وزارة الخارجية والجهات المعنية للعمل على تنفيذها.
القارة الإفريقية شابة، حيث أن 50% من تكوينها شباب، وهى مستقبل العالم، ومن ثم تنظر إليها دول العالم بشكل تنافسي، حيث تسعى إلى التواجد فيها، وترى أن مصر بوابة العبور إليها.. وحرص الرئيس على التوجيه بإعداد ورقة جادة للحوار بين الدول العربية والأفريقية، على أن تطرح، خلال القمة العربية الأفريقية المقبلة، في الرياض من خلال التعاون بين وزارة الخارجية المصرية والاتحاد الإفريقي وكل الدول العربية.
ساهمت ورش العمل فى ملتقي الشباب العربي الأفريقي، في سد الفجوة بين الشباب وصانعي القرار والسياسات في الدول ..
بهذا الملتقى مصر تقدم نموذجا لاهتمام بالشباب وتمكنهم بإحداث طفرة في إدارة البلاد العربية والإفريقية بتخصيص مناصب كثيرة للشباب عبر نشر ثقافة تمكين الأجيال الحديثة وإتاحة الفرصة لهم بتولي مناصب مختلفة لأنهم نواة قادة المستقبل ولديهم طاقة وأفكار كثيرة يمكن الاستفادة منها في تغيير أوضاع بلادهم بعد أن شاهدوا تجارب حية ونماذج نجاح حقيقية لكل الشباب العربي والأفريقي.
المؤتمرات التي تجمع شباب القارة والوطن العربي هي السبيل إلى خلق حلقة تواصل دائم بينهم.. إن إتاحة الفرصة لتبادل وجهات النظر بين شباب دول القارة يسمح بإقامة تفاعل ومشاريع مستقبلية بين الدول وبعضها البعض.. لقد اصبحت وسائل الاتصال التى تستهدف عقول الشباب مجالا خصبا للجماعات الإرهابية لتنفيذ عملياتهم في الدول المستقرة عن طريق الاستقطاب الفكري ، ونشر أفكارهم المتطرفة، ونحن الآن في مرحلة ما قبل الهاوية إما أن ننجو، أو ينتصر الذين يحاولون تفكيك الدول.
وكلف رئيس الجمهورية، إدارة منتدى شباب العالم بالتجهيز لملتقى مصر والسودان لتعزيز التكامل بين البلدين الشقيقين، على مبدأ أخوية وادي النيل. وعرض إنشاء سوق عربية مشتركة، وإنشاء صندوق لتمويل بنية التواصل الأفريقي في مجالات الطرق والسكة الحديد والكهرباء لتعزيز الاندماج القاري، وإنشاء آلية عربية أفريقية لمكافحة الإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار على قمة الرياض العربية الإفريقية.
ودعا السيسي فى ختام الملتقى إلى الاهتمام بتوظيف المنصات الإعلامية والتواصل الاجتماعي، لإزالة الصورة الذهنية الخاطئة للعلاقات الأفريقية العربية، والعمل على تمكين الشباب والمرأة لتحويل الإرادة السياسية إلى إجراءات عملية لإعدادهم وتأهيلهم عن طريق الارتقاء بالتعليم والتدريب.
حقيقة الأمر انه عندما تحدث الرئيس السيسي عن تجديد الخطاب الإنساني، فهو يريد إعلاء خطاب التسامح بين البشر والقيم الإنسانية بينهم، فضلا عن رفض خطاب الكراهية والتحريض بين الشعوب وتأكيد أهمية احترام إنسانية الجميع دون النظر إلى جنس أو لون أو عرق أو دين.
وفى تقديرى ان خطاب السيسي الإنساني في ملتقى أسوان يستهدف استبدال القتل، بالحوار.. وأن يحل التسامح والسلام، مكان الكراهية، ليكونوا الإطار الذي يمكن أن يتحرك الجميع من خلاله بهدف استعادة القيم الإنسانية الأصيلة التي توجب احترام البشر والعقائد والأديان والأعراق، والحفاظ على الدولة الوطنية وعدم التدخل في شئونها الداخلية وإعلاء كل ما يقرب البشر بغض النظر عن الجنس أو اللون أو العرق.
أن مصر تلعب دورا كبيرا في توحيد الدول الإفريقية.. الشباب الإفريقي أصبح يرى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي ليس رئيسا لمصر فقط، ولكنه رئيس لكل الأفارقة حتى ان السيسي صارح الشباب قائلا ان المؤتمرات حلت مشكلة التواصل معكم وسنعقدها كل 3 شهور.
