الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كامل الوزير


التفاؤل الشديد، الذي تلقى به المصريون وقوع اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي ، على الفريق، كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ، لتولي منصب وزير النقل بعد حادث محطة مصر، يعكس في واقع الأمر مدى التقدير الذي تناله المشروعات القومية الكبرى التي أمر بتنفيذها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليعبر بمصر من مرحلة العوز والاعتماد على المعونات الخارجية ، إلى مرحلة التطور ، و النمو، واحتلال موقع متميز بين الدول البازغة.

كما يعكس هذا الترحاب الشديد مدى التقدير الذي تناله إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي، من جانب المصريين، في شخص ضابط الجيش النشط المنضبط ، كامل الوزير ، من منطلق أن كل ما قام بإنجازه كامل الوزير ما هو إلا تنفيذ لأوامر ورؤية الرئيس السيسي لحاضر مصر ومستقبلها . 

ولا أفضل من الاستدلال على ذلك إلا بالتذكير بالعبارة الشهيرة " يا كامل" التي دائما ما يرددها الرئيس السيسي عندما يريد تحقيق مشروع قومي إستراتيجي، بإتقان شديد ، ووفقا لجدول زمني محدد . فمن منا لا يذكر عبارة يا كامل شق لنا قناة سويس جديدة لتكون مركزا دوليا للتجارة العالمية، ويا كامل احفر أنفاقا لربط وادي النيل والدلتا بسيناء لتعمير سيناء بعد إهمال دام أكثر من 40 عاما للمنطقة الأكثر أهمية للأمن القومي المصري ، و يا كامل ازرع مليون ونصف فدان مع التوسع في الصوب الزراعية ، و يا كامل اعمل مزارع سمكية ، ويا كامل مهد عشرات الآلاف من الكيلومترات من الطرق الحديثة ، و يا كامل ابني عشرات الكباري و يا كامل أصلح محطات الكهرباء و يا كامل ابني مفاعل الضبعة النووي لندخل مصر عصر التطور التكنولوجي ويا كامل ويا كامل الخ الخ.

كما يعكس هذا التفاؤل ، مدى ثقة المصريين ، في قدرة كامل الوزير على إصلاح و تحديث مرفق السكك الحديدية، من منطلق قدرته على نقل الانضباط الموجود داخل القوات المسلحة، و المفقود في معظم الهيئات والمؤسسات الحكومية ، الى هيئة السكك الحديدية ، بعد أن فشل كل وزراء النقل السابقين ، رغم ما يملكون من خبرة و كفاءة ، في إصلاح منظومة هيئة السكك الحديدية التي وصفت بأنها مقبرة وزراء النقل .

وجاء اللقاء التلفزيوني، الذي كشف عن مدى قدر اللامبالاة التي ظهرت على ملامح وجه سائق الجرار، علاء صلاح ، المتسبب في حادث محطة مصر سواء من خلال ابتسامته أو من خلال حديثه اللذين كشفا عن عدم شعوره بأي قدر من تأنيب الضمير ، رغم أنه تسبب في" محرقة بشرية " زلزلت مشاعر المصريين ، كما كشفت عنها مشاهد الرعب التي سجلتها كاميرات محطة مصر . 

وازدادت قناعة المصريين، بأن انضباط القوات المسلحة ، أصبح السبيل الوحيد لإصلاح مرفق السكك الحديدية، بعد أن كشفت الاختبارات الطبية أن عدم مبالاة سائق الجرار، لا يعود فقط للإهمال الذي استشرى في الهيئة بمرور الوقت، و لكن يعود أيضا إلى اعتياد سائق الجرار على تناول المخدرات نتيجة غياب الرقابة .

ولكن السؤال الذي يتردد الآن على ألسنة الجميع هو ...هل سيفقد كامل الوزير حماسه في المنصب المدني، عندما يتعامل مع موظفين مدنيين غرق جانب كبير منهم في دوامة الروتين، و الإهمال، و اللامبالاة ، و المطالب الفئوية، خاصة بعد أن اعتاد كامل الوزير على التعامل مع عسكريين يتلقون الأوامر فيبادرون بتنفيذها بسرعة ، ودقة عالية ؟ و هل ستنطبق على كامل الوزير عبارة الرئيس السيسي الشهيرة للمسئول بعد مرور فترة من الزمن في شغل منصبه " إيه غوصت " عندما يلاحظ الرئيس أن المسئول بدأ يفقد حماسه الذي أبداه فور توليه المنصب أمام مطالب الموظفين المعهودة ؟ فهذا الموظف يريد ترقية استثنائية، وذاك يريد تعيين أولاده في الهيئة مثل بعض زملائه ، و آخر يريد رفع الظلم الذي أنزله عليه رئيسه المباشر الخ الخ . لكن جاء رد كامل الوزير سريعا على أحد مسئولي هيئة السكك الحديدية بعد أن بدأ يعدد أمامه الصعوبات التي يواجهها قائلا له " أنت حتصدر لي مشاكلك و لا إيه " و تابع قائلا بحدة " من لا يستطيع مواجهة التحديات عليه ترك مكانه لمن يستطيع " .

لكن هل ترك الرئيس السيسي كامل الوزير وحيدا في مواجهة الإهمال، و التسيب ، وعدم الانضباط ، الذين نخروا عظام هيئة السكك الحديدية لسنوات طويلة ؟ الإجابة بالقطع لا ..فقد أكد الرئيس السيسي عند إعلان قراره باختيار كامل الوزير لمنصب وزير النقل قائلا "كل طلباتك يا كامل للنهوض بالمرفق سيتم تلبيتها لا سيما من جانب القوات المسلحة والداخلية" . و لذلك لم يتأخر كامل الوزير في التصريح بثقة كبيرة قائلا " سكك حديد مصر ستكون مميزة في 2020 " .

لكن هل يعني تولي النشط ، كامل الوزير، منصب وزير النقل ، أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ، ستفقد حماسها ، و فاعليتها ، وقدرتها على الإنجاز السريع و الدقيق، و هي المميزات التي تميزت بها في عهد كامل الوزير؟ أقول بكل ثقة أن الهيئة الهندسية لن تفقد حماسها ، لأن الانضباط و الالتزام ، هما شعار القوات المسلحة، كما أن الرئيس السيسي لا يتوانى لحظة واحدة عن متابعة كل المشروعات التي تجري على أرض مصر، بما فيها مشروع توشكي الذي أقامه الرئيس الأسبق حسني مبارك ... و لذلك سنجد الرئيس السيسي في المرحلة القادمة يكرر عبارته الشهيرة لرئيس الهيئة الهندسية القادم لينفذ المطلوب منه بدقة متناهية وانضباط شديد و في الموعد المحدد سواء كان الرئيس الجديد للهيئة سيكون اسمه يا محمد ، أو يا كمال، أو يا مينا، أو يا محمود .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط