الأوستراكا حكايات وأسرار على كسر الفخار في متحف الوادي الجديد.. صور

قد يعتقد من يسمع مصطلح أوستراكا أنه أسطورة من التاريخ،فماذا يفعل إذا علم أنه يعني قطع من شقف الفخار،لكنه يحمل تاريخا كبيرا،حيث ظل لفترة كبيرة من أدوات الكتابة في عدة عصور زمنية تاريخية.
وخلال جولة قمنا بها في متحف الوادي الجديد،رصدنا بعض الأدوات الكتابية تمثل أقلام للكتابة وحافظة أقلام ومحبرة،ومنها أيضا قطع فخارية تمثل أجزاءا من جرار الأوستراكا الفخارية.
وتاريخيا فإن مصطلح أوستراكا هو جمع الكلمة اليونانية “أوستراكون”، ومعناها كسرات الفخار أو قطع الحجارة المسطحة، والتي تم استخدامها كسطح للكتابة مثل البردي قديما والورق حديثا.
ومن ضمن الأوستراكا التي رصدناها في المتحف،مجموعة من العصر الروماني عليها كتابات بالقبطية والديموطيقية، ومدون عليها عقود بيع وشراء أراضي زراعية،وكميات المحاصيل وأجور المزارعين وحفر أبار وتحديد ساعات الري
وهناك أوستراكا رقم 1123،وهي عبارة عن خطاب شخصي كتبه رجل يدعي بوحنس إلي رجل أخر يسمي مارتيس يسلم عليه،ويطلب منه خدمة وهي أن يسافر شمالا ليحضر خادم إلي إمرأة مريضة وسيدفع له الأجر الذي يرغب به
وأوستراكا رقم 1124،وتتضمن خطابا شخصيا غير كامل كتبه إثنين من الرجال،يسمي الأول "ابسومينيس" والثاني"كاناه"إلي أحد الرهبان الذي يعدي "بهيب – أمون"من منطقة تامو
وقد أرسل الرجلان الخطاب كي يخبرا المرسل إليه بأن لا يرسل العملة الذهبية التي تسمي"ترمسيون"وتزن جرام ونصف من الذهب عن طريق الشخص المسمي "ونورف"وذلك كما اتفقا من قبل،وإنما يرسلها عن طريق شخص أخر يدعي توماس
والسبب غير مفهوم من النص بالضبط،ولكن يبدو أن هذا الشخص بما رفض توصيل هذه العملة أو أنهما متخوفان من إرسالها عن طريقه،لكن عامة يذكر مرسلا الخطاب بأنها سيذهبان جنوبا لإعطاء هذه العملة لشخص يدعين بورمي.
وتأكيدا علي أن الاوستراكا عرفتها الحضارة العربية والإسلامية،فقد شهد أبريل 2018 اكتشاف البعثة الألمانية التي تعمل في جزيرة إلفنتين بأسوان العديد من كسرات الفخار الأثرية التي يطلق عليها مصطلح “أوستراكا”،وبلغ عددها نحو ألف قطعة من الأوستراكا العربية،منها 300 قطعة لها قيمة أثرية وعلمية تتميز بقيمتها التاريخية الكبيرة خلال العصر الإسلامي المبكر في مصر من القرن السابع إلى القرن التاسع الميلادي.