قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تحذيرات الأمير حمزة المقلقة

×

حذر الأمير حمزة بن الحسين، ابن ملك الأردن السابق، الحسين بن طلال، من أن تفكك النسيج الوطني في المملكة وزيادة الخلافات بين أبنائها سيؤديان إلى خسارة الوطن وخذلان الأمة، معبرًا عن أمله بنجاة بلاده عبر وحدة شعبها.

وقال في تغريدتين نشرهما أمس الأحد على حسابه الرسمي في موقع "تويتر": "الألم شديد والهم كبير، والخوف على الوطن ومستقبل أبنائه، وأملنا بالنجاة في هذا الوطن مما يبدو أنه يدبر له بصون وحدتنا الوطنية المقدسة، فقوتنا بلُحمتنا وإخلاصنا لهذا التراب ولبعضنا البعض وإصرارنا على التغيير والتغيير الإيجابي".

وأضاف ابن الحسين: "فإذا تفكك النسيج الوطني واختلف أبناء الشعب الواحد من شتى الأصول والمنابت خسرنا الوطن وخذلنا الأمة، ولن نستطيع الدفاع عن قضايانا، وخدمنا من يريد إضعافنا لتحقيق مطامعهم على حساب الأردن الحبيب".

في الحقيقة، لم يوضح ابن الحسين ما هي التداعيات التي "تدبر" للأردن، إلا أن البلاد كانت قد شهدت في العام الماضي اضطرابات داخلية تمثلت باحتجاجات واسعة ضد الحكومة بسبب مشروع قانون الضريبة السابق، مما تسبب بإجراء تعديل كبير في مجلس الوزراء وتعيين رئيس جديد له، المنصب الذي تولاه عمر الرزاز.

ففي يوليو 2018 استذكر الأمير حمزة بن الحسين نصائح والده الملك الراحل الحسين بن طلال له، وتطرق إلى دروس التاريخ، داعيا الشباب إلى مقاومة الإحباط.

وقال في كلمة بمناسبة احتفال مدرسة اليوبيل بعيدها الفضي مخاطبا أقرانه من الشباب: "أرجوكم أن تدركوا أنكم أنتم الوطن، والوطن أنتم، وأنتم المستقبل".

وكان الأمير حمزة بن الحسين شقيق عاهل الأردن، عبد الله الثاني، قد وجه في سبتمبر 2018، انتقادات حادة للمسار المتبع في بلاده بشأن إدارة القطاع العام والتوجهات الاقتصادية.

وقال الأمير في تغريدة له على صفحته الرسمية في موقع "تويتر": "ربما البداية يجب أن تكون بتصحيح نهج الإدارة الفاشلة للقطاع العام، وإجراء جدي لمكافحة الفساد المتفشي، ومحاسبة جادة للفاسدين، وإعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة، وليس بالعودة لجيب المواطن مرارًا وتكرارًا لتصحيح الأخطاء المتراكمة، إلا إذا كان القصد دفع الوطن نحو الهاوية".

وجاءت هذه الانتقادات بعد إقرار حكومة عمر الرزاز مشروع قانون ضريبة الدخل الذي يزيد المساهمات الضريبية على الأفراد والشركات، تمهيدا لإرساله إلى البرلمان لإقراره.

والأمير حمزة هو شقيق العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وابن العاهل الراحل، الملك الحسين بن طلال، من زوجته الرابعة، الملكة نور الحسين، وكان وليا للعهد في المملكة من الفترة 1999 إلى 2004.

تحذيرات الأمير حمزة وانتقاداته تعكس وتثير الكثير من التساؤلات، فالأمير على ما يبدو يريد أن يلعب دورًا شعبيًا يخطب فيه ود المواطن الأردني، ولا نريد أن نزايد هنا على موقف الأمير الوطني من تلك القضايا، فربما يكون صادقًا في نواياه، إلا أن السياسة كما عودتنا دائمًا أنها لا تعرف النوايا أو العواطف، وإنما تعكس المصالح والاهتمامات للدول والأشخاص.. لكننا نتمنى ألا يدخل الأردن في نفق مظلم بين أبناءه، خاصة أن الأمير حمزة لم يُفصح عن هذه التهديدات ومن أين تأتي أو من ذا الذي يساعد الأمير في نشر مثل هذه الأفكار.. كما علينا أن نستبعد أيضًا أي مطامع شخصية في الحكم، لتكون الدافع وراء مثل هذه التصريحات.

من كل قلبي: نتمنى أن يُراجع المسئولون الأردنيون حساباتهم في هذا الشأن ويأخذوا الحيطة والحذر، فربما هناك مؤامرات تُحاك حول العرش لم يأخذوها بعين الاعتبار، كما عليهم أن يسدوا أي ثغرات تَفتح عليهم أبواب الله أعلم بمنتهاها.. أعز الله الأردن الشقيق وحماه وشعبه ووقاه من شر الفتن وكيد الكائدين.