تجدهم شامخين ينظرون لأعلى قامتهم مستوية يرتدون " طربوشأ " أعلى رءوسهن للدلالة على الحقبة التاريخية التى ينتمون لجذورها العتيقة ، شاهدون على محطات تاريخية وأخرى سياسية وربما جلاء الإنجليز وغيرها من قصص الكفاح المطولة نحتت بأيادى فنية وتعرض بأشهرالميادين الشهيرة تخليدًا لذكرى الزعماء الجليلة ليحوى كل تمثال قصة مختلفة عن الآخرى بإختلاف تصميمها ، هيئتها ..
ويبلغ عدد التماثيل الموجودة في ميادين القاهرة والجيزة أكثر من 40 بعضها مكتمل، وبعضها نصفي، ولعل أشهر هذه التماثيل، وأكبرها حجمًا، وربما أقدمها تمثال «إبراهيم باشا» ابن محمد علي وهو يمتطي حصانه، ويوجد هذا التمثال في ميدان الأوبرا «الأزبكية سابقا» وأنشئ في عهد الخديوي إسماعيل وافتتح عام 1872 بميدان الأوبرا الملكية.مصطفى كامل
ميدان مصطفى كامل أو كما كان يُسمى قديما ميدان " البدروم" أو "سوارس" هو أحد الميادين الشهيرة والتى يمر بها آلاف البشر يوميًا دون معرفة تاريخ هذا الميدان وما يحتويه من أسرار يجهلها الكبير قبل الصغير فهو ميدان صغير يقع عند تقاطع شارع محمد فريد بشارع قصر النيل بمنطقة وسط البلد، يتوسط الميدان تمثال للزعيم مصطفى كامل وتحيط به بنايات عريقة لها تاريخ أصيل.
وبعد وفاة الزعيم الوطني مصطفى كامل سنة1908 ببضع سنوات ظهر من ينادي بإقامة تمثال يخلد ذكراه، وتم عمل اكتتاب عام وجمعت الأموال وقام الزعيم محمد فريد بالاتفاق مع نحات فرنسي شهير يدعى "ليوبولد سافين" ليقوم بنحت تمثال للزعيم مصطفى كامل، وأتم النحات الفرنسى العمل بنجاح ونحت التمثال من قطعتين منفصلتين الأولى وهي العليا وتمثل صورة مصطفى كامل مكبرة في ملابسه الرسمية الملكية «الردنجوت» واقفًا وقفة الخطيب الناهض المتحمس، ومستندًا بيده اليسرى على تمثال مصغر لأبي الهول، مشيرًا بسبابته اليمنى، وأرسل التمثال بعد انتهائه إلى مصر لكن الملك فؤاد ملك البلاد فى ذلك الوقت رفض وضعه في أحد الميادين وتم تخزينه.في عام 1940 م تجددت فكرة وضع تمثال مصطفى كامل فى أحد الميادين الشهيرة تخليدًا لذكراه العظيمة وتم طرح الأمر على الملك فاروق ملك البلاد فى ذلك الوقت و كان أكثر تحررا وتفتحًا من والده الملك فؤاد ووافق على وضع التمثال فى أحد الميادين وتم اختيار ميدان "سوارس " ليتم وضع التمثال به كما وفاق أيضا على تحويل أسم الميدان إلى ميدان "مصطفى كامل " تمجيدًا لذكرى الزعيم، وتم تنصيب التمثال فى احتفال شعبى أقيم فى نفس العام ليظل هناك حتى الآن يقف على قاعدة كتب عليها تاريخ ميلاد ووفاه الزعيم مصطفى كامل مع بعض الكلمات الشهيرة له.محمد فريد
تمثال محمد فريد من البرونز، ويقع بالقرب من منطقة عابدين بالقاهرة وأعلى محطة مترو (محمد نجيب) بوسط القاهرة ، يعد إبراهيم باشا من الشخصيات البارزة في بناء الدولة المصرية الحديثة من مواليد القاهرة 1868 وتوفى في 1919، وهو سياسي وحقوقي مصري من أصل تركي، ويعد أول من وضع أساس حركة النقابات، فأنشأ أول نقابة للعمال عام 1909.
حيث كان قائدًا للجيش المصري، قاده إلى فتوحات كبيرة في عهد أبيه محمد علي باشا، وأراد الخديوي إسماعيل تخليد ذكرى والده فكلف النحات الفرنسي الشهير «كوردييه» بعمل تمثال لوالده.
أما عن تمثال محمد فريد فيعد من أشهرها ، وأكبرها حجمًا، وربما أقدمها ، «إبراهيم باشا» ابن محمد علي وهو يمتطي حصانه، ويوجد هذا التمثال في ميدان الأوبرا «الأزبكية سابقا» وأنشئ في عهد الخديوي إسماعيل وافتتح عام 1872 بميدان الأوبرا الملكية
كان الخديوي إسماعيل مهتمًا بإقامة التماثيل للقادة المصريين، وكذلك نصب تماثيل في الميادين ومداخل القاهرة لتزيينها، خاصة أنه كان يسعى إلى جعل مصر «قطعة من أوروبا» على حد تعبيره، ومن هذه التماثيل «أسدا قصر النيل» الموجودانعلى الكوبري الشهير الذي بناه الخديوي إسماعيل عام 1771 ويحمل نفس الاسم، وقام بتصميم وتنفيذ هذه التماثيل الأربعة النحات الفرنسي «جاك مار» وتكلفت 1980 فرنكًا فرنسيًا
ومن أكثر الزعماء الذين توجد لهم تماثيل في الميادين المصرية سعد زغلول، فله تمثال شهير في مدينة الإسكندرية، أما تمثاله الأبرز فيقع في مدخل كوبري قصر النيل في ناحية دار الأوبرا المصرية الجديدة، وهذا التمثال أحد إبداعات النحات المصري العالمي محمود مختار، وصممه بعد وفاة سعد زغلول عام 1927، وهو مصنوع من البرونز وموضوع على قاعدة من الجرانيت الصلب ، وقد صاغه الفنان منصور فرج والذى في مدرسة الفنون والزخارف المصرية قسم النحت، (كلية الفنون التطبيقية حاليًا) في عام 1930.ابراهيم باشا
يقع تمثال إبراهيم باشا في ميدان الأوبرا بوسط القاهرة منذ عام 1872، أثناء عهد الخديو إسماعيل، الذي كلف الفنان الفرنسى «كوردييه» بصنع تمثال لأبيه إبراهيم، تم وضع التمثال أولا في ميدان العتبه الخضراء، لكنه نقل بعد ذلك إلى مكانه الحالي.
وصنع كوردييه لوحتان لوضعهما على قاعدة التمثال الرخامية وكانت اللوحتان تحكيان عن معارك بين مصر وتركيا، إلا أن تركيا تدخلت ورفضت وضع اللوحتين لأنهما تمثلان هزيمتها أمام الجيوش المصرية، وبالفعل سافر كوردييه إلى فرنسا ومعه اللوحتان.
وفي عام 1948 قررت الحكومة المصرية في إطار احتفالها بمرور 100 سنة على وفاة إبراهيم باشا، وضع اللوحتين، وحاولت التواصل مع حفيد كوردييه لإيجاد اللوحات، إلا أن تلك المحاولة فشلت، فقام الفنانان المصريان أحمد عثمان ومنصور فرج في صنع لوحتين شبيهتين بلوحتي كورديه، وهما الموجودتان حاليا على جانبي التمثال.