ما نشهده ونسمعه في أيامنا هذه يؤكد بالدليل القاطع أننا أصبحنا فعلا بلد بتاعة إشاعات بصحيح، بصوت الفنان عادل إمام في بداياته الفنية والمسرحية في إحدى مسرحيات الراحل الكبير فؤاد المهندس .. مصر فعلا تعج بمئات بل بآلاف الإشاعات منها طبعا إشاعات مُغرضة تطلقها كتائب تابعة للإخوان ومن يدعمها من أجهزة مخابرات لا تريد الخير لمصر ولا تريد لها الاستقرار والتنمية ولا الأمن والأمان ولا تريد لها خيرا ..
صحيح أن النتيجة في النهاية أنه لا يصح إلا الصحيح ولكن كثرة الزن على الودان أقوى من السحر للأسف الشديد في بعض الاحيان خاصة فيما يتعلق الأمر بالاستثمار الجبان مثل السياحة.. وندعو الله أن يحمي مصر من شرهم وشر شائعاتهم .. ولكن واقع الأمر أن عشرات بل مئات وآلاف الشائعات تتردد عبر منصات التواصل الاجتماعى بشكل يومى حيث يكفى أن تطلق تدوينة على هذا الموقع أو ذاك حتى تنتشر بسرعة البرق بين عدد لا حصر له من الناس فإذا كان الأمر متعلقا بأمور شخصية وعائلية قد تتفكك وتنهار روابط أسرية بسببها، ولكن الأمر الأصعب أن يتعلق مصير اقتصادات دول والمستقبل السياسى لبعض دوائر السلطة فى هذه البلدان، بشائعات يمكن أن تتسبب فى هبوط فى أسهم البورصات العالمية وتأجيج المواطنين وشحنهم لإثارة الفوضى وافتعال العنف أحيانًا والسوشيال ميديا، كانت ومازالت فخا كبيرا يتصيد المواطنين ووسائل الإعلام على حد سواء كطعم سهل يساعد فى الترويج للشائعات ورغم أن هذا الأمر لا يصدقه كثيرون ويعتبرونه محاولة لتقليل أهمية مواقع التواصل الاجتماعى فى تداول المعلومات .
وما دفعني لكتابة هذه السطور أن شابا مصريا أثبت حقيقة الكوارث التى يمكن أن تتسبب فيها منصات التواصل الاجتماعى، بسبب سرعة ترويج الشائعات عبرها ، لديه حساب على تويتر اسمه خالد عنخ امون الاول وقرر انه يسلط الضوء على استغلال عناصر جماعة الاخوان الارهابية لمنصات التواصل الاجتماعي من أجل ترويج الشائعات الهدامة واللي هدفها اثارة البلبلة بين المصريين وكمان لتحذير وسائل الاعلام من الانسياق وراء المعلومات غير الموثقة عبر تويتر وغيره ..
الحكاية باختصار وكما يرويها الشاب في تغريدة على تويتر وقال " زهقت من شائعات الاخوان والثورجية اللي همهم هدم البلد وكل يوم اشاعة شكل والناس بتصدق وتنقل وينتشر الخبر وكمان مواقع محترمة وبرامج محترمة بتنشر الكلام ده على انه من مصدر موثوق وصحفيين بياخدوا الاشاعة كوبي بيست على انهم مصدر المعلومة".
للأسف كلامه صحيح فهو أطلق اشاعة بأن والده المتوفي من 11 سنة واسمه محمد وجيه عبد العزيز مرشح قوي لوزارة النقل والمواصلات .. على انه الدكتور المهندس والخبير الدولي في النقل في فرنسا والسويد وغيره .. وعنها وانتشرت الشائعة بقوة وأصبحت خبرا يتم تداوله في المواقع والبرامج فعلا .. أطلق التغريدة او الشائعة وتركها على تويتر لمدة كام ساعة ثم حذفها .. ووقعنا في الفخ .. وصارت الشائعة تتردد بقوة وعلى لسان أكثر من اعلامي وصحفي مخضرم .. ثم خرج الشاب مصححا ومحذرا فقال : "الكارثة فين؟.. إن دى تويتة من تأليفى وإن محمد وجيه عبد العزيز، يبقى الله يرحمه أبويا اللى توفى من 11 سنة، وماكانش مهندس ولا خبير سكك حديد"، حبيت أثبت لكل الناس إن تويتر مركز قوى للإشاعات والسوشيال ميديا، ما هى إلا حاجة ممكن تخرب بيوت وبلاد وشعوب، أرجوكم لا تنساقوا وراء أى إشاعة ممكن تخرب حياتنا والإخوان متخصصين شائعات، لأننا تربة خصبة لأى إشاعة وبيخربوا عقول الناس بالشائعات، وأخيرًا لكم تكملة الكارثة بالإثباتات".
أما التويتة التى كتبها خالد، لكشف كذب وخداع السوشيال ميديا، فكان نصها "تعيين الدكتور مهندس محمد وجيه عبد العزيز وزيرًا للنقل والمواصلات، وحلف اليمين بعد غد، هو صاحب إنشاء جميع محطات وأنفاق السكك الحديدية المطورة بفرنسا، وصاحب الطفرة فى السكك الحديدية التى حدثت بالسويد على مدار 18 سنة الماضية، حاصل على الأوسمة العليا من فرنسا فى السكك الحديدية.. ربنا يوفقه" وأخيرا أضم صوتي لصوت الشاب خالد توت عنخ امون .. أرجوكم لا تنساقوا وراء أي شائعة ممكن ان تخرب بيوت وتزعزع استقرار دول .. والله المستعان.