قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أردوغان من سوريا نحو أفريقيا

محمد أرسلان
محمد أرسلان
×

بعدما فشلت سياسات أردوغان في سوريا على مرَّ السنوات الثماني التي رأينا وعشنا فيها كيفية التدخل المباشر لأردوغان بكل امكانياته وأدواته من مرتزقة محليين أو اقليميين وكذلك دوليين، من أجل نشر الخراب والدمار في سوريا وضرب أي مشروع فكري نهضوي وتنفيذ أوهامه في بعث الخلافة العثمانية من جديد. كل ذلك ذهب أدراج الرياح ولم يحصد أردوغان من أوهامه تلك سوى الخيبة والفشل وضجيج الخطوط الحُمر التي كان يعلنها بين الفينة والأخرى. والآن ونحن على أعتاب إعلان هزيمة داعش في أخر جغرافية له على يد قوات سوريا الديمقراطية وبمساندة قوات التحالف. يمكننا القول أن الذي هُزم ليس داعش فقط، بل المهزوم الحقيقي هو أردوغان الذي اعتمد على كل العصابات المرتزقة لتنفيذ أوهامه التي لم تتخطَ أرنبة أذنيه.

داعش يلفظ أنفاسه الأخيرة بشكله العلني والميداني ولكنه سيبقى متواجدًا فكريًا ومجتمعيًا وثقافيًا ما دام أردوغان متربعًا على سلطته يأمر أيتامه من المرتزقة بأن يصمدوا لبعض حين حتى يتم استغلالهم واستثمارهم لآخر لحظة. أو لربما ينقلهم لجغرافيا أخرى ويتمموا مهامهم هناك وينجحوا فيما فشلوا فيه في سوريا.

عين الدجال أردوغان على افريقيا كما على كل المنطقة وأنه ما زال متوهمًا أنَّ بمقدوره الاستمرار في نازيته وتخريب وهدم المنطقة فقط من أجل استرجاع الخلافة العثمانية من جديد ولو ليوم واحد وبعدها ليكون الطوفان. قام قبل فترة أردوغان بزيارة للسودان وتونس وغيرها من الدول الافريقية وكأنه يقول بالرغم من انشغالي بسوريا إلا أنَّ عيني وقلبي عليكم وسوف أعود يومًا ما وأعيث فسادًا وخرابًا كما سوريا والعراق.

عمليات نقل الأسلحة من تركيا إلى ليبيا والتي تم الكشف عنها مؤخرًا يمكن اعتبارها ما ظهر من جبل الجليد المخفي أصلًا. إذ، أن تركيا لم تتوانَ يومًا عن القيام بنقل الأسلحة والارهابيين من والى ليبيا واسطنبول. وربما ما تم معرفته أقل بكثير مما قام به أردوغان في نقل الأسلحة والارهابيين إلى ليبيا على مرّ السنوات الماضية.

وأن ما يقوم به الارهابيين الآن في ليبيا لا يختلف كثيرًا عمَّا كان يقوم به اخوانهم من نفس العقيدة في سوريا والعراق. وأنَّ جعل ليبيا هي منطقة جمع وتجميع العتاد والارهابيين ومن ثم نقليهم إلى دول الجوار، هو ما يهدف إليه أردوغان لنشر الخراب في القارة السمراء وكأن ما تعيشه هذه القارة من جوع وتهجير وفساد لا يكفيها، ويأتي أردوغان وينشر السلاح بينهم ليزدادوا توحشًا وقتلًا عَّما كانوا فيه مسبقًا.

العمليات الارهابية التي تمت مؤخرًا في مصر لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة ما دام أردوغان هو خليفة المسلمين بالنسبة للقطيع الارهابي الذي ما زال يؤمن على أن أردوغان هو من سيحرر فلسطين. متناسين أو مستحمرين ذاتهم أولًا ويسعون لخداع الآخرين أن عقيدة الاخوان المسلمين هي الحل لكل ما نعيشه من تخلف وبربرية، لكن تبقى الحقيقة التي يتعامون عنها وهي أن أردوغان تركيا هو المسؤول الأول عن حماية أمن اسرائيل ووجودها والدفاع عنها من أي عدوان تتعرض له.

لم يسلم أحد من أردوغان تركيا لا الكرد ولا العرب ولا الأرمن ولا السريان – الآشور والدول أيضًا لم تسلم من غيَّه وظلمه إن كانت سوريا والعراق في المشرق، ولن تسلم منه افريقيا دولًا وشعوبًا من نازية أردوغان الذي يسير على درب هتلر ويقلده في كل شيء لبناء امبراطوريته الوهمية غير الموجودة سوى في عقلية "المرياع" أردوغان والقطيع الذي يسير خلفه من الارهابيين والمرتزقة والفاشيين مهما كانت جنسيتهم أو قوميتهم.

مع ادراكنا بشكل جيد أنَّ المرياع أردوغان ليس سوى أداة بيد قوى الحداثة الرأسمالية وهو المعتمد الرئيس والمتعهد لمشروع الشرق الأوسط الجديد والكبير. إلا أنَّ مهمة عرقلته ووضع حدٍ له لن تكون مسؤولية طرف بحد ذاته فقط، بل هي مسؤولية الجميع من دول وشعوب المنطقة المؤمنة بالعمل الجمعي فقط. ولا يمكن القضاء على هذا اللوثايان المعاصر سوى بتكاتف الجميع في المنطقة والعمل سوية بعيدًا عن الأنانية والاقصائية المشرقية والاستشراقية التي عملت فينا الاغتراب عن الذات بكل نواحيها.

الكرد إن كانوا في شمالي كردستان من حزب العمال الكردستاني أو في روج آفا هم رأس الحربة في محاربة أردوغان والقضاء على أوهامه النازية العثمانية الجديدة ومرتزقتهم، لكن على الجميع ألا يبقوا متفرجين عمَّا سيؤول إليه المبارزة، لأن الكل ضحية هذا التوحش الاردوغاني الذي هو الابن الشرعي للحداثة الرأسمالية في المنطقة وهو التعبير الحقيقي لتوحش الرأسمالية الجشعة الناهبة لخيرات الشعوب، مثلما كان عليه هتلر في منتصف القرن العشرين والذي أشعل الحرب العالمية الثانية، كذلك أردوغان الذي يسير على درب هتلر سيكون السبب في اشعال الحرب العالمية الثالثة والتي ستحرقه أولًا كما أحرقت نيران الحرب العالمية الثانية هتلر.

وللخروج بأقل الخسائر من هذه الحرب التي ستعصف بالكل، ينبغي على الجميع أن يتكاتفوا ويعاضدوا بعضهم البعض من شمال جغرافية المشرق من ميزوبوتاميا وحتى الجنوب. حينها يمكن القضاء على أردوغان ومشاريعه التخريبية في المنطقة.