في حياة مليئة بالصراعات، والعنف، والانتقادات، عاشت حنان الطويل، أو “طارق”، قبل تحولها جنسيًا إلى امرأة، وانتهت حياتها في مستشفى المجانين، دون معرفة السبب الحقيقي هل هو الانتحار أم الصدمات الكهربائية، أم مجرد أزمة قلبية أنهت معاناتها، واليوم "صدى البلد" تحيى ذكرى ميلادها.
لم يستطع “طارق” المولود في 12 فبراير 1966، التأقلم مع ملامح جسده الذكورية فهو يشعر من داخله بأنه أنثى، يحب التبرج ووضع مساحيق التجميل، ويرى نفسه في نجمات الأفلام الاستعراضية، ويفضل التصرف كامرأة، فقرر خلال رحلات سفره الكثيرة للدول العربية، أن يجري عملية في إحداها ليتحول إلى حنان الطويل.
عادت “الطويل” بشكلها الجديد لأسرتها التي احتضنتها ولم تغضب من قرارها، لعله بسبب معرفتهم بمعاناتها الطويلة في إنكار جسدها كرجل، بالرغم من الهجوم العنيف الذي تعرضت له من المحيطين بها، ولكنها قررت خوض الحياة دون الالتفات لأحد، فبدأت تحقيق حلمها بانضمامها لإحدى فرق الفنون الاستعراضية، الذي أهلها العمل بها للالتحاق بنقابة المهن الموسيقية، بعد نجاحها في كافة تجارب الأداء، بسبب مساحة صوتها الواسعة التي استطاعت تسخيره في أداء كل الطبقات.
ظهرت حنان للمرة الأولى على شاشة السينما عام 1999، في مشهد وحيد في فيلم “عبود على الحدود”، كإحدى زبائن “الكوافير”، التي أحرق شعرها الفنان أحمد حلمي، ليلتفت لها المخرج شريف عرفة الذي رشحها لفيلم “الناظر”، عام 2000 لتؤدي واحدا من أشهر أدوارها -“ميس انشراح”- الذي عرفها الجمهور من خلاله بشكل أكبر.
لم تسلم حنان من مضايقات المحيطين بها؛ بسبب عملية تحولها لأنثى، حتى وصل الحال ببعضهم إلى تقديم بلاغات كاذبة للشرطة، كما وجهوا لها عبارات قاسية من السخرية والانتقاد، إلى أن وصل الأمر بأخذها بالقوة إلى مستشفى العباسية للأمراض العقلية، التي توفت فيها إثر أزمة قلبية كما قيل في بعض الروايات.
اختلفت الأقاويل في السبب الحقيقي لوفاة الطويل، فأرجعته إحداها للانتحار، بسبب الاكتئاب الذي أصابها، والذي يصيب المتحولين جنسيًا بشكل كبير، فيما قال البعض أنه بسبب صدمات الكهرباء المستخدمة في علاجها، ما تسبب لها في شلل في المخ، أما الرواية الأكثر انتشارًا فهي موتها بشكل طبيعي إثر أزمة نفسية.