طريق "القاهرة - كيب تاون" شريان جديد، يعيد الحياة بين مصر وأفريقيا، حيث يهدف إلى ربط مصر بالبلدان الأفريقية، وزيادة حركة التجارة مع دول القارة السمراء من خلال الوصول بطريق بري إلى قلب عاصمة جنوب أفريقيا.
"الإسراع للانتهاء من طريق القاهرة – كيب تاون، لتوسيع حركة التجارة بين البلدان الأفريقية".. هكذا أوصى الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال منتدى أفريقيا 2018، الذي استضافته مدينة شرم الشيخ خلال الأيام الماضية.
تنشيط حركة التجارة
"القاهرة - كيب تاون" يمثل أحد أهم المشروعات التنموية التي أعلنت عنها الحكومة المصرية في يونيو 2015، بهدف تنشيط حركة التجارة مع البلدان الأفريقية، ويعد أطول طريق بري يربط بين شمال أفريقيا وجنوبها، حيث سيصل طوله إلى ما يقرب من 9700 كيلو متر، وسيمر بـ9 دول أفريقية هي مصر والسودان وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوي والجابون وصولا في نهاية المطاف إلى "كيب تاون"، عاصمة جنوب أفريقيا.
وأعلنت الحكومة المصرية في وقت سابق أن فكرة المشروع تعتمد على تسهيل نقل البضائع بريا بين دول أفريقيا، حيث يتمكن المستثمر من نقل بضاعته لأي دول من الدول الـ9 التي يمر بها الطريق في زمن قياسي لا يزيد على 4 أيام، ويعد ذلك أسهل وأسرع من نقل البضائع عبر البحر، والتي تتطلب شهورا لنقلها.
خلق مجتمعات عمرانية جديدة
"سيساهم في خلق مجتمعات عمرانية جديدة، وتنمية الصادرات إلى دول أفريقيا".. كلمات عبر بها اللواء عادل ترك، رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري، عن أهمية المشروع القومي طريق "القاهرة- كيب تاون"، مضيفا: "سيمكننا المشروع من ربط شبكة الطرق شرق وغرب النيل، وذلك من خلال إنشاء 10 محاور على النيل، هذا بالإضافة إلى ربط الصادرات الخاصة بمصر بالبر، ما يساهم في تنشيط حركة التجارة مع أفريقيا، من خلال المنافذ التي ستنشأ بينا وبين السودان، الأمر الذي سيؤدي إلى تنمية الصادرات بين مصر دول أفريقيا".
وكشف "ترك" لـ"صدى البلد"، عن آخر تطورات المشروع العملاق قائلا: "المشروع سيتم تنفيذه على 4 مراحل، المرحلة الأولى منه ستبدأ من القاهرة وتصل إلى المنيا، وبدأنا فعليا في هذه المرحلة وسننتهي منها في غضون عام على أقصى تقدير"، مشيرا إلى أن المرحلة الثانية ستنطلق خلال 6 أشهر وستبدأ من المنيا إلى أسيوط، بينما المرحلة الثالثة من المشروع ستبد من أسيوط وتصل إلى قنا، أما المرحلة الرابعة والأخيرة فستبدأ من قنا وستصل إلى أرقين الواقعة على الحدود مع دولة السودان"، وهذا هو الجزء المنوطة مصر بتنفيذه في المشروع، مؤكدا أنه بالتوازي ستعمل باقي الدول على الانتهاء من تنفيذ الأجزاء الخاصة بها في المشروع.
قرب انتهاء المرحلة الأولى
وأضاف "ترك": "قربنا على الانتهاء من المرحلة الأولى في المشروع، والتي ستنتهي خلال عام على أقصى تقدير، وتم فيها رفع كفاءة وإنشاء حارات جديدة لطريق الصعيد الغربي، والطريق فيها يتكون من 6 حارات ذهابا، و6 عودة، وبلغت التكلفة الإجمالية 7 مليارات جنيه".
وتابع: "المرحلة الثانية للمشروع ستنطلق خلال 6 أشهر، وستبدأ من المنيا إلى أسيوط، وستكون أيضا عبارة عن 6 حارات ذهاب، ومثلها عودة"، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من ازدواج بين محافظتي قنا وسوهاج، وتتم الآن دراسة ازدواج طريق بين "قنا والأقصر" حتى أسوان، مؤكدا الانتهاء من طريق "أسوان - أرقين" الواقع على حدود مصر مع السودان.
مباحثات الآن مع الجانب السوداني
وكشف رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري عن وجود مباحثات الآن مع الجانب السوداني للانتهاء من دراسة لتوصيل الطريق من "أرقين" إلى "الخرطوم"، ومن ثم يبدأ الجانب السوداني في تنفيذ الجزء الخاص به في هذا المشروع.
وقال: "هناك رؤية لدى القيادة السياسية حول هذا المشروع الضخم، تهدف إلى الربط مع أفريقيا من خلال هذا المشروع، وتنفيذ مشروع الدكتور فاروق الباز، والتي سيتم من خلالها إنشاء محور تنمية غرب النيل، وهو ما سيحققه هذا المشروع من خلاله إنشاء طرق جديدة، ورفع كفاءة أخرى سيكون من شأنها خلق نمو عمراني واقتصادي غرب النيل".