- قانون إكثار الملكيات أقره فاروق لنجدة المعدمين من شبح الفقر
- فاروق سبق عبدالناصر في توزيع الأراضي على الفلاحين المعدمين
- 600 فلاح بكفر سعد استفاد بـ5 افدنة وبقرة وبيت
- فاروق زار دمياط وبات في استراحته كفر سعد بعد توزيع الأراضي على المعدمين
كان لفلاحي كفر سعد بمحافظة دمياط، نصيبا كبيرا فيما أطلق عليها قديما "تورتة فاروق" حيث عام 1948 بدأ الملك فاروق مشروع الإكثار من الملكيات الصغيرة أو كما يطلق عليه حديثا الاستصلاح الزراعى ، حيث قام الملك بتوزيع الأرض على الفلاحين فى قرية كفر سعد بدمياط حيث أُعطيت كل أسرة خمسة أفدنة من أراضي الدولة المستصلحة دون المساس بحقوق وملكيات ملاك الأراضى الآخرين وكان عدد الأسر 600 أسرة.
كما قام بتوزيع بقرة زمنزل مكون من طابقين على كل أسرة ، شرط أن يتوافر فيه صفات محددة للحفاظ على خصوبة التربة ومعدل إنتاجها وتم إصدار عملة بهذه المناسبة الوطنية،و بعد قيام ثورة يوليو 1952 تحول هذا المشروع إلى قانون الإصلاح الزراعى المعروف الآن ولكن احقاقا لحق كما تشير بعض الحقائق التاريخية ان فاروق سبق عبدالناصر في توزيع الأفدنة الزراعية على الفلاحين، فمشروع توزيع الأراضي على صغار الفلاحين أول محاولة عملية ناطقة لتحقيق العدالة الاجتماعية .
بتوزيع الأفدنة على الأسر المعدمة بكفر سعد أعاد الحياة من جديد لمئات الاسر التى اوشكت على الانهيار فجميعهم كانوا يواجهون شبح الفقر ويعانون من انعدام أساسيات المعيشة.
وزار فاروق كفرسعد للمرة الأولى لتوزيع صكوك الافدنة على الفلاحين وحضر المزارعون الفقراء بعائلاتهم إلى كفر سعد، وجلس الرجال منهم في السرادق الملكي في الصفوف الخلفية، وكانت هذه أول مرة في تاريخ البلاد يسمح فيها لهؤلاء المعدمين بالوجود في الحضرة الملكية.
وقرر القانون توزيع الأراضي على صغار الفلاحين بواقع (من 2 إلى 5 أفدنة) على أن يسددوا ثمن هذه الأراضي على أقساط لمدة ثلاثين عاما وبفائدة 3% سنويا، يضاف إليها 1.5% من الثمن الكلي للأرض؛ وفاء للموجودات التي كانت على الأرض.
وشمل "مشروع إكثار الملكيات" فلاحى القرى التى سميت بأسماء أبناء أسرة محمد على، مثل «الإبراهيمية» نسبة للوالى إبراهيم باشا، و«السعيدية» نسبة للوالى محمد سعيد باشا، و«التوفيقية» نسبة للخديو توفيق، و«العباسية» نسبة للخديو عباس، و«الإسماعيلية» نسبة للخديو إسماعيل، فى الوقت نفسه أطلق أهالى القرى المجاورة على هذه القرى «أرض المعدمين».وحتى الان يطلق على هذة القري بمركز كفرسعد بمحافظة دمياط بانها قري المعدومين.
التقت "صدى البلد" بأحد أبناء الفلاحين الذى استفادوا من مشروع الاستصلاح الزراعى " وهوعطية السيد عطية على السيد حريز، 57 عاما، من قرية «العباسية» التابعة لمركز كفر سعد فى دمياط، يقول ان والدة كان من ضمن الفلاحين الذين تم توزيع 5 أفدنة وبقرة منزل مكون من طابقين ووالده ايضا فاز بمبلغ 50 جنية سلمها له الملك فاروق بنفسه عند زيارته لكفر سعد .
وأشار إلى أن والده قد حكى له أن الملك فاروق أمر أحد مرافقيه بإجراء قرعة، لمنح هدية 50 جنيها من الملك، لـ3 ممن فازوا بالأراضى، وكان والده هو أحد الفائزين.
وأضاف بان تم بناء استراحة خاصة للملك فاروق والتى بنيت له خصيصا فى قرية كفر يوسف، التى تبعد عن قرية السعدية التى كان بها السرادق الملكى بأكثر من 10 كيلو متراتواصر فاروق ان يسير بين الاراضي الزراعية حتى يصل الى استراحته، وقبل وصوله إلى الاستراحة صلى فى مسجد قرية «السعيدية» القبلية وكان الفلاحين يسيرو خلفة.
وأضاف أن ثُلث من حصلوا على الأراضى كانوا معدمين، من بينهم «القرداتى» و«الحلاق» و«الفقى» و«الغجرى»، لذلك أطلقوا عليها «أرض المعدمين»، لأن المشروع كان مخصصا لكل من لا يمتلك أرضا، وبعدها بفترة باع كل من لا يعمل فى الفلاحة هذه الأرض.
وقال إن من كان يزرع الأرض كان يحصل على «جوال أرز» كل شهر، بالإضافة إلى راتبه «8 صاغ شهريا»، أثناء استصلاح الأرض، التى تسلمناها غير مستصلحة، وعينت الدولة مهندسين زراعيين، كل مهنم يشرف على 10 فلاحين.
وانتقد إهمال الحكومة لاستراحة الملك فاروق فى دمياط "حالها أصبح مثل حال الفلاح، لا تسر عدوا ولا حبيبا، لم تعد قصرا ولا استراحة، ويسمونها عربخانة، ومن يوم رحيل الملك، لم يعد أحد يهتم بها.