قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

18 ساعة على كرسي الحكومة.. قصة رئيس وزراء كتبت ثورة 23 يوليو نهايته

أحمد نجيب الهلالي باشا رئيس وزراء مصر السابق
أحمد نجيب الهلالي باشا رئيس وزراء مصر السابق
×

لم يخطر على باله أنه لن يهنأ بمنصب رئيس وزراء مصر فى هذه الفترة، حيث كتبت ثورة 23 يوليو نهايته فى العمل السياسى، إنه أحمد نجيب الهلالي، رئيس آخر حكومة مصرية في عهد الملكية، وأحد رجال السياسة والقضاء البارزين في هذا العصر.

وزير للمعارف
كانت أولى المناصب الوزارية التى تولاها في 15 نوفمبر 1934، وزارة المعارف العمومية، وكانت في وزارة توفيق نسيم والتي أيدها حزب الوفد وأعادت دستور 1923، وكان فصلًا من أهم فصول حياته العامرة رغم أنه تولى رئاسة الوزارة فيما بعد مرتين، حيث وضع سياسة ديمقراطية التعليم وأتاح الفرصة بقدر ما يستطيع لكل من يريد أن يتعلم، وكانت سياسته هي الأساس الذي جعل طه حسين عندما تولى نفس الوزارة فيما بعد يقول إن التعليم كالماء والهواء من حق أي مواطن.

مجانية التعليم الابتدائي
دافع عن قضية التعليم بكل ما لديه حينما تولى منصب وزير المعارف، حيث انضم إلى حزب الوفد وأعيد وزيرا للمعارف عام 1937 قبل سقوط الوزارة، وفي فبراير 1942 عاد للمرة الثالثة وزيرا للمعارف وأقر مجانية التعليم الابتدائي التي نادى بها طه حسين، المستشار الفني لوزارة المعارف في ذلك الوقت، وتولى وزارة التجارة والصناعة مرة واحدة، لكنه خلف في التعليم أثرًا مهمًا، خاصة أن الاحتلال البريطاني لمصر كان يسيطر على التعليم ويريد له أن يكون عونًا في استمرار الاحتلال.

التطهير قبل التحرير
كان له مواقفه المشهودة من الفساد، حيث كان من المحاربين له بكل قوة، رافعا شعار التطهير قبل التحرير، حيث رأى أن الفساد السياسي والمالي أفظع السلبيات، وأنه لابد من تطهير الجهاز الحكومي من المفسدين والمنحرفين، وكان هذا همه الأكبر مما جعله يصطدم بقوى مختلفة، لكن الصدام الأكبر كان مع زملائه في حزب الوفد.

وفي يناير 1950، رفض الهلالي الاشتراك في الوزارة الوفدية، إلا أنه في صيف 1951 ظهرت له اتصالات ببعض رجال السراي والإنجليز ثم خرج عن عزلته بعد إلغاء معاهدة 1936 بتصريح هاجم فيه الوزارة فقرر الوفد فصله من الحزب.

حل البرلمان
كانت له مواقفه السياسية القوية حينما تولى رئاسة الوزراء فى مارس 1952، حيث شن هجوما على الوفد واعتقل جمعا من العناصر الوطنية وحل البرلمان وأعلن الأحكام العرفية وفرض الرقابة على الصحف، وعين في عهده محمد عبد الرؤوف أفندي محمد فخر الدين محمد سري، المعروف برؤوف أفندي، مديرا لمكتبه لكنه اقصاه بعد أن ترك الوزارة لأن رؤوف أفندي كان سيئ السمعة.

وعندما تولى رئاسة الوزارة في مارس 1952 كانت البلاد تغلي بتيارات مختلفة وأعاصير عنيفة، لكنه ركز جهده على التطهير وكان مستحيلًا أن يحقق هدفه في نظام استشرى فيه الفساد، وسرعان ما خرج من الوزارة، لكنه عاد إليها في يوم 22 يوليو 1952 والبلاد تغلي.

اعتزال العمل السياسى
وما كاد يدخل مقر الرئاسة حتى قامت ثورة يوليو، وفي يوم 24 يوليو قدم استقالته أي بعد نحو يوم من توليه، حيث تولى رئاسة الحكومة المصرية من 22 يوليو عام 1952 حتى 23 يوليو عام 1952 لمدة يوم واحد، ثم استقال بعد 18 ساعة فقط لقيام ثورة 23 يوليو.

بعد الثورة اعتزل السياسة حتى توفي في ديسمبر 1958، وخلف وراءه نجله أحمد نبيل الهلالي، الذي سار على دربه في دراسة القانون والعمل بالمحاماة والعمل السياسي.