قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حكاية حسن الإمام والشيخ أبو العينين شعيشع.. سكان السطوح ضحك عليهم هندي مزيف.. نوستالجيا

المخرج الراحل حسن الإمام
المخرج الراحل حسن الإمام
×

كان المخرج الراحل حسن الإمام في بداية حياته رجلا بسيطا، يسكن في فندق من الدرجة الرابعة بشارع محمد علي، وكانت غرفة الإمام واحدة من أربع حجرات فوق السطوح، وكانت الحجرات الثلاث الباقية واحدة للشيخ أبو العينين شعيشع مع أخيه الشيخ أحمد، وكانا حديثا العهد في القاهرة وكان حلم شعيشع أن يصبح مقرئا، وكان في الحجرة الثانية طالب طب أصبح بعدها بفترة طبيبا مشهورا، وفي الحجرة الثالثة رجل هندي يجيد اللغة الإنجليزية وكلما أثار أحدهم غضبه كان يشتم الجميع بكلامه الذي لم يفهمه أحد.

وصف المخرج الراحل حسن الإمام، الذي يحل اليوم ذكرى وفاته الـ 31، حياته البسيطة في مقال له في مجلة الكواكب عام 1956، قائلا : "كانت الحياة فوق هذا السطح الخالد غريبة وممتعة.. فنحن أربعة من الخلق جمعتنا هذه الحجرات المتقاربة رغم ما بيننا من فوارق في الميول والإتجاهات والمشارب.هذه الميول التي كنت تستطيع أن تعرفها ما إذا فتحت الحجرات الأربع فجأة لترى ما يدور فيها".

كانت حياتهم على السطوح مستقلة عن كل شئ، فكان هناك مناسبات كثيرة يجتمعوا فيها الأربعة، ويتبادلوا الحديث، كالأعياد، والغارات العنيفة التي يقذف فيها الألمان فوق القاهرة عشرات القنابل، وكانت أنباء هذه الغارات تشغلهم فكانوا يقضون الساعات في الحديث عنها وعن ضحاياها.

وكانت دائما ما تدور بينهم الأحاديث دون أن يشترك فيها الهندي الذي لا يفهم أحد لكنته الغريبة، وحدث ذات ليلة إطلاق صفارات الإنذار، وكان الشخص الهندي في حجرته، وكانت هذه أول مرة تطلق فيها صفارات الإنذار وهو معهم، فخرج من غرفته يجري وهو يرتدي ملابسه الداخلية فقط، وجرى خلفه الشبان الثلاثة.

تكدسوا في الظلام، وانكشفت حقيقة هذا الرجل الهندي، حيث بدأ أحدهم يتلو آيات قرآنية ليخفف بها فزعهم، وكان يصيح في هيستريا بين كل سورة وأخرى : "احفظنا يا حي يا قيوم"، كان يتلو القرآن بلهجة أستاذ في الفقه، وضليع في اللغة، وكان الشخص الذي يقرا القرآن يستند على حسن الإمام فظن أنه الشيخ أبو العينين، وأطلقت صفارة الأمان فجأة، وأشعل الإمام عود ثقاب ليرى جاره، فوجده الشخص الهندي،، فصاح بلا وعي "هو أنت !"، وصاح الإمام مندهشا : "هو انت !".

عادوا إلى البيت وجميعهم يتحدثون باللغة العربية، واعترف له الرجل أنه من بني سويف، وضاقت به سبل العيش في بلده فآثر أن يقيم في القاهرة وتظاهر بأنه هندي، وتعلم بعض أسرار علم الكف من بعض الكتب، وراجت تجارته لما اختار الفنادق الكبرى ليخدع بمظهره السائحين فيها.

وقال الإمام عن هذا الموقف:"كان يعزف عن الناس لأنه كان يخشى أن ينفعل فيضطر للحديث باللغة العربية فينكشف أمره، بدليل أنه اانفعل ليلة الغارة فانكشف أمره للإمام"، وتوسل الرجل الهندي إلى الإمام ألا يبوح بسره، وتظاهر بأنه مسرور لأنه أطلع الإمام على سره، مع أنه ما فعل ذلك إلا بسبب غارة الألمان المخيفة.