- مدير عام الإذاعات الموجهة إلى أفريقيا خلال حواره لـ "صدى البلد":
- نحتاج لعودة بث "7" إذاعات متوقفة وإحلال وتجديد أجهزة البث
- لدينا طاقم إعلامي يتحدث خمس لغات أفريقية بمثابة أمم متحدة متحركة
- نحن أكبر داعم لوزارة الخارجية فى تحركاتها الأفريقية
- مناحم بيجن طلب من السادات تخفيف حدة الإذاعات الموجهة بسبب قوة تأثيرها فى المنطقة
لم يكن اهتمام مصر بالقارة السمراء قاصرا على الدعم السياسى والاقتصادى فقط، وإنما امتد ليشمل المجال الإعلامي، حيث اهتمت مصر بإطلاق الإذاعات الموجهة إلى أفريقيا، وهى كثيرة، وذلك بهدف إحداث حالة من التأكيد على سياسة مصر الخارجية تجاه دول القارة، وإحداث حالة من التواصل والتكامل فيما بينها.
وفى ضوء تولى مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2019 وفوزها بتنظيم بطولة الأمم الأفريقية لنفس العام، فان السياسة المصرية تواصل اهتمامها بالقارة الأفريقية لتعيد أمجاد مصر فى احتضان مشاكل وهموم القارة، لذلك كان لزامًا عليها الاهتمام بهذه القارة إعلاميًا.
"صدى البلد" التقى حازم عبد الوهاب، مدير عام الإذاعات الموجهة إلى أفريقيا، للتحدث عن استعدادات الإذاعات الموجهة إلى تغطية هذه الأحداث الهامة، ودورها فى لعب دور القوى الناعمة للتقارب مع أفريقيا، وإلى نص الحوار..
كم عدد الإذاعات المصرية الموجهة لأفريقيا؟
عدد الإذاعات الموجهه لأفريقيا 10 محطات تتحدث بـ9 لغات، منها 3 لغات عامة وهي العربية والإنجليزية والفرنسية، و6 لغات أفريقية منها 4 لغات لمنطقة شرق ووسط أفريقيا، وكان علينا التحدث باللغات الأفريقية حتى نصل إليهم، لذلك الإذاعات الموجهة تتحدث باللغة السواحلية المنتشرة في دول الشرق الأفريقي وحوض النيل، واللغة الأمهرية التي تخاطب إثيوبيا وجزءا من إريتريا، واللغة الصومالية في منطقة القرن الأفريقي، والعفرية في جيبوتي، ولغة الهوسا التي تخاطب نيجيريا وغانا، واللغة الفولانية وتخاطب الكاميرون والسنغال.
هل يصل صوت الإذاعات الموجهة لدول أفريقيا حتى الآن؟
بالطبع، ونحاول قدر الإمكان توسيع سبل التواصل مع الجمهور الأفريقي، من خلال عمل صفحات خاصة بكل لغة على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى رفع البث على الموقع الخاص بالهيئة الوطنية للإعلام، ذلك بجانب القمرين العرب سات والنيل سات، وإذاعات الموجات القصيرة، كما تم توقيع اتفاقيات مع الإذاعات فى الدول الأفريقية، على رأسها دولة بوروندى، ونحن بصدد تفعيل هذه الاتفاقية لأن كل ما يهمنا فى الأساس هو التفاعل مع الجمهور الأفريقي.
ما الذي تحتاجه الإذاعات الموجهة لأفريقيا لعودة بثها بنفس الجودة التي أنشئت عليها؟
نحتاج لدعم الدولة بخصوص إصلاح وتطوير أجهزة البث فى الموجات القصيرة، لأن هذه الخدمة إذا تم إصلاحها سيكون هناك تواصل أكبر مع الجمهور الأفريقى، بالإضافة إلى أننا سنحصل على رد فعل أقوى من خلال التواصل لأننا الآن نستهدف شريحة أو شريحتين فقط وهم الذين يستخدمون الإنترنت أو القمر الصناعى، أما الجمهور الأكبر والشريحة الأكبر التى تستخدم الراديو لا نصل لها بالشكل المرجو، لذلك نحتاج لإصلاح أجهزة الإذاعات القصيرة.
لماذا تراجع عمل البث عبر الموجات القصيرة من بدايتها عند إنشاء الإذاعات الموجهة؟
مع تطور الزمن أصبح هناك زحام شديد فى الفضاء، وأصبح هناك تداخل كبير فى الإذاعات فلابد أن نجاري هذا التطور بتطوير هذه الأجهزة حتى تعود كما كانت عليه فى السابق، فحتى وقتنا هذا التجديد من يوم إنشاء هذه الإذاعات الموجهة يكون عبارة عن إصلاح فقط وهذا لا يكفي لأن أجهزة البث تحتاج لإحلال وتجديد كامل، فالمشكلة هندسية وليست إعلامية، فهناك تغطية إعلامية جيدة وفريق عمل كامل يعمل بحرفية وخبراء وإعلاميين يعملون بكفاءة عالية، فمقدم البرامج فى الإذاعات الموجهة لأفريقيا يتحدث خمس لغات "ولدينا أمم متحدة متحركة" لدرجة أننا طرحنا فكرة أن ندعم الشبكات الإذاعية والقنوات المصرية بهؤلاء الإعلاميين ليكون هناك احتكاك بين مصر وبين الأفارقة بشكل عام فنحن لدينا 30 مذيعا يتحدثون 5 لغات أفريقية.
هل جاءت شكاوى من الدول الأفريقية بسبب ضعف بث الإذاعة إليهم؟
حدث بالفعل، ففي عام 2006 صدر قرار من وزير الإعلام وقتها الدكتور ممدوح البلتاجى بوقف عدد من المحطات الإذاعية، وجاء سفير دولة "ألبانيا "لوزارة الخارجية المصرية وتقدم بشكوى عن توقف البرنامج الألباني، كذلك البرنامج الصومالى سفير الصومال اشتكى من توقفه وتقدم بشكوى وقتها عن توقف البرنامج الصومالى، وهذا الأمر دليل على تأثير الإذاعات الموجهة لهذه الدول، والإذاعات الموجهة بشكل عام كانت مؤثرة للغاية، لدرجة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيجن طلب من الرئيس السادات خلال اتفاقية كامب ديفيد تخفيف حدة الإذاعات الموجهة لدورها الكبير فى التأثير على الرأى العام.
ما أشكال المحتوى البرامجي فى الإذاعات الموجهة؟
هو شتى أنواع المادة الإعلامية المقدمة ولكن فى وقت قصير، فهو برنامج متكامل، فالبرنامج الصومالى على سبيل المثال به محتوى سياسى، وثقافى، واجتماعى، ورياضى، ونتحدث عن الأمور التي تهم هذه الدول، وهناك احتكاك معهم بشكل كبير فى كل الأحداث التى تهمهم، كما أننا نستضيف سياسيين لتحليل الأحداث الخاصة بهم.
كيف استعدت الإذاعات الموجهة لحدث تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، وتنظيم كأس الأمم الأفريقية؟
كان هناك اجتماع مع مجلس إدارة شبكة الإذاعات الموجهة، ووضعنا عددا من النقاط المحددة لكيفية تغطية هذا الحدث الهام، كما وضعنا عددا من البرامج لتغطية هذا الحدث من تحليلات سياسية للقضايا التى سنعمل عليها، بالإضافة إلى عدد من الحوارات للمسئولين فى القارة الأفريقية سواء من سيحضرون إلى مصر أو من خلال شبكة مراسلينا فى هذه الدول، فضلًا عن التواصل مع السفراء المصريين فى هذه الدول.
أما بالنسبة لبطولة الأمم الأفريقية، فتم التنسيق مع وزارة الشباب والرياضة لتغطية فعاليات هذه البطولة وتوفير عدد من الزملاء المصريين والأفارقة الذين يجيدون التحدث باللغات الأفريقية، حيث سيقومون لعمل تغطية حية للبطولة بشكل عام على شبكة الإذاعات الموجهة.
هل هناك تنسيق بين وزارة الخارجية وبين شبكة الإذاعات الموجهة؟
بالطبع هناك تواصل دائم بيننا وبين المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية، ونعمل على تواصل مستمر لأن شبكة الإذاعات الموجهة هي أكبر داعم لوزارة الخارجية المصرية، ووزارة الخارجية توفر لنا كل السبل ليكون لدينا جميع المعلومات أول بأول، وهناك ربط بيننا وبين الوزارة من خلال الموقع الإلكترونى للوزارة ووسائل التواصل الاجتماعى، وأنا من ضمن الإعلاميين المتواجدين بشكل دائم فى وزارة الخارجية.
هل هناك دول أفريقية لا تتم تغطيتها بالإذاعات الموجهة؟
بالطبع نحن فى حاجة إلى إذاعة لدولة الكونغو الديمقراطية، لأنها إذاعة فى منتهى الأهمية ومؤثرة جدا والكونغو من أهم الدول الداعمة لمصر، بالإضافة إلى جنوب أفريقيا وزيمبابوي، والإذاعات الموجهة انخفض عددها من "17" إذاعة إلى عشر إذاعات فقط بعد قرار وزير الإعلام الأسبق ممدوح البلتاجى بإغلاق عدد من الإذاعات الموجهة فى عهده.