ما هو الكبتاجون ؟

ألقت قوات الأمن المصري مؤخرًا القبض على سائق شاحنة أثناء محاولته تهريب الكبتاجون المخدر، كان ينوي تهريبه إلى إحدى الدول العربية عن طريق البحر.
وأشار بيان لوزارة الداخلية أن "سائق شاحنة أخفى داخل حمولة من الفاكهة كمية من عقار الكبتاجون، بهدف تهريبها إلى إحدى الدول العربية عبر ميناء سفاجة البحري".
الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، كانت لديها معلومات استخباراتيه، وقامت برصد تحركات السائق، وألقت القبض عليه بعد التنسيق مع القطاع العام والإدارة العامة لأمن الموانئ.. وبضبط السيارة وتفتيشها، عثر بداخلها على 18 لفافة من الكبتاجون، تحتوي على 356 ألف قرص من المادة المخدرة المحظورة، كما عثر على مبالغ مالية بحوزة السائق.
ولمن لا يعرف الكبتاجون مثلي، فهو مادة محضّرة كيميائيًا على شكل حبوب واسمها العلمي الفنيثيلين (phenethylline)، وتمّ تصنيعها لأوّل مرّة بيد الكيميائيّ الياباني "أوقاتا" عام 1919، واستخدمت في ذلك الوقت لعلاج فرط الحركة لدى الأطفال.
ولحبوب الكبتاجون العديد من الآثار، منها: أنها تمتلك قدرة كبيرة على رفع مستوى المزاج لدى الإنسان.. تقلل من حاجة الإنسان إلى النوم وتساعده على تقليل عدد ساعات نومه، خاصّةً أولئك الذين يعانون من خمول في النوم.. وتقلّل نسبة الشهيّة لتناول الطعام. معروفة بأنها مقوٍ جنسيّ، حيث تساعد على إطالة مدّة الجماع، وبالرغم من ذلك فهي تعمل بعد مرور فترة من الزمن على إحداث مجموعة كبيرة من المشاكل في الجهاز التناسلي، مما يساهم في إحداث ضعف جنسي.
الحبوب تستخدم مع الأشخاص الذين يعانون من أمراض في القلب، والأوعية الدموية، حيث لا يؤدي العقار إلى رفع مستوى ضغط الدم. إلا أنه يؤدّي إلى حدوث هلوسة في السمع، والبصر، كما أنّه يحدث اضطرابًا في حواس الإنسان، حيث يبدأ بتخيّل أشياء غير موجودة في الأصل (الوهم).. وأحيانًا يحدث حالة من الفصام، وجنون العظمة.. كما يؤدّي إلى شعور الإنسان بحاجته إلى البكاء دون أيّ مبرر، والشك في المقرّبين له.
الكبتاجون يضعف قدرة الإنسان على مقاومة الأمراض باعتباره يسبّب نقصًا في كريات الدم البيضاء (ضعف المناعة).. كما يؤدّي إلى الوفاة في حالة التناول المفرط، ويكون ذلك بعد إحداث نزيف في المخ.
عقار الكبتاجون، صُنِّف بأنّه أحد المنشّطات ذات الآثار الجانبيّة القليلة، وعلى الرغم من ذلك تمّ منع تداوله في معظم دول العالم خلال عام 1986م، وذلك بعدما أدرج من قبل منظمة الصحّة العالمية بأنّه أحد الحبوب الممنوعة، باعتبارها من أكثر المواد التي تؤثر على العقل بالرغم من أنّ معدل تناولها في ذلك الوقت كان منخفض جدًا.
يعود تاريخ صناعة الأمفيتامين إلى عام 1887م في ألمانيا، وهي المكوّن الرئيسي الذي اشتقّ منه الكبتاجون، بغرض مكافحة الجوع. كما استخدم خلال عشرينيات القرن الماضي في علاج الصرع، والانفصام، والإدمان على المسكرات، والصداع النصفيّ.. كما استخدم خلال عام 1935م في علاج نوبات النعاس. يعود تاريخ استخدامه كحبوب لأوّل مرّة في عام 1937م، خلال الحرب العالميّة الثانية حيث استخدمها الجنود اليابانيّون ليبقوا مستيقظين.. وبعد ذلك، ساد خلال ستينيات القرن الماضي سوء استخدام لهذه الحبوب بين الشباب، والمراهقين في السويد، وانتقلت هذه الظاهرة بسرعة إلى كلّ من بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكيّة وكان ذلك بعد حرب كوريا مباشرة أي خلال حرب فيتنام.
من المهم جدًا متابعة أي عقار جديد ينتشر بالأسواق، خاصة إذا ذاع صيته، كما أنه من الضروري جدًا قراءة معلومات عنه من خلال وسائل البحث المختلفة على الانترنت، كما يجب قراءة إرشاداته وطرق استخدامه من خلال الروشتة المرفقة به، حتى لا تقع أضرار جانبية على صحتنا لا قدر الله.. وقانا وإياكم شر الأمراض.
من كل قلبي: نشكر قوات الأمن المصري على اليقظة وسرعة التنفيذ والقبض على كل من يخالف أو يحاول أن يضر بسمعة مصرنا.. اللهم أعز بلادنا.. اللهم آمين.