في إحدى ضواحي الدار البيضاء بالمغرب، تلهو الطفلة الصغيرة بضفائرها، تركض وتلعب مع زملائها، ليفاجئها والداها بالهجرة إلى هولندا، وتترك الطفلة موطنها متجهة إلى دولة جديدة مختلفة تماما عما نشأت به.


بدأت خديجة عريب، من مواليد عام 1960، حياتها السياسية داخل البرلمان الهولندي عام 1998، حينما انضمت له كنائبة عن حزب العمل الهولندي، لتشق طريقها في البرلمان، وسط هجوم شرس من بعض العنصريين في بولندا، حيث وصف أحدهم يوم إعلانها رئيسة للبرلمان بأنه: "يوم أسود في التاريخ البرلماني"، وبرر بعدئذ ذلك قائلا: "الأمر لا يتعلق بشخصها ولكن بكونها تحمل جنسيتين وهذا لا يجوز لرئيس مجلس الشيوخ الهولندي".

ومن محاربتها للعنصرية، قررت خديجة أن تنتهج طريق التغيير وسلامة الفكر والمساواة، وعقب دخولها البرلمان علقت قائلة: "دخلت عالم السياسة لان أمورا كثيرة لا تعجبني، تضايقني، وأرى أنها يجب أن تتغير، والآن كبرلمانية، ما زلت أحتفظ دائما بنفس الحقائب التي أردتها لتغيير الوضع".
عزيمتها وإيمانها برسالتها، جعلتها تطمح نحو الأكثر، غير مكتفية بدخول البرلمان، لتضع كرسي رئاسته في مرمى عينيها، لم تيأس بعد فشلها في الانتخابات عام 2012، حينما رشحت نفسها وبعد أربع سنوات، فاجأت خديجة عريب بولندا والعالم أجمع بفوزها في الانتخابات بعد حصولها على 83 صوتا من أصل 134 صوتا، من مجموع 150 عضوا في المستشارين، متفوقة على ثلاثة مرشحين آخرين.