عمرها 190 عاما.. تعرف على قصة أول جريدة في مصر والشرق الأوسط

"الوقائع المصرية" أقدم جريدة في الشرق الأوسط وأول جريدة مصرية وعربية تصدر باللغة العربية، كما صدرت أيضا باللغة التركية، ويقترب عمرها من 190 عاما، حيث أسسها محمد علي باشا وصدر أول عدد منها عام 1828.

جاء إصدار هذه الجريدة في إطار تطلع محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة، لاستكمال النهضة التي بدأها والتعرف على أخبار الدول الأخرى، حيث كان قد أنشأ قبل سبع سنوات، أي في عام 1821، المطبعة الأميرية في بولاق والتي لا تزال قائمة حتى الآن، وعند تأسيس هذه المطبعة، تم تزويدها بكل ما يلزمها من الحروف والمكابس والآلات، وقد أعدت لطبع لوائح الحكومة ومنشوراتها وطبع الكتب العلمية في الطب والرياضيات والآداب والتاريخ والعلوم الفقهية.

كانت الجريدة في البداية نصف شهرية ثم أسبوعية ثم أصبحت يومية وسعى محمد على إلى وصول الوقائع المصرية إلى أيادي طبقات مختلفة من المصريين، ففي البداية كانت تصل لكبار الموظفين وأمراء البيت والعلماء والجيش فقط، ثم سعى لتوزيعها على طلاب العلم بالمجان وعلى الموظفين، حتى الفرنسيين منهم الذين لا يعرفون القراءة والكتابة مقابل اقتطاع جزء من رواتبهم.

وكان رفاعة الطهطاوي بمثابة أول رئيس تحرير لها، حيث أسند إليه محمد علي باشا أمر الترجمة من الجرائد الأجنبية، وانتخاب أخبار الملكية وترتيب الجريدة الرسمية عام 1842م، وهو الذي غير مضمونها وشكلها وبدأت الجريدة تتمصر فى لغتها وأصبحت اللغة العربية تأخذ مكان الصدارة.

وجعل رفاعة الأخبار المصرية المادة الأساسية بدلًا من التركية، وهو أول من أحيا المقال السياسي عبر افتتاحيته في جريدة الوقائع، وفي عهده أصبح للجريدة محررون من الكتاب.

وبدأت الجريدة منذ عام 1880 عصرها الذهبي، حيث ترأس تحريرها الإمام محمد عبده، وكان حريصا أشد الحرص على أن يكون أسلوب الكتابة فيها أسلوبا عربيا صحيحا، ومن أبرز الصحفيين الذين تتلمذوا على يد الطهطاوي خلال القرن العشرين سعد زغلول.

وفى عام 1911 أصبح تحت كلمة "الوقائع المصرية" التاج وداخله علم مصر، وكُتب تحتها "جريدة رسمية للحكومة المصرية".